غير مصنف --

حيدر المكاشفي يكتب: حكومة عريضة المنكبين..شلولح

(قحت تخطط لزيادة مقاعد المجلس التشريعي والوزارات)، العنوان ما بين القوسين كان هو المينشيت الرئيس لصحيفتنا (الجريدة) الصادرة أمس، وفي التفاصيل ان قوى الحرية والتغيير تخطط لاضافة 150 مقعدا جديدا للمجلس التشريعي لتصبح جملة مقاعده 450 مقعدا بدلا عن ال300 مقعد المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية، كما تتجه (قحت) أيضا لزيادة عدد الوزارات الاتحادية بتفكيك بعضها فيصبح عددها فوق الواحد والعشرين وزارة الذي نصت عليه الوثيقة الدستورية، أما ما لم يقله المتحدث باسم المجلس المركزي للائتلاف الحاكم المعروف اختصارا بـ(قحت) فيما نقله عنه موقع (سودان تربيون)، هو أن كل هذه الزيادات المزمعة في المناصب السلطوية بما فيها المقاعد الثلاث التي ستضاف الى مجلس السيادة ليرتفع عددها الى اربعة عشر بدلا عن احد عشر، تفرضها الحاجة لتوفير مناصب سلطوية في مستويات الحكم الثلاث للموقعين بالأحرف الأولى لسلام جوبا الذى تم توقيعه الاثنين الماضي، وعطفا على هذا الذي تتجه (قحت) لاقراره فان الحكومة المنتظر تشكيلها ستكون بلا شك عجزاء ممتلئة ومربربة وسمينة وأمينة تمشي الهوينى كما يمشي الوحي الوجل، وفيلم الحكومة العريضة هذا سبق ان عايشناه كثيرا خلال العهد البائد، فقد كان النظام (البايت) كلما وقع اتفاقا جزئيا مع حركة حركتين لجأ لتكوين حكومة عريضة واستمر على هذا المنوال حتى آخر حكومة عريضة انتجها (حواره الوطني)، وشخصيا كنت كلما كونت حكومة عريضة أتذكر تلقائيا بيت الشعر الركيك للشاعر المتسلبط عادل إمام الذي قال فيه (ورجل ضخم الجثة، عريض المنكعين، مفتول العضلات، مشتهم الأبعاع، شنكول الحركات، مشرئب الفلنكات، شلولح)، وذلك في معرض رثائه للراقصة عنايات التي قتلت غيلة وغدرا في المسرحية الشهيرة (شاهد ما شافش حاجة) والمعنى واضح، وما اشبه بارحة اتفاقات ابوجا والدوحة وما بينهما بليلة اتفاق جوبا، نفس الملامح والشبه والمحاصصة الخالق الناطق وكأننا لسنا في عهد ثورة وتغيير، وما يزيد طين المحاصصة المرتقبة بلة، أنها تأتي فى ظروف اقتصادية بالغة القسوة والسؤ، ففى مثل هذه الظروف (المنيلة) تكون الحاجة اكبر لتخفيض النفقات الحكومية وترشيد الصرف على الوظائف العليا وتوابعها من مخصصات وامتيازات وسفريات ونثريات، وهذا يتطلب تخسيس وترشيق القوام الحكومي وليس العكس، والرأي عندي طالما انه لابد مما ليس منه بد بأن تفسح الحكومة فى مجالسها لاستيعاب الموقعين من المسارات الخمسة، ان يكون ذلك من ضمن الكوتة المقررة أصلا فى الوثيقة الدستورية باخلاء مقاعد وزارية وسيادية وتشريعية للقادمين الجدد، وليس باضافة مقاعد جديدة تزيد الحال ضغثا على أبالة، والرأي عندي كذلك أن الحكومة العريضة لن تكون لها جدوى، طالما أن المواطن الذي ستحكمه هذه الحكومة العريضة، يظل ضعيفا هزيلا مقهورا رقيق الحال، الأهم قبل الحكومة العريضة أن يكون المواطن هو الأعرض، قوي الشكيمة مفتول العضلات متعافي البنية وصحيح البدن، عزيزا مكرما موفور الكرامة حرا أبيا، متعلما متحضرا، ولصياغة مثل هذا المواطن العريض، لابد من قفة عريضة وعلاج مجاني وتعليم مجاني ورغيف كبير ومواصلات فاضية، وحرية وديمقراطية ونظافة يد ونقاء وجدان، فالانسان هو أغلى وأثمن رأسمال في الوجود..

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى