غير مصنف --

نوال حسن عثمان:تولي المرأة لمنصب الوالي حق.. النساء في دارفور تحملن تأثيرات الحرب وقادرات على حكم ولاياتها

السودان اليوم:

المرشحة لمنصب والي ولاية جنوب دارفور، في حوار الافادات الساخنة لـ”التيار” (1–2)

نوال حسن عثمان: تولي المرأة لمنصب الوالي حق مستحق وليس “عطية”
الحديث عن العادات والتقاليد وعدم قيادة المرأة للعمل العام تجاوزه الزمن
الترشيحات التي خرجت من الأحزاب لم تتضمن ترشيح امرأة في مناصب الولاة و المناصب التنفيذية
تولي المرأة لمنصب الوالي حق.. للأسف هناك هيمنة ذكورية في قوى الحرية والتغيير
النساء في دارفور تحملن تأثيرات الحرب وقادرات على حكم ولاياتها
حوار : فاطمة غزالي
أكدت المرشحة لمنصب والي ولاية جنوب دارفور، نوال حسن عثمان، أن تولي المرأة لمنصب الوالي حق مستحق وفقاً للوثيقة الدستورية وليس عطية، وأوضحت أن تجمع النساء هدفن من هذا الموقف التضامني النسائي في الترشيح لتثبيت موقف والتمسك بحق النساء في صناعة واتخاذ القرار، لان النساء شاركن في هذه الثورة ، ومعلوم نضال المرأة السودانية ابان الثورة وقبلها، وأنتقدت موقف “قحت” من قضايا النساء وقالت “للأسف هناك هيمنة للعقلية الذكورية في قوى الحرية والتغيير وهذا ما يجعلني أقول أن العقلية الذكورية مازالت مسيطرة في السودان”.
“التيار” بعد أن برزت لأول مرة في تأريخ الحكومات السودانية قضية ترشيح النساء لتولي مناصب ولاة الولايات بقوة من قبل التنظيمات النسائية تمسكاً بحقوقهن في إدارة البلاد والمشاركة في الحكومة المدنية الانتقالية، أجرت حواراً حول هذه القضية مع الأستاذة نوال حسن عثمان مرشحة والي جنوب دارفور من قبل الكيانات النسائية ( الاتحاد النسائي- لا لقهر النساء- منسم) فماذا قالت..
من هي نوال؟
نوال حسن عثمان من مواليد مدينة نيالا – جنوب دارفور 20 فبراير 1962 تلقت تعليمها الابتدائي المتوسط والثانوي بمدينة نيالا حصلت على بكلاريوس علم الإجتماع – جامعة بيروت – الإسكندرية جمهورية مصر العربية1992، وحصلت على ماجستير الزراعة –جامعة( ليرن إستين) بمدينة ديفنتير –هولندا . ولعت بالعمل التطوعي والإنساني في المراحل الدراسية المختلفة ومهتمة بقضايا الجندر والتنمية والسلام دخلت إلى عالم المنظمات الإنسانية والدولية لخدمة أهلها في إقليم دارفور ،و منذ العام 1984 حتى يومنا هذا عملت بالعديد من المنظمات الإنسانية في دارفور وعدد من مناطق السودان المختلفة منها بورتسودان ، كردفان وجنوب السودان قبل الانفصال،عملت بمنظمة الطفولة البريطانية جنوب دارفور – تولت مواقع إدارية عديدة في منظمة أوكسفام في نيالا – كبكابية شمال دارفور .أسست منظمة يد المراة- بنيالا جنوب دارفور- وشغلت منصب الأمين العام للمنظمة، باحث مشارك مع طالبة دكتوراة (كارين ويليمز) من جامعة ليدن – هولندا منسق منظمة يد المرأة –عملت بمنظمة بلان سودان ،وبرنامج المعونة الأمريكية.عملت بوحدة الحماية والتنمية بمنظمة الصحة العالمية . عملت بمنظمة (تي تي قلوبل ) . الآن تعمل مستشارة في العون الرسمي للحكومة الأمريكية وهي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مشروع ( نحو سلام دائم في السودان).
– نوال حسن ورد أسمك في قائمة ترشيحات النساء لتولي منصب والي ولاية جنوب دارفور ماهو الكيان الذي وضع أسمك في القائمة ؟
