القاهرة – الراي السوداني
بعد أيام من الترقب والمعاناة، تنفّست مئات الأسر السودانية الصعداء، عقب نجاح جهود السفارة السودانية بالقاهرة وعدد من الجهات الوطنية في حل أزمة العالقين بمدينة الإسكندرية، الذين تعرّضوا لعملية نصب مؤسفة من أحد أبناء الجالية، ادّعى إطلاق مبادرة للعودة الطوعية إلى الوطن.
وتعود تفاصيل القصة إلى إعلان شخص سوداني مقيم في مصر عن مبادرة لإجلاء أكثر من (600) مواطن سوداني عبر (12) حافلة سعة الواحدة (50) راكبًا، مقابل مبلغ رمزي قدره (400) جنيه مصري للفرد، يخصص – حسب زعمه – لتوفير مياه ومشروبات على الطريق، بينما يتكفّل هو بالحافلات والطعام.
استجاب المواطنون، وسلّموا أموالهم عن ثقة، وبدأوا نقل أمتعتهم إلى الحافلات التي وصلت بالفعل إلى محطة المغادرة بمدينة الإسكندرية. لكن المفاجأة الصادمة وقعت حين اختفى منسق المبادرة فجأة، بعد أن تخلّف عن دفع مستحقات شركات النقل، مما أدى إلى توقف الرحلة وترك مئات الأسر، بينهم نساء وأطفال، في العراء لأكثر من يومين دون مأوى أو طعام كافٍ.
وأثار المشهد تعاطفًا واسعًا في أوساط الجالية السودانية، حيث بادر عدد من الوطنيين ورجال الأعمال بالتواصل مع السفارة السودانية بالقاهرة، والتي سارعت من جانبها بالتنسيق مع الأمانة العامة لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج، ومنظومة الصناعات الدفاعية، لتوفير تكلفة (20) حافلة لنقل المواطنين من الإسكندرية إلى مدينة وادي حلفا شمالي السودان.
وقد حضر المسؤول القنصلي بالسفارة، المصباح محمد عبد الله، بنفسه الاربعاء إلى موقع الحدث، وأبلغ العالقين بحل الأزمة، حيث بدأت الحافلات في الوصول تباعًا منذ صباح اليوم إلى المحطة الرئيسية بالإسكندرية، وسط ارتياح شعبي واسع.
وتناشد الجالية السودانية الجهات المختصة وفاعلي الخير بالمساهمة في استكمال الرحلة من وادي حلفا إلى الخرطوم، حتى تكتمل عملية العودة بسلام، خاصة أن العديد من المواطنين لا يملكون القدرة على تدبير تكلفة السفر الداخلي.
وفي سياق متصل، طالبت جهات حقوقية بفتح تحقيق رسمي في واقعة الاحتيال التي تعرّض لها المواطنون، كما دعت السفارة إلى متابعة القضية مع السلطات المصرية ومحاسبة المتورطين، خاصة أن هناك بلاغات إضافية تفيد بتعرض آخرين لنفس النمط من الاحتيال.
من جهتها، أكدت السفارة السودانية بالقاهرة التزامها الكامل بحماية المواطنين ومساندتهم في الظروف الصعبة، مؤكدة أنها لن تتوانى في ملاحقة كل من يستغل حاجة الناس في مثل هذه الأوضاع المعقدة.