قطر تؤكد دعمها الثابت لوحدة السودان وتضخ 75 مليون دولار إغاثة.. نداء عاجل لوقف الحرب

متابعات – الراي السوداني  –  أكدت دولة قطر مجددًا موقفها الثابت والراسخ الداعم لوحدة واستقلال وسيادة وسلامة أراضي جمهورية السودان الشقيقة، مشددةً على رفضها لأي شكل من أشكال التدخل في شؤون السودان الداخلية.

جاء ذلك في كلمة ألقتها سعادة الدكتورة هند عبد الرحمن المفتاح، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة بجنيف، حيث أعربت عن حرص بلادها على تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة والوكالات والمنظمات الإنسانية المختلفة، بما يمكنها من التصدي للتحديات والصعوبات التي تعترض تنفيذ برامجها وأنشطتها الإنسانية في السودان.

ودعت قطر المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده، وتقديم المزيد من الدعم العاجل، وتوفير التمويل الكافي لخطة الاستجابة الإنسانية الخاصة بالسودان، إضافة إلى دعم الخطة الإقليمية لمساعدة اللاجئين.

وأشارت سعادتها إلى أن دولة قطر، ومنذ اندلاع الأزمة، انطلاقًا من واجبها الإنساني والأخوي، واصلت تقديم جميع أشكال الدعم والمساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب السوداني.

كما شاركت في رعاية “المؤتمر رفيع المستوى لإعلان التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة” عام 2023، وأطلقت جسرًا جويًا لإيصال المساعدات الإنسانية للأشقاء في السودان، إلى جانب عمليات إجلاء عدد من حملة الإقامة القطرية.

وأوضحت سعادتها أن إجمالي مساهمات دولة قطر للسودان منذ اندلاع الحرب بلغ أكثر من خمسة وسبعين مليون دولار أمريكي، تضمنت تقديم مساعدات إنسانية وتنموية، وتوزيع سلال غذائية على المحتاجين، ودعم قدرات الهلال الأحمر السوداني، إلى جانب المساهمة في حماية واستعادة الروابط العائلية.

كما شملت المساعدات توفير الإغاثة الضرورية للاجئين الذين فروا إلى جنوب السودان بسبب الصراع، بالإضافة إلى دعم مشاريع التوظيف وتحسين سبل العيش، عبر المساهمة في تعزيز الزراعة والأمن الغذائي للفئات المتضررة والضعيفة.

كما كان للجهات الخيرية القطرية، مثل قطر الخيرية، والهلال الأحمر القطري، ومؤسسة صلتك، دور بارز في تقديم العديد من المساعدات الإغاثية والتنموية في مختلف المجالات.

وعبرت سعادتها عن القلق العميق الذي تشعر به دولة قطر إزاء استمرار الحرب التي اندلعت في السودان منذ أبريل 2023، والتي أسفرت عن تدهور كارثي غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية بجميع أنحاء البلاد.

وأشارت إلى أن الحرب تسببت في أضرار جسيمة بالبنية التحتية، وانهيار العديد من الخدمات الأساسية، خاصة في قطاعات التعليم والصحة، فضلًا عن تزايد أعداد المحتاجين للمساعدات الإغاثية، وارتفاع أعداد النازحين واللاجئين، ومعظمهم من النساء والأطفال.

وشددت المندوب الدائم لدولة قطر في جنيف على ضرورة أن تسود المصلحة الوطنية لدى جميع أطراف النزاع في السودان، والعمل على وقف إطلاق النار بشكل فوري، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، مع ضرورة حماية المدنيين والمنشآت المدنية.

كما دعت إلى الدخول في حوار جاد يهدف إلى تفادي المزيد من المخاطر، ويمهد الطريق نحو حوار شامل يقود البلاد إلى سلام دائم، يحفظ وحدة السودان، ويحقق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والتنمية.

وفي ختام كلمتها، توجهت سعادتها بالشكر إلى منظمي الاجتماع، مشيدةً بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لدعم الشعب السوداني، والتخفيف من معاناته الإنسانية المتفاقمة.

ولفتت إلى أن السودان أصبح اليوم يصنف كواحد من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، إذ تشير التقديرات إلى أن نحو 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.