الفاشر – الراي السوداني
في تصعيد مفاجئ للأزمة الإنسانية بمدينة الفاشر، أعلنت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي رفضها التام لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام، معتبرة أنها أصبحت ساحة عمليات عسكرية مغلقة لا تسمح بأي تدخل إغاثي في الوقت الراهن.
رفض مفاجئ ورسالة عاجلة للأمم المتحدة
وأكد المتحدث باسم الحركة، عبد العزيز عبد الكريم، في تصريحات لـ”سودان تربيون”، أن الحركة وجهت رسالة عاجلة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أوضحت خلالها أن الفاشر تحولت بالكامل إلى منطقة قتال، بينما فر معظم المدنيين إلى مناطق أكثر أمانًا بعيدًا عن خطوط النار.
ممرات آمنة بديلة للمساعدات
وأوضح عبد الكريم أن قوات تحالف “تأسيس” تمكنت خلال الأشهر الماضية من فتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين نحو مناطق مثل طويلة وجبل مرة وكورما، رغم صعوبة الظروف ومخاطر الطريق، مشيرًا إلى أن هناك شكاوى من انتهاكات طالت بعض الفارين خلال رحلتهم.
دعوة لتحويل المساعدات لمناطق النزوح
ودعا عبد الكريم المنظمات الأممية والدولية إلى تركيز جهودها على تقديم الإغاثة لمناطق الإيواء الجديدة التي أصبحت تعج بالنازحين، مثل عين سيرو وكتم والكومة ومليط ودار السلام، مؤكدًا أن هذه المناطق أصبحت الأولوية الحقيقية للاستجابة الإنسانية.
نداء عاجل للمدنيين: اخرجوا فورًا
وفي تطور لافت، أطلق عبد الكريم نداءً عاجلًا للمدنيين الذين لا يزالون عالقين داخل الفاشر، طالبهم فيه بمغادرة المدينة فورًا حفاظًا على أرواحهم، مؤكدًا أن الحركة على استعداد لتسهيل عملية خروجهم وتأمين وصولهم إلى المناطق الآمنة.
التنسيق مع المنظمات الإنسانية
أبدت الحركة استعدادها الكامل للتعاون مع المنظمات الإنسانية لضمان وصول المساعدات للمناطق التي تؤوي آلاف النازحين، رافضة في الوقت ذاته ما وصفه المتحدث بـ”الأكاذيب” التي يروجها البعض حول الوضع الميداني.
مدينة تحت الحصار والنيران
تعيش مدينة الفاشر أوضاعًا إنسانية مأساوية منذ أكثر من عام تحت حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع، وسط مواجهات عنيفة تسببت في دمار واسع وانعدام شبه تام للسلع والأدوية، بينما يتزايد الخوف من مجاعة وشيكة تهدد ما تبقى من سكانها.