الراى السودانى
لا شك أن خبر عودة تفلتات الشرطة أو أي جهة أمنية أخري، و قيامها بجلد الفتيات في الشارع العام يثير حفيظة الأحرار من الرجال قبل أن يثير حفيظة و حنق النساء.. فأيما رجل لا يري في الإعتداء علي النساء بهذا الأسلوب ” الحقير ” و الجبان، عمل مشين و مرفوض، عليه مراجعة فهمه لمعني الرجولة بل و معني الحياة. كنا نظن أن قانون النظام العام سئ السمعة و الأسوأ من نوعه في العالم، قد ألقي به في قاع مزبلة التاريخ بعد الثورة… لكن يبدو أن النفوس المعطوبة، و القلوب المتحجرة المتعفنة ما زالت تحتل موقعآ عليآ !!. و أن أوباش النظام المقبور من أنصار و أمثال ” قدو قدو” لم يدخلوا إلي جحورهم بعد ، و أن أفعالهم لم ترد إلي نحورهم.. و أن الثورة لم تفي بأقل مطلوباتها و شعاراتها و أولها الحرية..
فعن أي حرية نتحدث و نحن نري ” كلاب مسعورة” تجوب شوارعنا تمارس إعتداءات جسدية غير مبررة ضد فتياتنا و جلدهم علي رؤوس الأشهاد… من الذي أعطي هؤلاء البلهاء المتخلفين الحق في جلد النساء في الشارع العام مهما كانت الأسباب و التبريرات ؟!. و كيف أمن هؤلاء الرعاع المساءلة عن أفعالهم المنحطة هذه.. من الذي زين لهم سوء فعلهم و ترك لهم الحبل علي الغارب ليتقيئوا ” عقدهم” و تخلفهم و خورهم أمام أعيننا ؟!.
يتضح لنا جليآ أن الثورة ما زالت في بداياتها، و أن علينا عمل المزيد لإزالة آثار و مفاهيم النظام المباد.. و أن العقيدة الفاسدة التي حكم بها أخوان إبليس ما زالت متجزرة في عقول و أذهان كثير من رجال الشرطة و القوي الأمنية بمختلف مسمياتها.. و أن آثار ثلاثين عامآ من التخلف و الإنحطاط لا يمكن إزالتها إلا بعمل جبار، منظم، مدرك و ثوري.
علي وزير الداخلية، و مدير الشرطة و والي الخرطوم عقد مؤتمر صحفي مشترك لإطلاعنا عن مسؤوليتهم عن هذا التفلت المقيت.. و يجب أن يتم فصل هؤلاء الجناة الجبناء عن العمل فورا و تقديمهم الي محاكمة فورية.
أقول،
إن أمة لا تحترم نساءها لن تقوم لها قائمة.. و إن أمة تجلد نساءها في الشارع العام، أمة لا تستحق الحياة.. و علي الجميع أن يتذكروا أن دور النساء في نجاح الثورة كان دورا مفصليآ و حاسمآ.. و يكفي أن نذكر قول وزير خارجية بريطانيا الحالي أنه يستمد شجاعته من ” صائدة قنابل الغاز المسيل للدموع ” إبان الثورة.