“البابا تواضروس” رجل المحبة والسلام
البابا تواضروس الثاني المعروف أيضًا البابا الأنبا تواضروس الثاني، هو بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ال118. وُلِد باسم وجيه صبحي باقي سليمان بالمنصورة لأسرة مكونة منه كأخ لشقيقتين، ووالده كان يعمل مهندس مساحة، وتنقلت الأسرة في المعيشة ما بين المنصورة وسوهاج ودمنهور
وقد استوقفتني كلمة رزينة ومتينة تحمل كافة معاني الصدق والأماني القاها البابا تواضروس عند
استكمال ، سلسلة «صلوات قصيرة قوية من القداس»، خلال عظته الأسبوعية مساء الأربعاء الماضي ، من كنيسة الانبا ابرام زين العابدين في منطقة محرم بك في الاسكندرية، مشيرا إلى أن طِلبة قصيرة من الطِلبات التي ترفعها الكنيسة بعد صلوات التقديس في القداس الغريغوري، وهي «طهارةً للذين في البتولية»
، وأوضح أنها تختص بقطاع الشباب والشابات الذين يستعدون للزواج، وأن كلمة «الطهارة» تشمل الحياة كلها، وفي فترة الشباب يعطى الله الإنسان طاقة وعاطفة ليفتح على الجنس الآخر، وتكون طاقة العاطفة هي أغلى شيء يقدمه الإنسان للطرف الآخر، لذلك الشاب والشابة الذي يحتفظ بنعمة الله (العاطفة) في قلبه دون تبديد يكون زواجه صحيحًا ويستمر لسنوات طويلة.
وقد مضي البابا في كلمته التي تصنف من أفضل الكلمات التي يلقيها خلال الفترة الأخيرة بقوله أن كلمة «بتولية» تشمل بالإضافة إلى الجسد، الفكر والنفس والضمير والقلب، وحثَّ الشباب أن يعطي قوته الشبابية لله لأن الله سيرُدّها له في الكِبر، فإذا ابتعد الشباب عن الله سيشعر بالغربة واليأس وتؤول حياته للفشل، كما يجب أن ينتبه الشباب ألا يسقط في الصفات الرديئة السائدة في العالم الآن، مثل السرعة والعنف والإباحية والقلق والفساد، لأنها جميعها تهدف إلى «التعامي عن الموت»، وأن ينسى الإنسان أنه في يوم ما سيغادر الحياة، وبالتالي يشعر بالندم.
ووضع قداسة البابا أسباب صعوبة الطهارة وعلاجها، من خلال عدم رغبة الإنسان في الحياة النقية، ونظرة الإنسان إلى محدودية إمكانياته، ولكن الله قادر أن يعطيه نعمة الطهارة، لذلك على الإنسان أن يطلبها باستمرار في صلاته، والحياة الفارغة التي يعيشها الإنسان، والخالية من رسالة أو مسؤولية، والتي بلا خدمة ولكن يجب أن يهتم الإنسان بالدراسة والمهنة والثقافة وبالخدمة بمختلف أشكالها،والمجتمع المحيط المُعثِر، فالصديق الجيد يرفع الإنسان لأعلى، وكما قال القديس أثناسيوس الرسول «قد يقول أحدكم أين هو زمان الاضطهاد لكي أكون شهيدًا؟ الآن يمكنك أن تكون شهيدًا، إذا أردت أمت الخطية واحفظ نفسك طاهرًا فتصير شهيدًا باختيارك».
وفى ختام العظة، أوصى قداسته الشباب والشابات بقراءة الأصحاح الثاني عشر (الأخير) في سفر الجامعة، لأنه يُمثل نداءً للشباب بأن يحفظ حياته طاهرًا في الفكر والقلب والعينين واليدين واللسان والضمير.
وقد كانت هذه الكلمة رمزية قوية على عظمة هذا الرجل وحبه للسلام وللتعايش ولا يريد أن يقع الشباب في المحرمات خاصة الزنا والتي ستكون لها اثار كارثية على الأسر والمجتمع فلذلك ظل تواضروس رجلا محبا للسلام فهنيئا لمصر بهذا البابا
واذكر ان الزميل مأمون علي فرح خلال زيارة له الي القاهرة حظي بتكريم أنيق من قبل البابا تواضروس والذي تحدث عن كنيسة ام درمان وعن دورها في توعية الشباب وضرورة نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع السوداني.
إن البابا تواضروس يعد من رجالات الدين الذين يحبون التعايش ويسعون لنشر السلام… فهو متواضع يشارك الجميع مناسباتهم محبا للخير وللسلام.
السماني عوض الله