اخبار السودان

مراكز طارئة في قلب الحر.. تداعيات تتصاعد في بورتسودان

في خضم موجة حرّ خانقة وغياب شبه كامل للكهرباء، شرعت سلطات الصحة بمدينة بورتسودان شرقي السودان في تشغيل مراكز تبريد مؤقتة وسط ارتفاع مقلق في أعداد الوفيات المرتبطة بضربات الشمس، وفق معلومات حصلت عليها “سودان تربيون” من مصادر مطلعة في القطاع الصحي.

 

وأفادت ذات المصادر بأن حصيلة الإصابات بلغت 155 حالة مؤكدة حتى مساء السبت، بينها 24 وفاة، في وقت تسجل فيه درجات الحرارة مستويات قياسية تجاوزت 45 مئوية، وسط ضعف خدمات البنية التحتية في المدينة الساحلية التي باتت اليوم مركزًا إداريًا بديلًا بعد تدمير العاصمة الخرطوم.

 

وقالت أحلام عبد الرسول، المديرة العامة لوزارة الصحة بولاية البحر الأحمر، إن مركزًا مؤقتًا للتبريد تم تفعيله داخل السوق الكبير لاستقبال الحالات الطارئة من ضربات الشمس، موضحة أن “المصابين يُنقلون لاحقًا إلى مركز التقدُّم الطبي لتلقي العلاج التخصصي”.

 

كما كشفت عبد الرسول عن تشغيل مركز آخر مخصص لعمال الرصيف، بالتنسيق مع شركاء صحيين لتوسيع النطاق ليشمل أسواقًا ومناطق ذات كثافة عمالية عالية، حيث أظهرت مقاطع مصورة تزايد الإقبال على هذه المرافق رغم محدودية إمكانياتها.

 

في موازاة ذلك، لجأت السلطات المحلية إلى حملة لرش الشوارع بالمياه، في محاولة رمزية لتخفيف الحرارة وسط استمرار الانقطاع الكهربائي الشامل منذ أكثر من 20 يومًا. ورغم محدودية الأثر، أبدى بعض المواطنين ارتياحًا نسبيًا، واصفين الخطوة بأنها “أهون الشرور”.

 

غير أن الأصوات الغاضبة تزايدت في أحياء المدينة، حيث يطالب السكان بحلول جذرية لأزمة الكهرباء التي تسببت في شلل شبه كامل لمرافق التبريد والتهوية، مما فاقم خطر الإصابة بضربات الشمس، خاصة لدى كبار السن والعمال في الأماكن المكشوفة.

 

وتشير التقديرات إلى أن الضغط السكاني المتزايد في بورتسودان بعد نزوح الآلاف من مناطق النزاع، قد فاقم الأزمة، في وقت تعاني فيه المدينة من هشاشة البنية التحتية وشح الخدمات الأساسية.

 

في ظل هذا الواقع، يبدو أن مراكز التبريد والإسعاف المؤقت لن تكون سوى مسكّنات ظرفية لأزمة أعمق تتطلب خطة استجابة متكاملة تشمل الكهرباء والمياه والصحة، وفق تحذيرات أطباء محليين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

منى الطاهر

منى الطاهر – صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى