لمن لا يعرف كولمبيا فهى الاسم الذى اطلق على المنطقة اسفل كوبرى الحديد الرابط بين الخرطوم وبحرى، وهى المساحة الممتدة شرق وغرب الجسر، واشتهرت هذه المنطقة ابان الاعتصام، وهى المنطقة التى تبرأت منها قوى الحرية والتغيير قبيل فض الاعتصام، مما قاد القوات النظامية لتطبيق خطة لتفريغها وفضها، فكانت القشة التى قصمت ظهر البعير، وامتد الفض منها الى فض الاعتصام و (حدث ما حدث).
هذه المنطقة اشتهرت بوجود الثوار ولكن الآن اختفى منها الثوار، وظهرت فيها سلوكيات غير حميدة. هذه المنطقة اصبحت تنشط فيها عصابات الاتجار بالمخدرات بانواعها المختلفة، والمؤسف ان هذه المنطقة لايرتادها الشباب اذ ان معظم مرتاديها هم القوات النظامية، او ربما اشخاص ينتحلون صفة القوات النظامية ويرتدون زى الجيش وينتشرون بكثافة فى تلك المنطقة. وهنالك تجد كل ما تريد ابتداءً من الخرشة وانتهاءً بسيجار البنقو وربما الـ (مس كريستال).
لا تحدثونى عن الشرطة ودورها فى مكافحة مثل هذه الظواهر السالبة والمهددة للمجتمع، لأننى سأحدثكم عن الحملات الضخمة التى قامت بها شرطة مكافحة المخدرات وعملياتها التمشيطية، ولكن حينما تأتى الى تلك المنطقة تختفى كافة الظواهر السالبة وتختفى الحبوب والمخدرات وكل الممنوعات، وكأنهم اخطروا بالحملة، اضف الى ذلك ان الشرطة لوحدها ربما ستخلق أزمة فى حال نفذت حملات ضد كل تلك القوات المنتشرة من عناصر القوات المسلحة، لذلك لا بد من حملات مشتركة تضم قوات الشرطة العسكرية والاستخبارات، بالاضافة الى قوات الدعم السريع والشرطة للسيطرة على ذلك.
باختصار نحن نخشى أن نقول ان هنالك بعض العناصر التى ترتدى الزى العسكرى هى التى تورطت فى عمليات الاتجار بالمخدرات فى تلك المنطقة المسماة (كولمبيا)، ونخشى الا يكونوا نظاميين بل منتحلى صفة عسكريين، وهذا هو مكمن الخطر. لذلك الحذر واجب فى نصب الكمائن، ويجب ان تكون الحملات مفاجئة، ويا ريت تتم العملية فى تكتم حتى لا يتمكن الجواسيس من نقل الخبر بصورة عاجلة للمروجين، وبالتالى تفشل العملية ولا تعدو كونها اظهار قوة .
واخيراً نلفت الى العمليات الضخمة التى نفذتها قوات مكافحة المخدرات اخيراً للسيطرة على العصابات ولكن خذلتها الدولة وحطمت مجاديفها. وسنروي لكم غداً كيف حاربت الدولة ذراعها الممثل فى شرطة مكافحة المخدرات، وكيف سعت الدولة لانتشار المخدرات بأيدٍ ناعمة.. سنعود غداً .
صحيفة الانتباهة