تم ترشيحي للمنافسة في هذا المنصب من قبل اللجنة النسائية المشتركة التي تضم المجموعة النسائية السياسية والمدنية (منسم) ، ملتقى نساء دارفور والمجموعات النسوية بولاية جنوب دارفور، والغريبة هنالك نساء من ولايات دارفور الأخرى طالبن بترشيحي في ولاياتهن.
لماذا؟
لأن طبيعة عملي الارتباط بكل النساء بولايات دارفور .
هل أنت متفائلة بأن المرأة ستنتصر في منصب والي الولاية؟
بصرف النظر عن نتيجة هذه الترشيحات الشيء اللافت فيها أن هناك تضامن نسوي قوي بين النساء في الاتحاد النسائي، ولا لقهر النساء، ومنسم، الملتقى النسائي لنساء دارفور جميع هذه التنظيمات أجمعت ووقفت ودعمت ترشيح النساء لمنصب الوالي بقوة.
ماذا يعني لك هذا التضامن؟
يعني أن للنساء أهداف وهدفنا من هذا الموقف التضامني النسائي هو تثبيت موقف والتمسك بحق النساء في صناعة واتخاذ القرار، لا ينسى المجتمع أن النساء شاركن في هذه الثورة ، ومعلوم نضال المرأة السودانية ابان الثورة وقبلها، توليها لمنصب الوالي حق مستحق وفقاً للوثيقة الدستورية وليس عطية.
لماذا لم يتم ترشيح النساء من قبل قوى الحرية والتغيير؟
كنا نظن أن قوى الحرية التغيير كيان منفتح وتوقعنا منهم وضع قضايا النساء أولوية من أولوياتهم والتعامل مع حقوقها وفقاً للوثيقة الدستورية، للأسف هناك هيمنة للعقلية الذكورية في قوى الحرية والتغيير وهذا ما يجعلني أقول أن العقلية الذكورية مازالت مسيطرة في السودان.
هل تعتقدين أن هناك ضغوط من بعض الاحزاب لمنع ترشحهن لمنصب الوالي؟
بما أن هناك عقلية ذكورية في السودان نجدها أيضاً داخل أحزابنا ، وللأسف الترشيحات الأولى التي خرجت من الأحزاب لم نرى فيها ترشيح امرأة في مناصب الولاة و المناصب التنفيذية الأخرى بالرغم من وجود عدد من النساء في المواقع القيادية في الأحزاب إلا أنها لم تفكر الأحزاب في تقدمهن لتولى هذه المناصب.
– تعلمين أن تجربة تولي امرأة لمنصب الوالي في الشمال تعد جديدة هل أنت قدر التحديات لتولي مسوؤلية المنصب ؟
النساء قادرات على تولى المسؤوليات ، والشاهد على ذلك تحملن تأثيرات الحرب على أسرهن ،والتداعيات المشاكل الاقتصادية والأمنية في السودان، والنساء يقمن بإدارة كل الأسر والبيوت وبالتالي هن جديرات بتولي المناصب في الدولة وقادرات على إدارتها بصورة سليمة.
هل تقدرين على إدارة أكبر ولاية بها تعدد سكاني بعد ولاية الخرطوم وفي اقليم يعاني من الحرب والصراعات القبلية ؟
بالنسبة للأوضاع الأمنية في دارفور ليست مرتبطة بكون الوالي امرأة أو رجل لكي يغير في الواقع ، والشاهد على ذلك طوال الفترات الماضية كان الولاة من الرجال ومازالوا ، والآن الولاة عسكريين مازالت هناك تفلتات أمنية ومشاكل كبيرة. لذا أعتقد أن قضية الأمن في دارفور تحتاج إلى عمل متكامل و جماعي.
ماذا تعني ؟
في تقديري العنصر الغائب في هذه المعادلة لتحقيق الأمن هو عنصر الشباب ، لذا لابد أن يتولى الشباب الريادة في المسألة الأمنية بجانب الإدارة الأهلية والجهات الأمنية الرسمية بوضع خطة أمنية واضحة المعالم، واعتقد أن حركات الكفاح المسلح إذا توصلت إلى عملية السلام الشامل يمكنها المساهمة بقدر كبير في تحقيق الأمن.
عملية السلام ترواح مكانها؟
