(1)
] الحل (الامني) دائماً عواقبه (وخيمة) حتى في الجوانب ذات الطابع (الامني)، فكيف ان كان ذلك في الجانب الاقتصادي؟ عندما تلجأ للقوة (الامنية) لفرض الحلول (الاقتصادية) فهذا يعني (الفشل) نفسه.
] لا نرفض اللجوء للأمن في ظل الانفلات (الاقتصادي) هذا ــ ولكن ما يجب ان نلتفت له ان الحل (الامني) لوحده لن يحل الازمة الاقتصادية ولن يوقف التدهور الاقتصادي ــ بل يمكن ان يقودنا الى الهاوية ويرمي بنا الى الهلاك، ان لم تكن هناك حلول (اقتصادية) جادة للخروج من هذا النفق.
] لو استعدنا واسترجعنا (الانهيار) الاقتصادي سوف نجده يمضي الى الاسوأ كلما كان الاتجاه (امني) في التعامل مع الازمة.
] في العهد البائد عندما اتجه النظام للحرب على (القطط السمان) التى كانت جزءاً من الحكومة والقى بهم في غياهب السجن، زاد الامر سوءاً، وحدث التصاعد بصورة اكبر في (الدولار) الذي فشل نظام الانقاذ في التعامل معه.
] نحن الآن نسير في نفس (الاتجاه) دون ان نضع حلولاً (اقتصادية) حقيقية للازمة.
] الأمن وشركاته جزء من (المشكلة) في الانهيار الاقتصادي، هل يمكن أن يكون الامن هو كل الحل؟
] الأجهزة الأمنية فشلت في حل التفلتات (الامنية) التى انتشرت في البلاد، وهي من صميم اختصاصهم فهل ينجحون في حل التفلتات (الاقتصادية)؟
] لا تجعلوا الأمن يسيطر على كل شيء في البلاد.
] الازمة الاقتصادية الآن لو رجعنا الى اصلها سوف نجدها ازمة (نفسية)، والانهيار نساق له بسبب التخبط (الاعلامي) الذي يمكن ان يكون بقصد ويمكن ان يكون من غير قصد عندما ننشر اخباراً (محبطة) تتحدث عن مطابع للعملة السودانية وعن تزوير فيها افقد الشارع السوداني الثقة في (عملته المحلية). عندما يحدث ذلك يبقى هذا (الهلع) الذي يحدث في الاسواق، وذلك التصاعد الذي يحدث في الدولار، والارتفاع الذي نشهده في الاسعار امر طبيعي ومنطقي.
] نحتاج الى تعامل (اهلي) مع الازمة ــ في المكتبة السودانية وفي اعرافها وتقاليدها وصيدلياتها ما يمكن ان يمثل لنا (الدواء) الناجع لهذا (الداء).
] قد نحتاج الى فقه (البصيرة ام حمد) في التعامل مع الازمة الاقتصادية رغم السخرية منه، قبل حاجتنا الى (نظريات) وزير المالية الدكتورة هبة محمد علي التي عجزت شخصياً عن أن تكمل الشهر بمرتبها.
] اذا كانت هبة محمد علي عاجزة عن التعايش مع (مرتبها) وفاشلة في ان تجعله يكمل شهرها وهي وزير للمالية، هل يمكن ان تنجح في علاج ازمات الغالبية العظمى من الشعب الذي يقبع تحت خط الفقر؟
] لا اقول للوزير فاقد الشيء لا يعطيه.. ولكن اقول ربما (الخبرات) هي التى صورت لها ان العلاج للازمة الاقتصادية يُكمن في (البزة) الامنية.
(2)
] الأزمة الاقتصادية الآن يجب أن ننقلها من (الحرب) على الدولار الى (السلام) معه ــ نحتاج لاتفاقية سلام مع الدولار ــ الحرب على الدولار سوف تزيد ازماتنا الاقتصادية ــ الندرة في (العملة الصعبة) والتعامل الامني معها سوف يقودنا إلى الهاوية والهلاك بعد ذلك.
