طالب حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي الدولة بالاعتذار للاجئين والنازحين عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحقهم بأدوات الدولة. وأضاف مناوي في الجلسة الافتتاحية لورشة العودة الطوعية للنازحين واللاجئين بمحليتي “كبكابية” و”السريف” المنعقدة في مدينة الفاشر – أضاف أن الدول المحترمة تعتذر عن الانتهاكات التي تمارسها. وتابع: “من جاؤوا بعد عمر البشير يجب أن يعتذروا لأن الجريمة ارتكبت باسم الكرسي، وليس هناك عيب في الاعتذار”.
انطلقت ورشة العودة الطوعية للنازحين واللاجئين في محليتي “السريف” و”كبكابية” بولاية شمال دارفور بمشاركة نحو (150) مشاركًا
وأوضح مناوي أن الدولة التي بها نخوة تعتذر عن الجرائم السابقة لتمهد الطريق إلى إزالة كل الآثار التي حدثت سابقًا، مشيرًا إلى نماذج في أفريقيا عندما اعتذر رئيس دولة جنوب أفريقيا ومن ثم جاء الرد بالعفو من قبل مانديلا، مؤكدًا أن لديهم القدرة على التسامح.
وزاد مناوي: “نحن رغم هذا القتل نريد التسامح، وهناك من يرفض ذلك، وهذه هي المشكلة الأساسية في السودان”. وأردف أن الحركات المسلحة لديها القدرة على التسامح لأنها نضجت ولديها تجارب وليست كالأحزاب التي تثير “الجعجعة” – على حد قوله.
وانطلقت اليوم بقاعة جامعة الفاشر ورشة العودة الطوعية للنازحين واللاجئين في محليتي “السريف” و”كبكابية” بولاية شمال دارفور، بمشاركة نحو (150) مشاركًا يمثلون اللاجئين من معسكرات شرق تشاد، ونازحين من معسكرات داخلية، وإدارات أهلية ومنظمات مجتمع مدني.
وتناقش الورشة أربع أوراق، منها: الحلول المستدامة للعودة الطوعية، ودور الإدارة الأهلية في المصالحات والسلم الاجتماعي، وورقة عن الأمن والاستقرار، وأخرى عن هموم النازحين واللاجئين وقضاياهم.
وتعد الورشة أولى الخطوات العملية لعودة آلاف اللاجئين والنازحين إلى قراهم ومناطقهم الأصلية بعد عقدين من فرارهم منها بسبب الحرب والصراعات في دارفور. وقد نصت اتفاقية جوبا لسلام السودان في بروتوكول النازحين واللاجئين على إجراءات ومطلوبات لعودة المتأثرين بالصراع وتعويضهم وتوطينهم وتوفير خدمات لائقة تجعل من عودتهم إلى أماكنهم عودة “آمنة ومستدامة”.
ومن جانبه، قال والي شمال دارفور نمر محمد عبدالرحمن إن الوقت قد حان للاهتمام بقضايا النازحين واللاجئين والعمل مع حكومة الإقليم والمركز من أجل تخفيف معاناتهم. وأضاف نمر في كلمته أنه لا يمكن بناء السودان إلا بعودة النازحين واللاجئين، مطالبًا بضرورة محاكمة من ارتكبوا جرائم بحقهم. وتابع: “يجب أن يُساءلوا أمام العدالة الدولية والوطنية، وهذا مفتاح أساسي لبناء دولة المواطنة وعدم الإفلات من العقاب”.
ودعا نمر عبدالرحمن إلى أخذ المسؤولية بصورة جماعية لتكون عودة النازحين واللاجئين إلى محليتي “السريف” و”كبكابية” نموذجًا لكل دارفور. وأشار نمر إلى وجود تحديات وعقبات قال إنها ستواجه العائدين، مناشدًا الجميع بالعمل معًا من أجل تجاوز هذه التحديات بالحوار، ومؤكدًا توافر “الإرادة القوية” لديهم لتحقيق العودة الطوعية.
كما دعا نمر النازحين إلى التعاون والسماح للسلطات بتخطيط المعسكرات وتنظيمها بما يحقق كرامة النازحين، مشيرًا إلى أن العودة لا تفقد النازحين حق السكن في المدينة، وأنه لا بد من تعاون الأجهزة المختلفة لتسهيل استقرارهم.
وختم نمر بالقول: “لا يمكن أن تكون هناك انتخابات أو عقد مؤتمر دستوري بغياب أكثر من مليوني مواطن سوداني”. “وإذا حدثت في غيابهم، فهذا لا يشجع على استقرار سياسي في السودان”