متابعات – الراي السوداني – أفادت مصادر مطلعة أن الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، أصدر توجيهات ببدء عملية عسكرية شاملة تهدف إلى القضاء على التمرد المسلح واستعادة السيطرة الكاملة على المدن والمواقع التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع بقيادة آل دقلو.
القرار جاء استنادًا إلى تقرير ميداني مفصّل أعدّته هيئة العمليات والاستخبارات في الجيش، خلص إلى جاهزية القوات المسلحة لتنفيذ عمليات نوعية وسريعة في محاور استراتيجية متعددة، لا سيما في ولايات كردفان ودارفور، حيث تتركّز الاشتباكات. وأكد التقرير أن الظروف الميدانية تميل لصالح الجيش من حيث الإعداد والتجهيز والانضباط العملياتي.
تُصنَّف القوات المسلحة السودانية ضمن أكثر الجيوش الإفريقية انضباطًا وقدرة على الصمود، رغم تعدد الصراعات الداخلية التي خاضتها على مدى عقود. فقد حافظ الجيش على تماسكه البنيوي والمعنوي، في وقت انهارت فيه مؤسسات عسكرية في بلدان مجاورة تحت وطأة النزاعات المسلحة.
وتمكنت القوات السودانية من إعادة تنظيم صفوفها، ورفع كفاءتها الاستخباراتية والتكتيكية، إلى جانب تحديث منظومتها القتالية، بما انعكس بوضوح خلال العمليات الأخيرة التي أسفرت عن استعادة مواقع استراتيجية، وتحييد أعداد كبيرة من المقاتلين المتمردين دون تسجيل خسائر كبيرة في صفوف القوات النظامية.
تشير معطيات ميدانية إلى تحريك وحدات مدرعة ونخبوية من مواقع التدريب والاحتياط إلى الجبهات الأمامية، ضمن التحضيرات الجارية لخوض المرحلة النهائية من العمليات العسكرية. كما تم تعزيز القدرات الجوية والاستطلاع الإلكتروني، وتفعيل الطيران المسيّر لضمان تأمين مسارات التقدم وقطع خطوط الإمداد عن المليشيا المتمردة.
المصادر تؤكد أن القرار هذه المرة نهائي وغير قابل للتراجع، وأن القوات المسلحة عازمة على المضي قدمًا في ما تطلق عليه “معركة التحرير الكبرى”، حتى تحقيق الأهداف الكاملة المتمثلة في إنهاء التمرد المسلح وإعادة فرض سلطة الدولة وهيبتها في جميع أنحاء السودان.