تحركات مثيرة للدعم السريع في سوق النعام… هل تتجه أبيي إلى انفجار جديد؟
متابعات – الراي السوداني
في خطوة أثارت قلقًا واسعًا، أعلنت اللجنة الأهلية المشتركة بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك رفضها القاطع لوجود قوات الدعم السريع في سوق النعام، المنطقة الحدودية الحساسة بين السودان وجنوب السودان، معتبرة أن هذه الخطوة تهدد التوازن الأمني الهش وتفتح الباب أمام مواجهات محتملة.
ويُعد سوق النعام، الذي يبعد حوالي 15 كيلومترًا شمال أبيي، منطقة منزوعة السلاح تخضع لترتيبات أمنية خاصة تحت إشراف قوة الأمم المتحدة (يونيسفا)، ما يجعل أي تحرك عسكري فيه انتهاكًا صريحًا للاتفاقيات الدولية.
وبحسب إفادات محلية، دخلت عشر عربات تابعة للدعم السريع إلى السوق ونفّذت اعتقالات وصفت بالواسعة، الأمر الذي دفع القوة الأممية واللجنة الأهلية للمطالبة بمغادرة فورية للقوات باعتبار وجودها خرقًا لتفاهمات السلام.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في وقت سابق من تعقيد الوضع الأمني في أبيي مع تصاعد وجود الدعم السريع، وسط مخاوف من تحويل هذه المنطقة التي طالما شكلت نموذجًا للتعايش، إلى ساحة صراع جديدة.
سوق النعام لا يمثل فقط مركزًا تجاريًا حيويًا بل يُعد شريانًا إنسانيًا يربط ولايات السودان الغربية بمناطق جنوب السودان، ما يجعله نقطة استراتيجية تتقاطع فيها المصالح العسكرية والاقتصادية وحتى الإنسانية.
وبينما يتصاعد التوتر على الأرض، يتخوف مراقبون من أن تفتح هذه التحركات العسكرية الباب أمام مواجهات مفتوحة تعصف بما تبقى من استقرار في المنطقة الحدودية الحساسة، ما لم يتم ضبط الأمور سريعًا وفقًا للاتفاقات الدولية.