غير مصنف 2

لا للنموذج المصري

خاص السودان اليوم:
قامت الثورة الشعبية لازالة الاستبداد ونجحت بفضل الله تعالى وتضحيات الثوار فى ازاحة الطاغية ووضع حد للحكم الفاسد الذى جثم على صدور الشعب السودانى لثلاثة عقود يفسد فى الأرض ويهلك الحرث والنسل ، وتنفس الناس الصعداء وهم يشهدون تفكك النظام الفاشى ، وكان تصميم الجميع على إقامة الحكم المدنى والديموقراطى ووضع حد للحكم العسكرى احد أهم المقررات غير المدونة للثورة السلمية الظافرة ، وقد تيسر للناس ان يروا نتاج جهدهم متمثلا فى ارساء الشراكة بين العسكر والمدنيين فى الحكومة الانتقالية تمهيدا للوصول الى الحكم المدنى الذى ينشده الجميع ويريدون ان ينتهى فى السودان حكم العسكر ومغامراتهم الطائشة وانقلاباتهم التى عانى منها السودان كثيرا .
واليوم ونحن نعيش حلم وامل اصلاح الحكم والسعى الجاد لمعالجة أى قصور فى هذا الجانب حتى يتم تطوير التجربة وصولا ال. أفضل طريقة ممكنة ، فى هذا الوضع نتفاجأ ببعض الاصوات النشاذ التى يلزم التصدى لها واسكاتها وايقافها عند حدها ، واحد أهم هذه الدعوات السيئة والتى لايمكن القبول بها ما عرفت بتفويض الجيش لانقاذ البلد وعذا يعنى الدعوة لانقلاب عسكرى الأمر الذى يبين خطأ هذه الفكرة واهمية بيان مدى الضرر المرتب عليها .
وفى الأنباء ان مجموعات شبابية خرجت يوم الاحد في مسيرة أطلقوا عليها “مليونية تفويض الجيش”، وتاتي الخطوة في ظل تفاقم الاوضاع الاقتصادية في البلاد والامنية في عدد من الولايات دون ان يقابل ذلك اي معالجات او تدخل من قبل حكومة حمدوك.
ويعتبر الشباب الذي خرجوا في التظاهرة ان اهداف الثورة لم تتحق بل ان الاوضاع الاقتصادية باتت اسوا مما كانت عليه في عهد النظام السابق الامر الذي يتطلب تدخل الجيش لتمكينهم من انشاء لجانهم ومؤسساتهم التى يمكن ان تعينهم في احداث التحول دونما تدخل سياسي.
ويرى الشباب في تأكيد البرهان في خطابه الأخير بأنهم في القوات المسلحة رهن اشارة الشارع للتدخل كما فعلوا من قبل ويرون ان فرصة مواتية ليمنحوا الجيش هذه الفرصة لكي يتدخل لأنه لا أمل يلوح في الأفق.
ان هذا الكلام لايمكن القبول به فالشباب الذين ضحوا بكل غال وصولا الى تقديم ارواحا فداء للوطن ومهرا للحرية والكرامة هم مطالبون بحماية ثورتهم التى رووها بدمائهم
ولابد ان يعملوا جميعا على حمل الحكومة قسرا على الاصلاح وذلك عن طريق النصح وإن لم تستجب فسلاح الشارع أقوى سلاح وهو حاضر للدفاع عن الثورة والحفاظ على مكتسابتها ، ولابد ان يحرص الجميع على قطع الطريق أمام أى دعوة للانقلاب العسكرى فهو من حيث المبدأ مرفوض ولايمكن القبول به واعتباره حلا.
لانريد النموذج المصرى فقد استلم عبد الفتاح السيسى السلطة بحجة التفويض من الشعب
وهاهى مصر تعيش اليوم دكتاتورية كما فى عهد مبارك ، ونحن هنا لن تقبل إعادة الدكتاتور المخلوع فى شخص البرهان.
لا للانقلاب العسكرى
لا للنموذج المصرى
لا للتفريط فى الحكم المدنى

The post لا للنموذج المصري appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button