وصفت مصادر أمريكية، الاتفاق الموقع بين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وزعيم المتمردين عبد العزيز الحلو، على فصل الدين عن الدولة بالنهاية الفعلية للحكم الإسلامي بقيادة الرئيس الأسبق عمر البشير، والأكثر أهمية من التطبيع مع إسرائيل.
وقالت المصادر، إنه سواء ألهمت وثيقة الحقوق الأمريكية حمدوك والحلو أو كان شرط الاتفاق غير مقصود به الإشارة للوثيقة فإنه لا يقل أهمية، وذلك أن تكريس مبدأ فصل الدين عن الدولة في الاتفاقية التي وقعاها أنهت فعلاً (30) عاماً من الحكم الإسلامي.
وانتقدت المصادر الترحيب الهادئ لواشنطن بالاتفاق، وقالت “استقبلت واشنطن الاتفاقية بترحيب هادئ لكن ذلك لا يعني أنه إنجاز أكثر أهمية من تطبيع علاقات السودان مع إسرائيل الذي كان هدف وزير الخارجية مايك بومبيو خلال زيارته للخرطوم أواخر الشهر الماضي”.
وأرجعت المصادر أهمية الاتفاق لنجاح الثورة السودانية في أداء التغيير سلميا، وقالت “نادرا ما يتحقق فصل الدين عن الدولة في العالم الإسلامي دون عنف أو إرادة ديكتاتورية وتوفر السببين إبان حكم البشير والذي كان يأمل أن يشرعن القانون الديني لاستيلائه على السلطة”.
وبحسب صحيفة الصيحة، نبهت المصادر واشنطن والمجتمع الدولي، لضرورة دعم حكومة حمدوك اقتصادياً من أجل النجاح في إنفاذ التعديلات السياسية المدعومة بالمعارضة، وقالت “هناك خطر حقيقي يتمثل في أن يؤدي الفشل على الصعيد الاقتصادي إلى اضعاف الحكومة الانتقالية وتقويض إصلاحاتها السياسية الجذرية وعليه فإن السودان لم يكن في حاجة إلى المساعدة الدولية أكثر منه الآن”، وأضافت بأن حمدوك لديه ثلاثة أسابيع لإنهاء الخلافات مع مجموعة الحلو ليلحق بركب التوقيع النهائي لاتفاقية السلام بجوبا والمتوقع بداية الشهر المقبل.
الخرطوم (كوش نيوز)