صدر اليوم الإثنين 28 فبراير 2022 ما سمي (بالورقة التلخيصية حول المشاورات التي أجرتها البعثة الدولية يونتامس)
نؤكد نحن حملة سودانيون من أجل السيادة الوطنية(سما ) على موقفنا المبدئي الرافض للحلول الأجنبية باسم الأمم المتحدة ، ولانرى فيها إلا مظهرا من مظاهر الاستعمار الحديث الذي يتغطى بمسوح المنظمة الدولية لفرض هيمنته على الشعوب تحقيقا لأطماع ظالمة ، تتخذ من حالة التفرق والهشاشة مدخلا لذرع الفتنة بين مكونات الوطن السياسية والاجتماعية بغرض إضعافه وتمزيقه وتفتيت وحدته واستدامة عدم استقراره تمهيدا للإنقضاض عليه وسلب خيراته .
جاء ملخص التقرير تكريسا للوصاية الدولية ليؤكد ما سبق أن تنبه له شعبنا وأعلن معارضته لبعثة الوصاية الأجنبية الإستعمارية .
نسجل هنا بعض الملاحظات العامة حول التقرير ، ونواصل لاحقا فضح هذا التقرير الذي يمثل مضمونه و شكله أكبر كارثة على السيادة الوطنية في تاريخ السودان منذ استقلاله .
وعلى سبيل المثال حوى التقرير التوجهات الخطيرة التالية التي توضح حجم التآمر على السيادة الوطنية:
1/ تعمد التقرير لغة التمويه والتدليس ، شأن هذه البعثة الإستعمارية وذلك بادعاء أن مشاورات الحاكم العام للسودان فولكر شملت قطاعات واسعة ومتنوعة من السودانيين ، والحقيقة التي يعلمها الجميع بأن مشاورات فولكر إقتصرت على من اختارهم ، وما أوصاف الكيانات التي أشار إليها في تقريره إلا بعض السودانيين وليس أغلبيتهم ، مهما بالغ في الأوصاف والنعوت والتزييف والتزيين .
2/ استخدم التقرير لغة إنشائية مخاتلة حمالة أوجه حتى يكون للحاكم العام الاستعماري حق تفسيرها وحده دون أي ضابط إلا أهداف من خلفه من الدول الاستعمارية ، ومن ذلك كلمات وجمل ( أصحاب المصلحة، أغلبية ساحقة ، أقر السودانيون ، يرى الغالبية من السودانيين … الخ) وغيرها من العبارات المبهمة الغير دقيقة ولا علمية ولا واضحة المرجعية والقياس، ولا ترتكز على دليل ، اللهم إلا رغبات وأهداف فولكر ومن معه .
3/ شمل التقرير الوصول إلى خلاصات في كل محور تمثل الآراء والمواقف المسبقة لقوى سياسية بعينها ، وكل ما فعله تقرير الحاكم العام أن عبر عن مواقف بعض هذه القوى باعتباره موقف البعثة الإستعمارية التي يترأسها .
4/ تجاهل التقرير حقائق كبيرة ومهمة في واقع المشهد السوداني ، وأختار بصورة انتقائية أحكاما وتوصيفا للراهن السوداني يتناسب مع المواقف المسبقة الخاصة بالبعثة و من يوافقونها الموقف والرأى .
5/ كتب التقرير بلغة حزبية متحاملة ويغلب عليها خطاب الإقصاء وتكريس الانقسام والفرقة بين السودانيين ، وجافى كل دعوة للتوافق الوطني أو الإتفاق على حد أدنى من أجل مرحلة انتقالية آمنة .
6/ خلت فقرات التقرير من المقترحات ذات الطابع الموضوعي والمعتدل والتي تضمنتها بيانات ومذكرات ومواقف بعض القوى السياسية والاجتماعية التي التقت رئيس البعثة ، وتم استبعادها لصالح إثبات المواقف المتطرفة في التقرير ، الأمر الذي يؤكد بأن جوهر التقرير معد سلفا وفق رؤية فولكر ومن خلفه ومن يشاركونهم المواقف ، وإن اللقاءات والمشاورات المعلنة هى فقط لأغراض التمويه والخداع والتدليس وتمرير الأجندة المعدة مسبقا .
7/ عمد التقرير إلى التضحية باتفاقية جوبا للسلام ،وسعى أن يراجع ما قد تعتبره الحركات الموقعة عليها نكوصا عنها وذلك باعادة طرح قضايا تضمنتها الاتفاقية تخص قوى السلام .
إن دعوة التقرير لاستكمال السلام مع الحركات المسلحة التي ما تزال تحمل السلاح ، ما ينبغي أن يكون مدخلها التنصل عن اتفاقيات السلام القائمة كما يموه التقرير .
إن إشارات التقرير حول السلام تتضمن إشارات فتنة بين الحركات الموقعة وتلك المحاربة وبين السلطة ، والتقرير بذلك يمثل وصفة تعيد انتاج الحرب في دارفور وجنوب النيل الأزرق .
8/ زهد التقرير في استلهام كل التجارب السودانية في إدارة المراحل الانتقالية بحكمة وسلاسة كما حدث بعد ثورتى اكتوبر 1964وابريل 1985 ، بل بدى زاهدا في كل رصيد الحكمة السودانية وتجاربها في حل النزاعات وإدارة الاختلافات ، وأحتكر الحكمة وتوصيف الحلول على رؤية القوى الدولية التي يمثلها .
9/ كرس التقرير بشكل واضح وفضح هدف البعثة في استدامة التدخلات الأجنبية في الشأن السوداني للمرحلة الانتقالية وما بعدها .
10/ سفه التقرير أمر الانتخابات جوهر الديمقراطية ومطلب الشعب، وتبنى مواقف الأقليات السياسية الرافضة للانتخابات ، ووضع من العراقيل والاشتراطات ما يطيل أمد المرحلة الإنتقالية ، ويطيل معها الأزمة الوطنية رغم التكرار الأجوف طوال التقرير لشعارات الديمقراطية والحرية .
11/يمهد التقرير لدستور دائم للسودان يضعه الأجانب ويفرضونه على الوطن عبر مسوح كذوبة ترفع كلمة الديمقراطية وتناقضها فعلا وسلوكا.
12/ يجسد التقرير حالة من الفهلوة السياسية ، واستمرار منهج الخداع والتناقض الذي طبع سلوك البعثة الإستعمارية ورئيسها ، فقد انتهى لاعتبار التقرير أساس خارطة طريق للازمة السودانية ،وهاهو رئيس البعثة يتنصل من كل تعهداته أمام أجهزة الإعلام بأنه دوره مجرد دعوة السودانيين للحوار وليس اقتراح أو فرص حل أجنبي عليهم ، وهاهو يفصل للسودان كل كبيرة وصغيرة في حاضره ومستقبله .
مواطني سودان العزة والكرامة والسيادة والاستقلال
عهدنا معكم المضي قدما في فضح واسقاط حقبة الإستعمار الحديث بإرادة موحدة وصف وطني جامع يحدد للوطن حاضره ومستقبله وفق رؤية شعب السودان قاطبة ، لا الأجانب الطامعين في تمزيق الوطن ووراثة خيراته .
تنسيقية حملة سودانيون من أجل السيادة الوطنية(سما )
28 فبراير 2022