اخبار السودان

كيف هندس منصور بن زايد دعم قوات حميدتي في السودان؟ تفاصيل مكالمة اعترضتها أمريكا

متابعات - الراي السوداني

متابعات – الراي السوداني  –  أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن العائلة الحاكمة في أبوظبي لعبت دورًا محوريًا في تسليح قوات الدعم السريع السودانية بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، من خلال عمليات سرية أشرف عليها منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، وذلك وفقًا لتقارير من مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية.

 

وذكرت الصحيفة أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية اعترضت اتصالات هاتفية متكررة خلال الأشهر الأولى من الحرب في السودان، جمعت بين مسؤولين إماراتيين، من بينهم منصور بن زايد، وعدد من قادة قوات الدعم السريع، على رأسهم حميدتي.

 

منصور بن زايد يُعد أحد أبرز ثلاثة إخوة يتحكمون في مفاصل الحكم بالإمارات منذ استقلالها عام 1971. بينما يتولى شقيقه الأكبر محمد بن زايد زمام الحكم فعليًا منذ نحو عشرين عامًا، ويُشرف طحنون بن زايد على الأمن القومي، يفضل منصور العمل من خلف الكواليس، لكنه يحتفظ بسلطات استراتيجية كبيرة، بحسب ما أورد التقرير.

 

التقرير أشار إلى أن منصور، مالك نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، كان له دور مؤثر في توجيه سياسات التدخل الخارجي للإمارات، خاصة في السودان وليبيا، ضمن استراتيجية تهدف إلى توسيع النفوذ الإماراتي والسيطرة على موارد استراتيجية مثل الموانئ والمعادن في القارة الإفريقية.

 

كما نقل التقرير أن منصور استضاف حميدتي في قصره بالخليج العربي في فبراير 2023، قبل أسابيع قليلة من اندلاع القتال في الخرطوم. وأوضح أن هذا اللقاء لم يكن الأول بين الرجلين؛ إذ سبق أن التقيا في معرض للأسلحة في أبوظبي عام 2021، وظهرا معًا وهما يتجولان بين معروضات الصواريخ والطائرات بدون طيار.

 

وكشف التقرير أيضًا أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان آنذاك، توم بيريلو، واجه منصور بن زايد في اجتماع بالإمارات عام 2024 بشأن دعمه المزعوم لحميدتي، إلا أن الأخير تهرب من الرد المباشر، واكتفى بالقول إن مسؤولية إحلال السلام تقع على خصومه.

 

جيفري فيلتمان، المبعوث الأمريكي السابق للقرن الإفريقي، قال للصحيفة إنهم كانوا يدركون دائمًا أن منصور هو الشخصية المحورية التي تتحرك من خلف الكواليس في الملف السوداني.

 

 

وبحسب الصحيفة، فإن منصور بن زايد كان يلعب على مدى سنوات طويلة دورًا غير معلن في تنفيذ سياسات الإمارات الخارجية في مناطق النزاع، بينما ظل حريصًا على الابتعاد عن الأضواء، مركزًا على بناء صورته الدولية من خلال الاستثمار في الرياضة، خصوصًا بعد امتلاكه لأحد أشهر أندية كرة القدم عالميًا.

 

ورفض كل من منصور بن زايد، ووزارة الخارجية الإماراتية، وقائد قوات الدعم السريع، الرد على استفسارات الصحيفة. وعلى الرغم من نفي الإمارات تقديم أي دعم عسكري للأطراف المتصارعة في السودان، فإن التقرير يشير إلى أن الولايات المتحدة كانت تتابع باستمرار اتصالات مباشرة جرت بين حميدتي ومسؤولين إماراتيين، من ضمنهم منصور بن زايد.

 

وكانت الصحيفة قد كشفت في تقرير سابق نُشر في سبتمبر من العام الماضي، أن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد قدم ما وصفه بعض المسؤولين الأمريكيين بـ”الاعتراف الضمني” بدعم قوات الدعم السريع، خلال محادثاته مع نائبة الرئيس الأمريكي السابق كاملا هاريس في ديسمبر 2024، والتي أعربت خلالها عن قلق واشنطن إزاء تهريب الأسلحة إلى السودان.

 

 

ورغم أن محمد بن زايد لم يعترف بشكل مباشر بتقديم دعم عسكري لقوات حميدتي، إلا أنه أشار، بحسب مصادر أمريكية مطلعة على فحوى المحادثات، إلى أنه يدين له بإرسال قوات إماراتية للقتال في اليمن، في وقت سابق.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

منى الطاهر

منى الطاهر – صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى