كشفت صحيفة إندبندنت البريطانية (The Independent) عن احتجاز لاجئين غير بيض فارين من أوكرانيا في مرافق الهجرة التابعة لسلطات الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن ذلك أثار إدانات واسعة وصفت الاحتجاز بأنه “تمييزي وغير مقبول”.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن 52 من مواطني دول أفريقية وآسيوية عبروا الحدود من أوكرانيا إلى بولندا محتجزون حاليا ومنذ أسابيع في مرافق مغلقة بقرية ليسزنولا التي تبعد 40 كيلومترا من العاصمة البولندية وارسو.
وقال أحد المحتجزين، وهو طالب نيجيري، إن مسؤولين أوقفوهم عندما كانوا يعبرون الحدود الأوكرانية إلى بولندا وأجبروهم على توقيع وثيقة مكتوبة باللغة البولندية ولم يكونوا يعلمون ما تحتويه، وذلك قبل أن يأخذوهم إلى مرفق الاحتجاز، وأنهم لا يعلمون إلى متى سيمتد احتجازهم.
وقال الطالب النيجيري، الذي يُدعى جبرائيل، إنه خائف مما سيحدث له بعد أن قضى أكثر من 3 أسابيع في الاحتجاز.
3 مرافق أخرى للاحتجاز
وأكد ريان شرودر المسؤول الصحفي في المنظمة الدولية للهجرة (IOM) أن المنظمة كانت على علم بـ3 منشآت أخرى في بولندا حيث يتم إحضار مواطني دول أفريقية وآسيوية قادمين من أوكرانيا ويفتقرون إلى وثائق السفر المناسبة، لغرض التحقق من الهوية.
وعلقت ماريا أرينا رئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي بأن “الطلاب الأجانب في أوكرانيا، وكذلك الأوكرانيين، معرضون للخطر ويخاطرون بحياتهم في البلاد. والاحتجاز أو الترحيل أو أي إجراء آخر لا يمنحهم الحماية أمر غير مقبول”.
تمييز عنصري
وقالت إندبندنت إن تحقيقها، الذي أجرته بالتعاون مع لايتهاوس ريبورتس (Lighhtouse Reports) وإذاعة فرنسا (Radio France) وموقع ميديا بارت (Mediapart) وعدد آخر من الوسائل الإعلامية، تم بعد أن تبين أن عشرات اللاجئين السود والآسيويين الفارين من أوكرانيا كانوا يعانون من التمييز العنصري أثناء محاولتهم عبور الحدود الشهر الماضي.
وأشار ستيف بيرس أستاذ قانون الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة إلى أنه حتى إذا اختارت الدول الأعضاء عدم تطبيق “الحماية المؤقتة” على المقيمين الشرعيين في أوكرانيا، فعليهم منحهم “دخولا مبسطا ودعما إنسانيا وممرا آمنا إلى بلدهم الأصلي”، مضيفا أنه لا توجد أسباب مقبولة لاحتجاز المهاجرين في ظل هذه الظروف.
واقع قبيح
ووصف جيف كريسب الرئيس السابق للسياسة والتطوير والتقييم في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الاحتجاز بأنه “غير مرض وتمييزي”، مضيفا أنه يجب إطلاق سراحهم على الفور ومعاملتهم على قدم المساواة مع جميع اللاجئين الآخرين الذين أجبروا على مغادرة أوكرانيا، مشيرا إلى أنهم شهدوا واقعا قبيحا، وهو أن بعض السود والملونين الفارين من أوكرانيا وحروب ونزاعات أخرى حول العالم، لم يتلقوا نفس المعاملة مثل اللاجئين الأوكرانيين.
وقالت الناشطة كرايني، والتي تقوم بدعم الطلاب المتضررين على أساس تطوعي، إن هناك نمطا ناشئا من الاحتجاز التعسفي للطلاب القادمين من أوكرانيا الفارين من الحرب، مشيرة إلى أن هناك حالات أخرى في النمسا وألمانيا تتعلق بالطلاب الذين تقدموا بطلبات لجوء أو طلبوا تصاريح للبقاء.