خاص السودان اليوم:
لا خلاف بين الناس فى ان من حق أى فرد أو جهة ان يختار خطه الفكرى والسياسى ، ويدعو له ، ويبشر به ، دون الحجر عليه ، أو منعه من ذلك ، ومن اوضح الواضحات القول بان هذه الحرية محدودة بعدم حق الشخص فى حمل الاخرين قسرا على رؤيته ، أو ارغامهم على تبنى موقفه ، فهذا امر لايلتقى مع حرية الاخرين ، فالحرية مكفولة للجميع ، ولهم جميعا الحق فى تبنى رؤاهم دون حجر عليهم ، كما ليس لهم مجتمعين أو أفرادا اجبار أى جهة على تغيير رؤيتها أو القبول قسرا بما لاتريده .
هذا الكلام من الوضوح بحيث لايمكن نقضه أو انكاره ، لكن وبكل آسف هاهو احد المكونات السياسية فى البلد يريد حمل الاخرين على القبول برؤيته وحملهم على تطبيقها قسرا ، انه السيد عبد العزيز الحلو الذى يطرح علمانية الدولة وله الحق فى ذلك ، لكن الغريب فى الأمر انه يعطى نفسه الحق فى اجبار الناس على ذلك بقوة السلاح فاما القبول برؤيته والنص على علمانية الدولة فى الدستور وعدم تحديد دين للدولة أو ان الحرب سوف تستمر ولن يكون هناك سلام ، وهذه دكتاتورية بلا شك ، والغريب ان يحاول
البعض التبرير لهذه الدكتاتورية ، وليعلم الحلو ومناصروه ان الشعب الذى ثار على الديكتاتور واسقط الطاغية ونظامه واقام حكومة انتقالية تمهد للانتقال الكامل نحو المدنية ، لاشك ان هذا الشعب لن يقبل مطلقا باستبدال دكتاتورية باخرى ولا استبداد باخر .
من حق الحلو أو غيره ان يطرح علمانية الدولة ، ومن حق الاخرين ان يطرحوا عكس ذلك ، وليس لاى طرف حمل الاخر قسرا على القبول برؤيته ، وانما الفيصل فى ذلك استفتاء شعبى كامل يحدد الشكل الذى يتم به حكم البلد وعلى الجميع الالتزام بنتيجة الاستفتاء فلو اقر الشعب رؤية الحلو على الجميع الالتزام بالنتيجة ولن يكون لهم الحق فى مناهضتها ، وإن رفض الناس رؤية الحلو عبر الاستفتاء فلن يكون للحلو أو غيره الحق فى الاعتراض .
هذه هى ابجديات الديموقراطية ياسيد عبد العزيز الحلو ، ولتعلم انت ومن معك انه لن يكون هناك مجال لفرض دكتاتورية جديدة على هذا الشعب.
The post دكتاتورية الحلو appeared first on السودان اليوم.