متابعات-الراي السوداني-في سياق لا يقل خطورة، كشف خبير تقني سوداني معروف عبر حسابه عن واحدة من أخطر ممارسات الاحتكار التي ظلت تنخر في جسد الاقتصاد السوداني خلال أكثر من عقد من الزمن، وتحديدًا في سوق الهواتف المحمولة.
الشركة – التي لم يُذكر اسمها صراحة – أشار إلى أنها تعمل في السودان منذ أكثر من 10 سنوات، مستحوذة على حصة ضخمة من السوق في واحدة من أهم الصناعات التقنية، بل وأبعد من ذلك، إذ أكد أن هذه الشركة تحارب أي تاجر سوداني يدخل السوق عبر وسائل غير شريفة تصل إلى حد التهديد بالإقصاء التام.
بحسب المصدر، فإن مدير الشركة كان يقول في الاجتماعات الداخلية، عند ورود اسم تاجر سوداني جديد: “Kill him”، أي “اقضوا عليه تجاريًا”، في تلميح إلى استخدام كل الوسائل القانونية وغير القانونية لطرده من السوق.
المفارقة المؤلمة أن هذه السياسات ينفذها سودانيون لصالح الشركة الأجنبية، وهي مفارقة لا تخلو من خيانة لمصالح الوطن، خاصة في ظل أزمة وطنية وجودية تهدد الدولة السودانية برمتها.
المتحدث لم يكتفِ بالاتهام، بل طرح أسئلة جوهرية:
كيف تحصل هذه الشركة على الدولار؟كيف تقوم بتحويل الجنيه؟ما الذي قدمته للسودان طوال عقد من الزمان؟هل من المنطقي أن تحتكر سوقًا يضم أكثر من 9 علامات تجارية عالمية مثل سامسونج وشاومي وريلمي وهواوي وتكنو؟
الأدهى من ذلك، كما يضيف، أن هذه الشركة أصبحت تنافس التجار السودانيين ليس بتقديم خدمات أرخص أو أفضل، بل بزيادة الأسعار وتحقيق أرباح طائلة، في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ الأسواق.
وفي ختام رسالته، شبّه ما يحدث بمن يتعاون مع العدو في أوقات الحرب لقاء فتات المال، مؤكدًا أن من يحارب السودانيين لصالح الأجنبي لا يقل خطرًا عن من يدل العدو على بيوت المدنيين.
وأضاف: “يا حسرتاه على السودان… للحديث بقية”، في دعوة صريحة لكشف هذه الممارسات والوقوف ضدها.