مستوصف جياد الطبي يعود للخدمة بولاية الجزيرة.. مبادرة الكتيبة الطبية تبعث الأمل من جديد
متابعات - الراي السوداني
متابعات – الراي السوداني – أعلنت الكتيبة الطبية الاستراتيجية عن إعادة تشغيل مستوصف جياد الطبي بعد تحرير المنطقة من سيطرة التمرد، في خطوة تعكس التزام أبناء ولاية الجزيرة بالمساهمة في استعادة الخدمات الصحية وتعزيز استقرار الحياة العامة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود متواصلة لتفعيل المؤسسات الصحية التي توقفت عن العمل جراء الأحداث الأمنية التي شهدتها المنطقة.
قامت لجنة التشغيل التابعة للكتيبة الطبية بحصر النواقص والاحتياجات الطبية والأدوية الضرورية، وشرعت في العمل على توفيرها بالتنسيق مع لجنة الإسناد والدعم وإعادة الإعمار، التي تتولى رعاية هذه الجهود بهدف استئناف تقديم الخدمات الصحية بصورة متكاملة.
كما دفعت الكتيبة بعدد من الكوادر الطبية المتطوعة، من أطباء ومساعدين صحيين وصيادلة، لتقديم الخدمات العلاجية مجانًا للمواطنين، بما يشمل مقابلة الأطباء، إجراء الفحوصات الطبية، وتوفير الأدوية الأساسية.
الكتيبة الطبية الاستراتيجية، التي انبثقت كمبادرة طوعية من أبناء ولاية الجزيرة العاملين في المجال الطبي، تُعد أول كيان يصل إلى مستشفيات مدينة ود مدني فور تحريرها، حيث بادرت بتشغيل عدد من المستشفيات والمراكز الصحية المتوقفة.
وقد تمكنت هذه الكتيبة، رغم محدودية الإمكانات، من إعادة الأمل إلى سكان المناطق المتأثرة، وذلك عبر توفير خدمات طبية مجانية شكلت طوق نجاة لكثير من المرضى.
وتسعى الكتيبة، ضمن خطتها طويلة الأمد، إلى إعادة تشغيل كافة المستشفيات والمراكز الصحية بولاية الجزيرة، بما يضمن عودة القطاع الصحي للعمل بكامل طاقته.
كما تعمل بالتوازي مع ذلك على استقطاب مزيد من الكوادر الطبية من أبناء الولاية، لحشد الجهود نحو تحقيق الهدف الأكبر، وهو توفير الرعاية الصحية للمواطنين في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد.
لاقت هذه الجهود استحسانًا واسعًا من قبل المواطنين، الذين عبّروا عن ارتياحهم لعودة الخدمات الصحية الأساسية إلى مناطقهم، بعد فترة حرمان امتدت لأسابيع.
كما أشاد عدد من المرضى بالخدمات المجانية التي قدمتها الكتيبة، مما خفف عنهم عبء البحث عن العلاج في ظل شح الأدوية وارتفاع تكاليف الخدمات الصحية في أماكن أخرى.
وعلى الرغم من هذه النجاحات، إلا أن الكتيبة تواجه تحديات كبيرة، أبرزها نقص الأجهزة والمعدات الطبية، وشح الإمداد الدوائي، مما يستدعي مزيدًا من الدعم من الجهات الرسمية، والمنظمات الإنسانية، ورجال الأعمال من أبناء الولاية، لضمان استمرار هذه المبادرة التطوعية وتحقيق أهدافها المنشودة.
الكتيبة الطبية الاستراتيجية تُعد نموذجًا حيًا لقوة المبادرات الشعبية، ودور أبناء الوطن في النهوض بمجتمعاتهم وقت الأزمات.
ولا شك أن هذه الخطوة تمثل بارقة أمل في سبيل إعادة بناء قطاع صحي قوي ومستدام بولاية الجزيرة، بما يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية.