غير مصنف --

محمد عبد الماجد يكتب: أقصى مراحل (الحلم) عندهم (خيش) و(تراب)!

(1)
لا اخشى على اهالي (توتي) من الفيضانات – اعرف ان (النيل) لن يستطيع ان يفعل معهم شيء وان دخل بيوتهم.
أهالي توتي عندهم القدرة على التعامل مع (الفيضانات) بحكم (الالفة والعشرة) التى صنعوها معها.
أغنية (عجبوني الليلة جوا ترسوا البحر رجعوا) قادرة على ان تصد كل الفيضانات.
(2)
في الأخبار : (واصلت مناسيب النيل، الجمعة، ارتفاعها بالخرطوم…وقالت لجنة الفيضانات بوزارة الري والموارد المائية في بيان، إنّ محطة الخرطوم سجلت 17.58 متراً، وأشارت إلى أن الأمطار التي هطلت في أعلى حوض النيل الأزرق في يومي 1 و3 سبتمبر ستؤدي إلى انخفاض في وارد محطة الديم عند الحدود السودانية – الإثيوبية ليوم (السبت) ليكون الوارد في حدود 840 مليون متر مكعب..وحذّرت اللجنة من وجود سحب حقيقية ماطرة (غزيرة) داخل السودان قد تؤدى لسيول وجريان الخيران..وسجّلت مناسيب النيل بالخرطوم الجمعة ١٧.٥٨ متراً ويتوقع أن تسجل السبت ١٧.٦١ متراً وسترتفع يوم الأحد إلى ١٧.٦٥ متراً… ودعت اللجنة، الجهات المُختصة والمواطنين لاتخاذ الحيطة والحذر).
ولا شيء غير اتخاذ الحيطة والحذر.
أصبحنا نتابع ونترقب اخبار (الامطار) والفيضانات كأننا نتابع اخبار الحروبات والقصف.

(3)
لم استوعب حتى هذه اللحظات ان يكون (الخيش) هو كل احلام وآمال وأمنيات الاهالي الذي يقطنون في الجزر او على ضفاف النيل.
في هذا العالم الذي بلغت التكنولوجيا فيه ان تقدم لك ما تشتهي وتعرض لك ما لذ وطاب من المأكولات والعصائر، الى جانب العروض (الخرافية) التي تقدمها شركات السياحة ووكالات الطيران، اضافة الى ما يقدم من اخبار ومباريات ومسلسلات وأحداث تجري في كل نواحي الكرة الارضية وربما خارجها تهددنا هنا (المياه) وتحاصرنا وتشكل لنا هاجساً.
يمكن ان تتعامل تجارياً وثقافياً مع كل الوسائط من (مكتبك) او (غرفة نومك) هناك في ظل هذه المعطيات هناك من لا يتمنون في هذه الحياة شيئاً غير (الخيش). أمنياتهم ..ورسائلهم ..وطلباتهم، وأصوات استغاثتهم كلها تنادي بـ (الخيش).
يسهرون (الليل) حراساً للتروس، ويتبادلون (الورديات) على ضفاف النيل.
مع ذلك ما زالت السلطات تضن عليهم وتحرمهم حتى من (الخيش)، و(التراب)– كل الذي قدمته محافظة المتمة والولاية باكملها الى اهالي بقروسي تحت وبقروسي فوق والفرعسين والابيضاب والحداحيد والحليلة وبعض القرى على امتداد نهر النيل في محافظة المتمة (تقارير) لا تغني ولا تقي من (فيضانات) النيل.
قرى الكمير والبجراوية وسقادي وام الطيور والباوقا والكربة وحتى ابوحمد تعيش اوضاعاً صعبة ووالية ولاية نهر النيل الدكتورة آمنة أحمد المكي تشارك في احتفال نادي (الشمالي) في عطبرة تكريماً لها وأهالي ولايتها يغرقون.
الكثير من القرى على امتداد نهر النيل من منطقة حجر العسل وحتى ابوحمد، غرب وشرق النيل يعاني اهلها من (العزلة) بعد ان انقطعت سبل الوصل بينهم والمدن الكبيرة فانعدمت المواد التموينية وبلغوا مرحلة من (العوز) و(الجوع) ولا شيء تقدمه لهم حكومة الولاية غير (التقارير) و (الدعوات) التي لا تتجاوز سقف المكاتب التي يعملون فيها.
قرى بقروسي تهدمت بيوتها، وأصبح اهاليها يعيشون في (المياه) مع (الاسماك) ولم تقدم لهم محافظة المتمة او حكومة الولاية غير زيارة قام بها ضابط اداري من محلية طيبة الخواض وعدهم خلالها برفع تقاريره عن المنطقة الى حكومة الولاية ولم ترد الزيارة بعد ذلك رغم التقارير التي اكدت غرقهم.
انهم لا يريدون شيئاً غير (الخيش) و (التراب)، اتبخلون عليهم بذلك؟.
ما يحدث في قرى ولاية نهر النيل يحدث في توتي وفي سنجة والدندر وطوكر والكثير من القرى والمدن في السودان ويستوجب ذلك معاملة افضل من حكومات الولاية او الحكومة القومية.
تركوهم في صراع مع الفيضانات والسيول والأمطار– لا حول لهم ولا بيوت تقيهم من شر العراء والتشرد.
فيضان النيل هذا العام لم يحدث من قبل ولم يبلغ الفيضان في كثير من (الاحباس) هذه الدرجات منذ اكثر من قرن.. هذا الفيضان يستوجب تعاملاً خاصاً من السلطات.
لكن السلطات تكتفي برفع التقارير وصور (السيلفي).
(4)
بغم /
امتحانات الشهادة السودانية سوف تنطلق يوم 13 سبتمبر في ظل هذه الامطار السيول والفيضانات.
اذا عاد الطالب من الامتحان وسئل عنه فقال : الامتحان (موية) بس ..اعلموا انه صعب و (مولع نار) بغير ما كانت تعني العبارة في السنوات الماضية.

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى