اكتب تعليقك .. شارك رأيك وكن جزءًا من الحدث!
متابعات-الراي السوداني-يستعد رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، لتشكيل حكومة جديدة تتألف من شخصيات مستقلة، وسط مشاورات موسعة مع قوى سياسية ومجموعات وطنية، وفق مصدر سيادي رفيع المستوى. ورجّح المصدر أن يتم إسناد رئاسة الحكومة إلى أحد أعضاء الحكومة الحالية.
منذ خروجه من القيادة العامة بالخرطوم في أغسطس 2023 ونقل إدارة الدولة إلى مدينة بورتسودان، أجرى البرهان تعديلات واسعة في تركيبة مجلس السيادة والحكومة، تضمنت تعيينات وإقالات تهدف إلى إعادة ترتيب المشهد السياسي في ظل الحرب الدائرة.
ورغم التشكيك المستمر في شرعية حكومته منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021، فإن النجاحات العسكرية التي يحققها الجيش ضد قوات الدعم السريع، إلى جانب الجهود المستمرة لفك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي، دفعت البرهان إلى اتخاذ هذه الخطوة لتعزيز شرعيته وكسب اعتراف دولي أوسع.
وفي هذا السياق، عُقدت مشاورات سياسية واجتماعية مكثفة في بورتسودان خلال الفترة من أواخر يناير الماضي وحتى 8 فبراير الجاري، وخلصت إلى رفع مخرجاتها إلى البرهان خلال المؤتمر الختامي، حيث أكد أن الهدف من هذه المشاورات هو اختيار رئيس وزراء مدني لقيادة حكومة تنفيذية تتكون من كفاءات مستقلة.
كشف مصدر سيادي أن مجلس السيادة يجري اتصالات مكثفة مع أطراف داخلية لاختيار رئيس الوزراء، دون الكشف عن الأسماء المطروحة، لكنه لم يستبعد أن يكون أحد أعضاء الحكومة الحالية. وأضاف المصدر أن المشاورات ركزت على المعايير المطلوبة لشغل المنصب، والتي تشمل الكفاءة والاستقلالية السياسية.
وفي خطابه خلال مؤتمر القوى السياسية والاجتماعية، التي تضم بشكل أساسي الكتلة الديمقراطية وأحزاباً موالية للجيش، أكد البرهان أن الباب مفتوح أمام كل من يبتعد عن دعم “أجندة الدعم السريع”. وشدد على أن الدولة لا تمارس الإقصاء بسبب التوجهات السياسية، مؤكداً أن اختلاف الرأي لا يعني معاداة الدولة أو هدم مكتسبات الشعب.
يأتي هذا التطور في وقت حرج يشهد فيه السودان تصعيداً عسكرياً في عدة جبهات، بينما تزداد الضغوط الدولية لإنهاء الصراع وإيجاد مسار سياسي مستقر يضمن عودة الاستقرار للبلاد.