السودان اليوم:
* لم أحتفل مع المحتفلين بأولئك الذين احتشدوا أمام المكتب التنفيذي للمريخ وهم يرفعون لافتات تحمل ما تحمل من عبارات، فقد استمرت هذه المظاهر طيلة السنوات الأربعة الماضية ووصلت مداها في ذات مرة عندما شهدت إحتكاكات وملاسنات بين طرفي الصراع، وفي هذه المرة جاءت هذه الأحداث في وقت أعلن فيه المجلس تأريخاً للجمعية العمومية لانتخاب اللجان وتأكيد إجازة النظام الأساسي، وهي خطوة متقدمة، وأولى الأنشطة بعد عطلة إجبرتنا عليها جائحة كورونا.
* محنة المريخ أكبر من مجرد مجلس ضعيف ومتناحر ومتشظي، ورئيس غامض وفاقد للمصداقية، بل تتسع كارثة المريخ لتشمل حتى جمهوره الذي مازال منقاداً للعواطف، ومتخيراً للطرق الشاقة والوعرة التي تفضي لحلول جزئية تخفي وراءها مصائب أكبر، في حين أن الخيارات المثالية التي تضع الحلول الجذرية متاحة وتعد أسهل بكثير مما نشاهد ونرى..!
* واحدة من مصائب المريخ أن قياداته غير قادرة على قراءة ميدان الصراع بصورة تؤهلهم لوضع الخطة المناسبة والطريقة الأمثل لكسب المواجهات، لذلك إستمرت تلك الوقفات الإحتجاجية وسيل الإساءات الموجهة لأعضاء المجلس والمكتب التنفيذي طيلة السنوات الماضية دون أن تفلح في إزاحة المجلس أو إحداث تغيير يذكر، لذلك نؤكد أن المجلس ليس وحده (الفاشل).. بل كانت المعارضة (أفشل) لأنها سلكت طرقاً أرادت بها اقتلاع المجلس، ومع التكرار والتصعيد، ومع ذلك تشارف الدورة على نهايتها وعقد جمعية عمومية جديدة وأصبحنا على مشارف دورة إنتخابية جديدة.. وهنا مكمن الخطر…!
* ذلك التصعيد الذي يتشكل ويتلون كل مرة يدعمه أقطاب متطلعين لدخول المجلس، وهؤلاء الأقطاب هم أنفسهم ليست لديهم رؤية متكاملة لإدارة المريخ، ما يعني أننا سنجري تعديلاً في الأسماء فقط، ولو كنا قد قيمنا ما حدث في حقبة سوداكال بالدمار، فإننا سنكون موعودين بدمار أكبر وأشمل ولا شيء يدعو للتفاؤل.
* أسوأ ما في الوقفات الإحتجاجية أنها التقطت أسوأ مافي الصحافة الرياضية من أدب الإساءة والخروج عن النص، ومنذ تلك اللافتات التي رفعت في الناحية الجنوبية الشرقية من الإستاد، تصف مجلس الإدارة ب(الحقير)، كان ذلك نذيراً بالإنزلاق نحو بدعة الإساءات.. والعقل والمنطق لا يقبلان أن يتطوع شخص لتقديم خدمة في العمل العام ثم نصفه بالحقير، مهما كان الإختلاف..!!
* محتوى اللافتات التي رفعت بالأمس، بإستثناء لافتة واحدة فقط فيها دعوة لفتح باب العضوية كحق شرعي، حملت إساءات مباشرة، وعبارات منفرة تجعل كل من يفكر في دخول مجلس المريخ، أو العمل في مجتنعه التفكير ألف مرة قبل أن يدخل هذه التجربة… فعبارات (وسخان).. (نفايات الكيزان) و(المزوراتي).. كلها تحمل إدانات جنائية وتعديات، وإساءات ربما يتضرر منها الشخص المستهدف في الوقت الراهن، ولكن ستظل بدعة تلوث أجواء نادي المريخ في المستقبل وتنفر المتطوعين منه.
* الأفضل للمريخ أن يختم هذا المجلس دورته بتلك الكيفية ويستعد الأنصار للإنتخابات بترتيبات وتجهيزات كافية تؤهل مجتمع المريخ للعبور من مطب الأزمات والتدني الإداري، أما الخيارات الأخرى فهي محاطة بالمخاطر، وطريقها طويل وشاق.. أما طريقة الوقفات الإحتجاجية والإساءات فمن الممكن للمجموعة الحالية أن تتقدم بإستقالاتها وتعد عدتها لرد الدين بوقفات إحتجاجية أكبر ولافتات أكبر حجماً تحمل الأفظع من الألفاظ والإساءات، وبالتالي نكون قد تبادلنا المواقع فقط دون أي تقدم يذكر.
حواشي
* أسلوب لطم الخدود وشق الجيوب في الشأن المريخي لايفيد، لنفكر بواقعية ونعتبر أنفسنا في (ورطة)… مطلوب منا التفكير بهدوء لرسم خارطة طريق تفضي بنا إلى بر الأمان.
* أية إنفعالات واندفاع والتحامات وصدامات ستنعكس على أشكال الحلول القادمة للأزمة الإدارية بالمريخ.. فنحن عند مفترق الطرق.. فإما أن نسلك الطريق العقلاني ونخرج من الأزمة بأقل الخسائر.. أو نختار هذا الطريق العجيب وننتقل من أزمة إلى أخرى أكبر..!!
* في الأربع سنوات الماضية كانت الإزدواجية في أنهم يرون الكاردينال رئيساً مثالياً للهلال، رغم علمنا التام بأنه سبقت له (الإدانة الجنائية)، بينما هم يرفضون سوداكال لأنه (متهم) بجرائم إحتيال… والآن نقبل فكرة أن يكون هشام السوباط رئيساً لنادي الهلال، برغم ضلوعه في قضايا فساد وملفات ساخنة مازالت مفتوحة في نيابة الثراء الحرام، والسوباط أيضاً معروف بعلاقاته مع فطاحلة الفساد بالنظام البائد، بينما يضع البعض العراقيل أمام حازم مصطفى لمجرد أنه شريك أحد منسوبي النظام السابق..!!
* القصة وما فيها أمزجة بعض أصحاب الأجندة في جعل من يحبون شريفاً ومن لا يريدونه فاسداً..!
* هذا برغم أنني أرى أن الكاردينال قدم تجربة تستحق الوقوف عند مكاسبها.. فقد أصبحت جزءً من التأريخ..!
* بإمكان المريخاب إستدراك مواطن السوء في مجلس الإدارة وإعادة قيد اللاعبين مطلقي السراح بدون إقحام الملف في مزايدات المعارضة.
* إذا غادر رمضان عجب ومحمد الرشيد والتش كشوفات الفريق فالمسؤولية لاتقع على عاتق المجلس فقط وإنما هي مسؤولية كل من ينتمي للمريخ ويدعي عشقه.
* نتيحة الإساءات المكتوبة واللافتات المرفوعة ستكون وبالاً على المجتمع المريخي في السنوات المقبلة.. ذلك لأنها نتيجة لانتشار ثقافة الإستعداء والصراعات ونتيجتها أن أي شخص محترم ومن أسرة محترمة لن يقبل المغامرة والعمل في هذه البيئة المشحونة بالعداوات… وسنبحث عن أسوأ نماذج الإداريين في السنوات القادمة.. ولن نجد..!
* إنه الإنهيار الإجتماعي لو تعلمون..!
* لو افترضنا أن هذا المجلس قد استقال، وأصبحنا فجأة أمام عملية إختيار لجنة تطبيع، مع سوء علاقات المريخاب بإتحاد الكرة، فكم من الوقت نحتاج لكي نجسر هوة الفراغ الإداري..!!؟
* في المريخ مكونات إيجابية بإمكانها التصدى للمسؤولية مؤقتاً، مثل (مريخاب سند الكيان).. ولكن الحلول المطروحة على المدى البعيد غير مبشرة على الإطلاق..!
* لجنة تطبيع يعني أن هنالك إنتخابات ستعقد بعد ثلاثة أشهر أو أربعة.. فهل نحن جاهزون؟
* لن يستقر المريخ إلا بتعظيم دور الجمعية العمومية والعضوية، وأن يتحول النادي من مجتمع همجي وهتافي وفوضوي لمجتمع منظم يقوده أناس مؤهلون، ويعترف باللوائح التنظيمية ويتمسك بتطبيقها..!
The post المريخ.. منطقة كوارث..!.. بقلم ابو عاقلة اماسا appeared first on السودان اليوم.