شهدت مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، اليوم الأربعاء، تصعيدًا ميدانيًا خطيرًا عقب اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة السودانية وتشكيلات مسلحة في المحورين الشمالي الشرقي والشمالي الغربي للمدينة، في مواجهة اعتُبرت الأعنف منذ بداية التوترات الأخيرة، وفقًا لمعلومات حصل عليها موقعنا من مصادر ميدانية مطلعة.
وأكدت تلك المصادر أن الاشتباكات اندلعت إثر محاولة المليشيات التوغل باتجاه مواقع ذات أهمية استراتيجية، في ظل استخدام مكثف للأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما تسبب في موجات نزوح جديدة وحالة من الذعر بين المدنيين.
أظهرت مقاطع مصورة أعمدة دخان كثيف تتصاعد من أطراف المدينة، فيما سُمع دوي الانفجارات وإطلاق النار لساعات متواصلة.
الجيش السوداني، وبحسب نفس المصادر، تمكّن من صد الهجوم في أكثر من محور، مع تواصل القتال بشكل متقطع حتى مساء اليوم، وسط استنفار أمني واسع وتحركات ميدانية تشير إلى استعداد لمعركة طويلة الأمد.
على الصعيد الإنساني، أفادت مصادر طبية من داخل المدينة بوضع المستشفيات في حالة طوارئ قصوى تحسبًا لوصول مزيد من الجرحى، بينما أغلقت أسواق رئيسية أبوابها وسط مخاوف من اتساع رقعة القتال.
وتأتي هذه التطورات ضمن سياق تصاعدي يشهده إقليم دارفور منذ أسابيع، حيث تسعى القوى المتصارعة للسيطرة على الفاشر باعتبارها نقطة محورية على خارطة النزاع، ما يجعل أي تحرك عسكري فيها ذا أبعاد استراتيجية تتجاوز حدود المدينة.