اعلن برنامج الأغذية العالمي خفض الحصص الغذائية التي يتم توزيعها للمستحقين في السودان إلى النصف بسبب نقص التمويل، بينما قالت الأمم المتحدة في احدث تقرير لها، ان التقديرات تشير إلى أن ربع سكان السودان “1.7 مليون ” يواجهون انعدامًا حادًا للأمن الغذائي خلال الفترة من الآن وحتى سبتمبر المقبل، حيث تم تسجيل ما يقرب من 35000 نازح جديد خلال شهري مايو ويونيو في جميع أنحاء السودان نتيجة للصراعات المحلية.
وحسب التقرير الذي اطلعت عليه (الصيحة) فان التقديرات تشير إلى أن حوالي 4 ملايين طفل دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى خدمات التغذية الإنسانية المنقذة للحياة، وهذا يشمل 618،950 طفلاً دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
ووفق ما جاء في التقرير “يساهم الانتشار المرتفع لسوء التغذية الحاد في السودان في زيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة”.
وقال برنامج الأغذية العالمي، ان نسبة تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في السودان لعام 2022 لم تتعد الـ 20٪ اعتبارًا من نهاية يونيو 2022.
وحسب التقرير فإن الوضع الإنساني في البلاد يشكل مصدر قلق كبير للزيادة المضطردة في مستويات انعدام الأمن الغذائي، وارتفاع نسب نزوح المدنيين ووصول المزيد من اللاجئين من البلدان المجاورة ، لا سيما جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا.
وذكر انه وفي شهري مايو ويونيو 2022 ، تم تسجيل ما يقرب من 35000 نازح جديد في جميع أنحاء السودان نتيجة للصراعات المحلية ، بما في ذلك 28873 نازحًا في غرب دارفور ، و 1158 شخصًا في جنوب دارفور ، و 4765 شخصًا آخر في جنوب كردفان ، وفقًا لقطاع الحماية. شركاء.. وان هناك أكثر من 3.1 مليون نازح داخليًا في جميع أنحاء السودان، ولا سيما في دارفور والمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق).
ونبه التقرير إلى ان ما يقرب من 16721 لاجئًا من جنوب السودان وصلوا إلى السودان في الاشهر الماضية ، لا سيما في ولاية النيل الأبيض (10554) وغرب كردفان (3.190) وشرق دارفور (2477).
وذكر التقرير الذي اعدته إدارات حكومية ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية أن ولايات غرب دارفور ، وشمال دارفور ، ووسط دارفور ، والخرطوم ، وكسلا ، والنيل الأبيض – هي الأكثر تضررًا من النزاع والتدهور الاقتصادي ” وتستضيف أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون من الأزمات”.
ويشير التقرير نقلا عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إلى ان الاقتصاد الهش ونوبات الجفاف الطويلة وتقليل المساحة المزروعة وعدم انتظام هطول الأمطار من بين الأسباب الجذرية التي ادت الى هذا الوضع المعقد.
وفي الوقت نفسه أعلن برنامج الغذاء العالمي في السودان أنه اضطر إلى قطع الحصص الغذائية للاجئين في جميع أنحاء البلاد بسبب النقص الحاد في التمويل، وحسب التقرير ” يساعد برنامج الأغذية العالمي بانتظام أكثر من 550،000 لاجئ في السودان”. وقال ان اللاجئون سيحصلون على نصف سلة الغذاء القياسية فقط “وسط التقارير التي تفيد بأن سوء التغذية آخذ في الارتفاع ، بما في ذلك بين النازحين قسراً”.
ونبه إلى أن هذه التخفيضات، قد تؤدي إلى تفاقم مخاطر الحماية حيث قد يلجأ اللاجئون إلى آليات التكيف السلبية “بما في ذلك التسرب من المدرسة وعمالة الأطفال والزواج المبكر والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي”.
في الموقف الموازي أشار تقرير آخر صادر عن منظمة الاغذية والزراعة العالمية “الفاو” إلى أن الآثار المجتمعة للأزمة الاقتصادية والسياسية، والصراع والنزوح، والصدمات المناخية، وسوء المحاصيل أثرت بشكل كبير على حصول الناس على الغذاء في السودان “34 في المائة من السكان (حوالي 15 مليون شخص) يعانون من انعدام الأمن الغذائي خلال الربع الأول من عام 2022″، وان أعلى نسبة انتشار لانعدام الأمن الغذائي في غرب دارفور (65 في المائة) ؛ وسط دارفور (59 في المائة) ؛ شمال دارفور (56 في المائة) ؛ والنيل الأزرق (50 في المائة).
وتشير التقديرات حسبما ورد في التقرير إلى أن حوالي 4 ملايين طفل دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى خدمات التغذية الإنسانية المنقذة للحياة، وهذا يشمل 618،950 طفلاً دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم ، منهم 92،843 يعانون من مضاعفات طبية وبالتالي يحتاجون إلى رعاية متخصصة. وفي الوقت نفسه ،تشير التقديرات إلى أن أكثر من 2.45 مليون طفل دون سن الخامسة وأكثر من 900000 امرأة حامل ومرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد المعتدل.
وذكر التقرير، انه ومع بداية موسم الأمطار في يونيو ، تضرر حوالي 19409 أشخاص من الأمطار الغزيرة والفيضانات حتى الآن، معظمهم في جنوب كردفان والنيل الأبيض وكسلا وولاية غرب دارفور.