كشفت مصادر صحفية في الخرطوم عن تصويب وزيري الخارجية والصناعة انتقادات لاذعة لرئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك حمدوك أثناء جلسة المجلس الأربعاء الماضي، واتهمه بالميول للمكون العسكري ضد الشق المدني.
وافادت تلك المصادر بان حمدوك رد بأنه رئيس مجلس وزراء لجميع الشعب السوداني وليس للحكومة المدنية فقط، وأضافت المصادر بأنه حمدوك أكد لهم الوقوف على مسافة واحدة من الجميع حتى انجلاء الأزمة.
في سياق متصل شدد دكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء بالقول انه ليس محايدا في الصراع السياسي الدائر حاليا ولا وسيطا، مضيفا ” انما موقفي بوضوح وصرامة، هو الانحياز الكامل للانتقال المدني الديمقراطي ولإكمال مهام ثورة ديسمبر المجيدة وتحقيق شعاراتها المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة”.
واكد حمدوك في كلمة وجهها للشعب السوداني امس الجمعة على ضرورة تجاوز كل الخلافات بين كل مكونات الحرية والتغيير والمكون العسكري، وأشار إلى أن موقفه من الصراع الدائر حالياً غير محايد على الإطلاق بل ينحاز بصرامة لخط المحافظة على الانتقال المدني، وشدد حمدوك على ضرورة الالتزام بالوثيقة الدستورية، وتعهد بتوسيع قاعدة المشاركة عبر مجلس تشريعي تمثل فيه كل القوى السياسية تمثيلاً عادلاً وتعهد بأن يشرف بنفسه على هذا الملف، وعد حمدوك محاولة الحديث عن الغلاء ومعاناة الناس بأنها لم تعد سلعة جاذبة بعد أن استقر سعر الصرف وانخفض التضخم بصورة لافتة، وأصبحت البلاد تتقدم نحو نمو اقتصادي متسارع، لافتاً إلى الطفرة غير المسبوقة في الإنتاج الزراعي للموسم الحالي، وتعهد حمدوك بحماية الانتقال السياسي وتحصينه ضد كل محاولات الفوضى والانقلاب، وأقر حمدوك بتهميش كبير عانى منه الشرق، وتعهد بالقضاء على التهميش وعلى كل المظالم التي لحقت بأهل الشرق مطالباً بفتح الموانيء أمام حركة الصادر والوارد، وأكد حمدوك أنهم لن يملوا التعلم من كل الأخطاء ومن دروس الآخرين حتى يقدم السودان تجربة مميزة عبر فترة انتقالية محفوفة بالمصاعب، ولفت إلى أن قضايا مثل مكافحة الإرهاب لا تخضع للتشكيك والمزايدة والتي قد تكون مدخلاً لانفجار الأوضاع بصورة يصعب السيطرة عليها، وتعهد حمدوك بتفعيل المبادرة التي طرحها في وقت سابق وراهن على أنها قادرة على تجاوز كل الصراعات التي تدور في الساحة حالياً، وثمن حمدوك تصدي القوات المسلحة للمحاولة الانقلابية الأخيرة، وتعهد بتوفير المزيد من الدعم للقطاع الأمني حتى يكون جاهزاً وبمعدات حديثة للدفاع عن البلاد بعقيدة عسكرية جديدة، وأكد حمدوك حماية الانتقال في مواجهة كل التحديات التي تواجهه مطالباً جماهير الشعب السوداني بتفويت الفرصة على الراغبين في جر البلاد إلى الوراء ومنع الانتقال الديمقراطي السلمي.
وعقب الخطاب قالت وزيرة الخارجية د.مريم الصادق المهدي إن خطاب رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك للشعب السوداني مساء الجمعة
حوى خارطة طريق واضحة تمثل فرصة لتحقيق مقاصد الثورة وأهداف الانتقال الديمقراطي.
وأضافت في تعليق على الخطاب والوضع الراهن، إن واجب المرحلة التوافق السياسي للتغلب على تحديات الانتقال وفتح الطريق أمام إنتخابات حرة ونزيهة.