لا ادري لماذا لم يصلوا إلى مرحلة السلام بالرغم من عدم وجود اختلاف كبير في وجهات النظر بين المسؤولين في الحكومة المدنية الانتقالية أو قوى الحرية والتغيير ،أو المواطنيين السودانيين العاديين وحركات الكفاح المسلح والشاهد على ذلك جميعهم كانوا يقاتلون عدو واحد هو المؤتمر الوطني وحكومته الديكتاتورية المهيمنة . حقيقة لا أدرى ما سبب الاختلاف الآن مادام الجميع متفقين على معالجة جذور المشكلة آن الأوان للوصول إلى اتفاق سلام من أجل معالجة مشاكل المناطق المتأثرة بالحرب والعمل من أجل تحقيق التنمية والأمن.
ماذا تقولين عن تجدد الصراعات القبلية هذه الأيام في دارفور؟
هذه الصراعات حدثت بفعل فاعل والشاهد على ذلك المنشورات التي خرجت من المؤتمر الوطني وفيها تهديدات واضحة باستهداف الحكومة المدنية ، وهذه الصراعات ليس في دارفور فقط بل متزامنة مع صراعات في الشرق والجزيرة وكادوقلي وكل يوم نسمع بمشكلة ذات طابع قبلي ومعلوم وراءها فلول النظام البائد وهم معترفين بجرمهم ببيانات.
تحدثت عن أهمية ادخال الشباب في معادلة تحقيق الأمن، ماذا تعني ؟
أعني أن للشباب طاقة ومقدرات كبيرة ورؤى بإمكانهم العمل بشكل جماعي في برنامج الإنذار المبكر أي قبل أن تقع الكارثة. على القوات الأمنية تجاوز مرحلة العمل بطريقة عملية إطفاء النار بعد اشتعالها هذه الاستراتجية ليست عملية لحفظ الأمن تحقيق الأمن في دارفور أيضاً يحتاج إلى عمل قوي لتحقيق السلام الاجتماعي بمشاركة النساء والشباب وكل قطاعات المجتمع. دارفور كانت أكثر المناطق أمناً والصراعات القبلية كان مقدور عليها لذا كان النسيج الاجتماعي ينعم بالانسجام والتصاهر بين كل مكونات الشعب السوداني في دارفور.
– هناك من يتحدثون همساً عن أن العادات والتقاليد لا تسمح بأن يولوا أمرهم لإمراة ماهو تعلقيك على هذا الافتراض؟
الحديث عن أن العادات والتقاليد لا تسمح للمراة بأن تتولى منصب والي الولاية أو تحكم المجتمع هذا حديث تجاوزه الزمن، المرأة السودانية في عهد الممالك القديمة الكنداكات وحتى يومنا هذا لها تاريخ مشرف في المهام الإدارية ابدعت في الإدارة، و النساء السودانيات اللائي نجحن في مواقع قيادية ومهام إدارية كثر لا أستطيع أن أحصي عددهن من عهد الفراعنة حتى اليوم. وفي دارفور معلوم دور “الميارم” في إدارة الممالك بالرغم من أن التاريخ مقصر في ابراز دورهن، كن أي الميارم يلعبن دور الحكام.
هل وجدت مناصرة من الرجل في مسألة الترشيخ ؟
أقول الصدق أول من كتب مؤيد لترشيحات النساء في منصب الوالي كان الرجال وهو الصحفي حسين أبوجنة من دارفور وكتب بعض الصحافيين أراء ايجابية في هذا الموضوع. والذين يتحدثون عن مقدرات المرأة عليهم أن يجربوا النساء في إدارة الولايات قبل أن يطلقوا أحاديثهم ، ونتمنى أن يكون الخير والنماء على أيديهن.
هل تعتقدين أن الحكومة المدنية ستنصف النساء في قبول ترشحياتهن لمنصب الوالي؟
لابد أن تنصف النساء لأن انصافهن حق من حقوقهن وجزء من نضالاتهن وليس عطية ، والعالم كله يشهد عدد النساء في ثورة ديسمبر كان أكبر من عدد الرجال والشباب، وساهمن مساهمة كبيرة وفاعلة في تحقيق الثورة وبالتالي هذا حق من حقوقهن ما في طريقة الحكومة تقول ” لا.. لازم ياخدن حقهن “.

التيار

The post نوال حسن عثمان:تولي المرأة لمنصب الوالي حق.. النساء في دارفور تحملن تأثيرات الحرب وقادرات على حكم ولاياتها appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى