متابعات – الراي السوداني – انطلقت يوم الأربعاء المرافعات الختامية في محاكمة علي عبد الرحمن، المعروف باسم “كوشيب”، أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وشهدت الجلسة تقديم فريق الادعاء بقيادة المدعي العام كريم خان مرافعتهم الأخيرة، والتي ستستمر حتى 13 ديسمبر، مع توقع النطق بالحكم النهائي خلال عشرة أشهر.
أكد المدعي العام كريم خان خلال مرافعته أن المحكمة الجنائية الدولية لا تستطيع إنهاء الصراع الذي دام لعقدين في دارفور، لكنها قادرة على إصدار حكم عادل يستند إلى الأدلة القوية المقدمة.
أشار خان إلى أن الجرائم التي وقعت بين عامي 2003 و2004 سببت معاناة هائلة لشعب الفور، وأكد أن الأدلة والشهادات تثبت تورط “كوشيب” بارتكاب جرائم قتل جماعي، واغتصاب، وحرق قرى، أثناء قيادته لميليشيا الجنجويد المدعومة من حكومة السودان.
استمع القضاة إلى شهادات مؤلمة من الضحايا، من بينها شهادات لأشخاص تعرضوا للاغتصاب والإذلال أمام عائلاتهم، وأخرى تحدثت عن أطفال ولدوا نتيجة لهذه الجرائم ويواجهون اليوم وصمة اجتماعية. وأوضح خان أن روايات الشهود كشفت عن معاناة مجتمعات بأكملها بسبب قرارات متعمدة أدت إلى النزوح القسري والإبادة الجماعية.
في إحدى الأدلة المصورة، ظهر المتهم متفاخرًا بجرائمه، قائلاً: “قتلت كثيرًا وسأقتل المزيد”، معترفًا بعلاقته المباشرة بالرئيس السابق عمر البشير. وقدم الادعاء وثائق وفيديوهات تدحض مزاعم الدفاع بأن “كوشيب” ليس علي عبد الرحمن، وأكد أن الحكومة السودانية نفسها خاطبته بهذا الاسم عام 2006.
اختتم كريم خان مرافعته بالتأكيد على أن هذه المحاكمة تمثل بداية جديدة في تحقيق العدالة، معربًا عن أمله في أن تقدم إنصافًا طال انتظاره لضحايا دارفور الذين تحملوا ويلات النزاع على مدى سنوات طويلة.