
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 89 مدنياً برصاص مليشيا الدعم السريع خلال هجمات على مدينة الفاشر ومعسكر أبو شوك للنازحين في شمال دارفور، وشملت الضحايا 16 حالة إعدام ميداني موجز، إضافة إلى جريمة تصفية على أساس عرقي لفرد من قبيلة بيرتي في الفاشر.
وأعرب المتحدث باسم المفوضية، جيريمي لورانس، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، عن الخشية من أن يكون العدد الحقيقي للضحايا أعلى من الأرقام المعلنة، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني في الفاشر بلغ نقطة حرجة، مع خطر متزايد من المجاعة في المدينة والمناطق المحيطة بها.
تأتي هذه المأساة في ظل تصاعد مأساوي للأزمة الإنسانية في السودان. فحتى فبراير 2025، بلغ عدد النازحين داخلياً أكثر من 12.3 مليون، بينهم 8.8 مليون داخل البلاد و3.5 مليون لاجئ خارجها، ما يجعل السودان مركز الصدمات العالمية للنازحين.
إضافة إلى ذلك، سلطت الأمم المتحدة الضوء على أن حصيلة الحرب المدنية – بما في ذلك القتل ونقص الغذاء والمرض – فاق 150 ألف قتيل، مع تسجيل وفاة أكثر من 522,000 طفل بسبب المجاعة فقط.
يُشير الخبراء إلى أن ما يجري في الفاشر جزء من نمط أوسع من الانتهاكات، حيث شهد إقليم دارفور جرائم تطهير عرقي، وخاصة ضد المدنيين من عرقية «الماساليت»، فضلاً عن مهاجمة معسكرات النزوح التي تُعد لسنوات حقولاً للمجاعة.
في هذا السياق، يحمل البيان الأممي دلالة على الحاجة القصوى لتدخل إنساني عاجل، مثل فتح ممرات طوارئ وتفعيل آليات حماية للمدنيين، ضمن مسار واضح نحو السلام والمساءلة، بما يعزز الاستقرار ويحد من الكارثة الإنسانية التي تهدد حياة الملايين.