اخبار السودان

كارثة غذائية تهدّد أطفال السودان.. سوء تغذية حاد يتفاقم ومجاعة تلوح في الأفق

كارثة غذائية تهدّد أطفال السودان: سوء تغذية حاد يتفاقم ومجاعة تلوح في الأفق

يونيسف: أكثر من 40 ألف طفل أُدخلوا مراكز العلاج بدارفور ونفاد مخزونات الأغذية في الفاشر

الخرطوم -الراي السوداني

كشفت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسف” عن ارتفاع مقلق في معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم وسط الأطفال في عدد من ولايات السودان، في ظل انهيار النظام الصحي وتراجع الاستجابة الإنسانية.

وأفاد تقرير حصلت عليه منصة الراي السوداني، بأن حالات القبول للعلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم ارتفعت بنسبة أكثر من 70% في شمال دارفور، و174% في الخرطوم، و683% في ولاية الجزيرة، خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وتوقّعت المنظمة أن تتفاقم الأزمة خلال موسم الجفاف الممتد من يونيو إلى أكتوبر، في وقتٍ تكون فيه مخزونات الغذاء التي جرى حصادها نهاية العام الماضي قد نفدت لدى معظم الأسر.

وأوضحت يونيسف أن الزيادة في عدد الحالات ببعض المناطق قد تعود جزئيًا إلى تحسّن الأوضاع الأمنية وتمكّن الأمهات من الوصول إلى مراكز العلاج، مشيرة إلى أن الحاجة إلى المكملات الغذائية والفيتامينات أصبحت ملحّة أكثر من أي وقت مضى.

وفي دارفور، تجاوزت معدلات سوء التغذية الحاد المستويات الحرجة التي حدّدتها منظمة الصحة العالمية في 9 من أصل 13 محلية، فيما أظهر المسح الذي أُجري في محلية ياسين بشرق دارفور أن 28% من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد أو وشيك، وهي نسبة قريبة من عتبة المجاعة التي تبدأ عند 30%.

وقالت المنظمة إن أكثر من 40 ألف طفل أُدخلوا مراكز العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم في شمال دارفور فقط منذ بداية العام، ما يمثّل ضعف عدد الحالات المُسجّلة في الفترة نفسها من 2024.

وفي تحذير صريح، قالت يونيسف إن بعض مناطق السودان تعيش ظروفًا شبيهة بالمجاعة، ويهدّدها خطر وقوع وفيات جماعية بين الأطفال، مع انتشار الكوليرا والحصبة وتدهور النظام الصحي.

في مدينة الفاشر، أكدت المنظمة نفاد مخزون الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام، بعد فشل محاولات إدخال الإمدادات، ما ينذر بكارثة وشيكة في ظل الحصار المستمر.

وقال ممثل يونيسف في السودان، شيلدون ييت:
> “هذه الأرقام مرتفعة بشكل خطير، وستزداد سوءًا ما لم يُتخذ إجراء عاجل. حياة الأطفال اليوم تعتمد على قرار المجتمع الدولي: هل سيتدخل أم سيغضّ الطرف؟”.
وتحتاج يونيسف بشكل عاجل إلى 200 مليون دولار لتوفير خدمات التغذية الأساسية، بما في ذلك علاج الأطفال المصابين وتوزيع الأغذية العلاجية المنقذة للحياة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

الوليد محمد

الوليد محمد – صحفي يهتم بالشؤون المحلية والإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى