غير مصنف --

مقال ناري لـ”الأغبري” فضح فيه التسجيل المفبرك لـ “بن علوي والقذافي” وضربة موجعة لـ ابن زايد

السودان اليوم:

نشر عضو مجلس الدولة العماني الدكتور إسماعيل الأغبري، مقالا له تناول فيه قضية التسجيل المفبرك الذي نشره العماني الهارب والموجه من الإمارات سعيد جداد لوزير الخارجية العماني يوسف بن علوي مع القذافي في محاولة إماراتية يائسة لضرب علاقة السلطنة مع محيطها الخليجي.
وفي بداية مقاله الذي جاء بعنوان “معمر القذافي وعلاقاته بالسلطنة”، قال “الأغبري” إنه معروف عن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي كثرة مغامراته وشديد تقلباته مع جيرانه أو الإقليم أو العالم، وأنه كثير الضجيج شديد الصراخ في المنتديات والمؤتمرات والمجامع واجتماعات جامعة الدول العربية حتى يصل الأمر بالتلاسن والخروج عن قواعد الدبلوماسية وخطاب الزعامات مع زعامات فلسطينية وخليجية ومغاربية وغيرها.
وأوضح عضو مجلس الدولة العماني أنه منذ أن ولي جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد أمر عمان عام ١٩٧٠ فإن معمر القذافي دأب على تحريض السلطنة للمطالبة ببعض الجغرافيا، وحيث إن المنهج السياسي في عمان قائم على احترام العهود والتزام المواثيق وحفظ المتفق عليه فإن هذا أغضب القذافي واشتد قوله وفعله على السلطنة من خلال التعرض لذات السلطان قابوس.
وتابع:”النظام الأساسي في السلطنة سلطاني وليس جمهوريا ولا يعرف القومية ابدا وليس ثوريا حتى يتفق مع القذافي الثوري، الحكم في عمان بعيد جدا عن التلاقي مع توجهات القذافي ذات النفس الثوري وليس في السلطنة لا بالأمس ولا اليوم نفسا توسعيا ثوريا.”
وأضاف الأغبري:”تمتاز السياسة العمانية بالثبات لا التقلبات بدليل أن السلطنة تقيم خير العلاقات مع دول الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي حتى مع الدول التي قدمت دعومات للتمرد الماركسي الذي اشتعل أواره في بعض مناطق عمان، وهذا الدعم كان مقدما من بعض الدول المغاربية والشامية وبلاد النهرين وبعض دول الجزيرة العربية.”
وشدد عضو مجلس الدولة العماني على أن القذافي كان داعما قويا للتمرد الذي ظهر في السلطنة بوجهه الشيوعي أو الماركسي وعلاقته بجلالة السلطان قابوس كانت غير حميدة منه طبعا بسبب هجومه المتكرر على جلالة السلطان والسياسة العمانية.
وذكر من مواقفه العجيبة الغريبة البعيدة عن أخلاق السياسة أنه في فترة قرر زيارة السلطنة وتم الإعداد الرسمي لاستقباله باعتبار أن المنهج السياسي العماني ترك المناكفات ومد حبال الوصل مع دول العالم كلها وليس فقط مع دول الجامعة العربية إلا أن القذافي في آخر لحظة غير وجهة الزيارة .
كما أشار إسماعيل الأغبري في مقاله إلى أن السلطان قابوس لم يزر ليبيا إلا قبيل سنوات من الإطاحة بالقذافي ولم يكن لليبيا سفير بعمان إلا في سنوات متأخرة جدا.
وأكد على أن المنهج السياسي والدبلوماسية العمانية بعيدة جدا جدا عن منهج القذافي خالية من المغامرات بعيدة عن المؤامرات حتى ضد من تآمر على السلطنة ودعم التمرد في عمان بدليل ذات القذافي الذي انشق عليه رفاقه وانشقت عليه الجماعة الإسلامية فإن السلطنة لم تفتح اراضيها لمعارضيه ولم تسخر لهم إعلامها ولم تمدهم بسلاح ولم تكن عمان مأوى مع أن فرصة الانتقام من القذافي مواتية لكن المنهج السياسي العماني لا يعرف اللعب من تحت الطاولة وتخريب البلدان.
وقال في إشارة ودليل على فبركة التسجيلات المنسوبة للوزير بن علوي مع معمر القذافي: “الخلاصة لم يكن العقيد الليبي معمر القذافي حسن العلاقة مع السلطنة ولم تكن عمان ذات منهج قومي حتى تلتقي مع القذافي ولا تؤمن بالاشتراكية حتى تتفق معه ولا ناقة لها ولا جمل في المنهج الثوري وقطعا لا تؤمن بدعم المعارضات ولا تمول تفجيرات في الجو ولا البر ولا البحر ولا داخل الدول.”
وتابع:”لم تقم العلاقات العمانية الليبية إلا مؤخرا وهي لم تترسخ ولم يمض عليها سنوات بل قامت بعد أن كان القذافي يصف عمان بأنها في حضن أمريكا وتحت ظل بريطانيا فهل والعلاقات على هذه الطريقة يمكن أن يبيح القذافي لعماني بما يضمره اتجاه دولة من الدول؟”
وتساءل عضو مجلس الدولة العماني “هل يمكن للقذافي وهو يزعم بأن السلطنة في حضن الغرب خانعة حسب رأيه هل يمكن أن يعرض عليها تصوراته اتجاه دولة من الدول؟ كيف يطمئن الإسرار لدولة استمر يعاديها ويحرض عليها ويدعم الإساءة إليها؟ كيف لم يتوقع أن تفعل فعله فتنتقم منه بإباحة مخططاته؟”
إن الرجل الثوري لا يبيح بمخططاطه إلا لدولة ثورية قومية اعتادت المغامرات ولها اليد الطولى في دعم المعارضات والقيام بالتفجيرات بينما السلطنة بعيدة عن منهج القومية والثورة والانتقام والتخريب.
إن العلاقة العمانية الليبية هي علاقة دبلوماسية شكلية جديدة لم تتجاوز أصابع اليد فكيف يمكن الانطلاق بحديث خطير والمصارحة بآراء لا ينبغي البوح بها؟
السياسة العمانية ترى كثرة تقلب القذافي مع حلفائه وكثرة تبدلات سياساته وهي لم يكن لها الوثوق في ذلك في أدنى أدنى أدنى أمر فكيف في أمر جلل؟
إن الفرد العادي الفقير في المعارف البعيد عن السياسة لا يمكن أن يأخذ ويعطي في حديثه مع شخص متقلب مزاجي فكيف بسياسي خبير يتحدث مع شخصية متقلبة تأذت السلطنة منها كثيرا وغير مضمونة الثبات على الرأي؟
وشدد الأغبري في نهاية مقاله عن أن المنهج في عمان إقامة علاقات دبلوماسية وعدم التدخل في شأن الدول وتجنب الانخراط في أحلام المندفعين والثوريين فعندما تقيم علاقاتها مع إيران تفخر وتعلن وتؤكد أنها لن تقطع العلاقات ولن تسحب سفيرها ولو سحبت دول الخليج سفراءها من إيران فهي لن تلعب تحت الطاولة تسحب سفيرها او تقلص التمثيل الدبلوماسي ثم تتعامل معها من تحت الطاولة؟
واختتم:”خلاصة الخلاصة السلطنة ليست دولة ثورية قائمة على تصدير الثورة أو التناغم مع ثوريين وليست ذات نفس قومي تسعى لتوحيد دول تحت لوائها وليست توسعية بل تهتم بشانها بعيدا عن الاستقطابات والتجاذبات حتى بلغ ببعض أن يصفها بأنها سياسة عمانية ذات منهج منكفئ على نفسه.”
وأوضح أن المنهج السياسي العماني ( لكل وجهة هو موليها) علاقات مع الجميع الإقليم والعالم لا تؤمن بالتحالفات الكيدية ولا بالسياسة الانتقامية بل عدم التدخل في شؤون الغير هو منهجها وهذا واضح جلي في إعلامها أيضا فقلما تتناول أحداثا داخلية داخل دول.

The post مقال ناري لـ”الأغبري” فضح فيه التسجيل المفبرك لـ “بن علوي والقذافي” وضربة موجعة لـ ابن زايد appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى