بعد عامين من الصمت والحرب، سلطان الطرب يعود متوهجًا في حفل أبهر الجميع وتصدّر الترند
القاهرة – الراي السوداني
كالعنقاء التي تنهض من رمادها، عاد سلطان الطرب السوداني طه سليمان إلى جمهوره في حفل أسطوري بالقاهرة، معلنًا عن ولادة فنية جديدة بعد غياب قسري دام أكثر من عامين منذ اندلاع حرب أبريل 2023.
اختار طه أن يُخرس صوته لا حبًا في الغياب، بل وفاءً لأهله في شمبات، حيث ارتدى ثوب الإنسان قبل الفنان؛ ظل يواسي الجرحى، يطعم الجوعى، ويمسح دموع الأيتام، رافضًا أن يغني و”التراب مبلول بالدم والعرض مستباح”.
لكن حين قرر العودة، لم تكن عودته عادية، بل ملحمية بكل المقاييس. ففي ضاحية الرحاب شرق العاصمة المصرية، أشعل السلطان خشبة المسرح وسط جمهور تجاوز كل التوقعات. لم يكتفِ الحضور بملء القاعة، بل اعتلوا أسطح البنايات المجاورة، يتسابقون إلى لمحة من طيف النجم الذي طال انتظاره.
طه غنّى كما لم يغنِ من قبل. أعاد تقديم أغنياته الخالدة، وفاجأ الحضور بجديد متنوع: سوداني، شرقي، عربي، مصري، وحتى راب… بإطلالة ساحرة وأناقة لافتة، بدا كما الذهب حين ينجلي عن الغبار؛ لا يصدأ ولا يخفت بريقه.
الاحترافية ظهرت جليّة؛ أكثر من عشرين بروفة، وفرق كاملة من العازفين والمخرجين والمصوّرين والإنتاج تحت إشرافه المباشر، لتخرج ليلة طه وكأنها حلم… لكنها كانت حقيقة تجاوزت الخيال.
وسائل التواصل الاجتماعي انفجرت بالحديث عن الحفل. تصدّر طه الترند، وتحوّل إلى “مزمور داوود” العصري، يعزف للناس ما يُنسيهم الحرب، ويُعيد إليهم شيئًا من الحياة.
إنها ليست مجرد عودة… إنها عودة “الأسطورة” التي اختارت الصمت احترامًا للوجع، ثم اختارت الغناء من جديد، كي تضيء درب الأمل.