] تجفيف (الدولار) بهذه الصورة سوف يرفع (الأسعار) ــ حتى المنتجات السودانية التى تتمثل في (الصلصة) وعصائر (الكردي) و (التبلدي) ومنتجات (الفول السوداني) سوف ترتفع لأن هذه الأشياء مرتبطة بالعملة الصعبة في (الوقود) والاسبيرات والماكينات التى تصنع بها المنتجات التى تمثل لها المادة الخام.
] على الحكومة الانتقالية أن تنظر للتجربة المصرية، وسوف تجدها تنصب حول توفير (العملة الصعبة) للمواطن الذي يحتاجها في الداخل في ادواته التى يستوردها وفي سفره الخارجي وفي علاجه بالخارج وتعليمه عندما يكون بعيداً عن البلاد.
] في إثيوبيا واريتريا (الدولار) عملة يتم التداول بها في الاسواق الى جانب العملات المحلية… يمكنك ان تستبدل (الدولار) في محل لبيع الرصيد او الشاي.
] عندما اوقفت الحكومة السودانية المنح التى تقدمها للمسافرين للخارج من العملة الصعبة لأسباب مختلفة ارتفع (الدولار) وانتعش سوقه (الاسود).
] وفروا (العملة الصعبة) وجففوا (العملة السودانية) ــ الازمة الآن تتمثل في ان الحكومة الانتقالية وفرت (العملة السودانية) وبذلتها للناس بينما جففت (العملة الصعبة).
] الحكومة يفترض أن (تبيع) الدولار، وأن تستفيد من ذلك حتى تدخل العملة المحلية في مصارفها وتسيطر عليها بصورة كاملة، بدلاً من إطلاقها بهذه الصورة لتفسد في البلاد.
] الحكومة الآن جزء من المشكلة وهي السبب الرئيس في ارتفاع الدولار، لأن الحكومة نفسها تقوم بشراء الدولار، وان لم تفعل هي بصورة مباشرة فقد فعلت ذلك شركاتها في الجيش والأمن والاتصالات والدواء.
] اذا وصل سعر الدولار الى (270) جنيهاً هذا ادعى للحكومة ان تبيع الدولار وان تستفيد من ذلك العائد، بدلا من ان تترك (الفائدة) لسماسرة العملة يفعلون ما يحلو لهم.
] ان كان لا بد من ارتفاع الدولار فلتستفد الحكومة من ذلك، حتى تنعش خزانتها بالعملة المحلية، ونحن نعلم كمية العملات الصعبة التى تدخل في خزانة البلاد.
] قد تكون لا عوائد من الصادرات بعد توقف اغلبها، لكن هناك دعومات كبيرة بالعملة الصعبة تأتي للحكومة الانتقالية من الخارج يمكن من خلالها ضبط سعر العملة.
] توفير (الدولار) سوف ينعكس بصورة ايجابية وسريعة على (الأسعار)، فكل شيء هنا مرتبط بالدولار، اذا تم توفير العملة الصعبة في الاسواق وأصبحت متاحة للجميع سوف ننتقل الى حياة رغدة في فترة وجيزة.
] الحكومة يجب ان تكون معنية بسحب (العملة المحلية) وليس (العملة الصعبة) حتى لا يصبح (الدولار) نفسه سلعة.
] عندما تقل العملة المحلية وتسحب من الاسواق لن يكون هناك شراء للعملة الصعبة.
] اذا فتحت الحكومة مصارفها لبيع العملة الصعبة بصورة شرعية وعبر طرق رسمية كما يحدث في كل الدول، سوف نسد الباب امام تجار العملة ومخربي الاقتصاد.
] القوانين واللوائح التى فرضت من قبل السلطة الآن لمجابهة الانهيار الاقتصادي سوف تؤدي للمزيد من الانهيار، وسوف ترفع سعر الدولار وتجعل الرغبة فيه اكبر، ان لم تبسط الحكومة يدها في (الدولار).
(3)
] والبلاد تمر بهذه الأزمات ــ نعاني من (وبر) جائحة (كورونا) التى مازال فايروسها يضرب البلاد ونعيش في (وطن) تحت وطأة (الانهيار) الاقتصادي، ويضرب فيضان النيل البلاد عرضاً وطولاً ــ تتهدم البيوت ويصبح العراء سكناً للكثير من الناس بسبب الامطار والسيول والفيضانات، وتطفو جثث كبار السن على الانهار، وتخرج شركات اسامة داؤود الغذائية، والبلاد تمر بهذه الظروف الصعيبة، لتعلن عن توقف مطاحنها ومصانع منتجاتها الغذائية، لتجعل الشراهة اكبر على موادها الغذائية الموجودة في الاسواق والتى قاربت مدة صلاحيتها على الانتهاء، حتى تغزو الاسواق بكميات جديدة وبأسعار مرتفعة يبرر لها منذ الآن ويروج.
] استغلال الازمات والتكسّب منها امر لا يليق بمؤسسات اسامة داؤود (الغذائية) الكبرى والتى يفترض ان تقدم الدعم والسند لهذا الشعب الذي يمثل (السوق) الأمثل لمنتجات اسامة داؤود.
] في هذه الظروف ماذا لو خسر اسامة داؤود لمدة شهر او لمدة عام، من أجل هذا الوطن ومن أجل (شعبه) الذي يكسب منه الكثير.
] اذا هلك هذا الشعب لن يجد اسامة داؤود من يبيع له بضاعته.
] كل الذي نعرفه لأسامة داؤود ومؤسساته في البناء الوطني جوائزه (الصحفية) التى يقدمها سنوياً لكبار الصحافيين ليشتري ودهم ويخلق معهم علاقة تسكت نقدهم في مثل هذا التوقيت.
] في مثل هذه النكبات والمحن تعودنا أن نشاهد قوافل صلاح ادريس وقوافل اشرف الكاردينال وهشام السوباط وجمال الوالي ومعاوية البرير والكثير من رجال الاعمال ــ لم اشاهد مرة والبلاد تتعرض لمثل هذه (النكبات) قافلة لإسامة داؤود او مأمون حميدة، ولا نجد من داؤود غير ذلك (الاستغلال) الذي يجعل الهجمة شرسة على منتجات مصانعه.
] فيضان السودان تجاوب معه حفيظ دراجي وكندة علوش واليسا وفيفي عبده، ولم نجد من اسامة داؤود غير اعلانه توقف مطاحن غلاله ومصانع أغذيته.
] أشاهد عربات شركات اسامة داؤود توزع على المتاجر والمحلات بضاعته وتصل لكل المحال ولو كانت في (الصين)!! ولا أشاهد لشركات اسامة داؤود وجوداً بين الناس في المتاريس والفيضانات لتقديم العون والمساعدة.
] لم يقدم للشعب السوداني في جائحة (كورونا) (كمامة) ــ فقد اكتفى بزيادة اسعار (الزبادي) الذي تنتجه مصانعه.
] هؤلاء الذين يقفون الليل كله حراساً لمتاريسهم لا يريدون اكثر من (فوارغ) منتجاتك الصناعية… ولكن حتى ذلك تبخلون به.
(4)
] بغم/
] طوارئ (صحية) بسبب (كورونا) وطوارئ (أمنية) بسبب (التفلتات)، وطوارئ (بيئية) بسبب (الخريف) وطوارئ (اقتصادية) بسبب (الدولار) ــ لم يكن أمامه غير أن يعلق على (عربته) لافتة مكتوب عليها (نقل طارئ).
] الغريبة ان اقسام (الطوارئ) في كل المستشفيات الحكومية مغلقة!!
] حكومة (الطوارئ) يفترض أن يكون شعارها (طورية)!!
صحيفة الانتباهة