غير مصنف --

عبداللطيف البوني يكتب: انتخبوا اسحاق الحلنقي (الرمز قلب)

(1 )
ما يحدث في كسلا من اضطرابات بسبب تعيين الوالي امر مخيف و خطير فالاصطفاف القبلي من الاصطفافات الممقوتة والمتعارضة مع الحداثة والتطور وان يحدث هذا الاصطفاف في مدينة فالامر يصبح كارثة ونذير شر مستطير فقد عرفنا الصراعات القبلية في البوادي والارياف حول الماء والكلا والثارات العارضة ولكن ان تنفجر القبلية وبهذا الشكل في مدينة كبورتسودان وكسلا فهذا امر لا مبرر موضوعي له مما يعني أنه أطماع خاصة متعلقة بأفراد وجهات معينة أو جهات متربصة بالسودان ثم ثانيا أن يحدث ذلك في كسلا المرتبطة في الوجدان السوداني بالطيبة والجمال والوداعة (كسلا الوريفة الشاربة من الطيبة ديمةكم اسر فنان جمالها وخلى قلبه عليها غيمة ) , (فراش القاش ) و (مياه توتيل) و(ياكسلا يامخضرة) و(مين للمابيعرف طيبة عيون كسلا) و(منقة كسلا حلوة الصافي لونها| تومتي فريدة وغرب القاش سكونها) ليتحول كل هذا الى نيران مشتعلة وصوت جبخانة ورائحة بارود فإن لهذا رمزيته التي لها ما بعدها.

(2 )
لقد كان رفض الوالي المدني الذي تم تعيينه ليس لشخصه فصالح عمار ليس له أي عصيبة قبلية ولم يكن مشغولا بها انما كان ناشطا سياسيا تاسيسا على فكر سياسي بحت ولكن الرفض له قام على اساس قبلي فكان رد الفعل قيام دعامة قبلية لذات الوالي بعبارة اخرى لقد اصطف خلف الوالي أبناء قبيلته الذين لم تكن لهم به صلة فاصبح الهم هم قبلي وهذا يعني أنه إذا تم تغيير الوالي فإن قبيلته ستكون بالمرصاد للقادم الجديد او تتجرع الهزيمة وهذا ربما لن يحدث فإذن المعركة خرجت من الإطار السياسي للإطار الاجتماعي وهذا هو مكمن الخطورة لأن النسيج الاجتماعي إذا انفتق يصعب رتقه عكس الإطار السياسي الذي هو ليس بنسيج إنما إطار ويمكن إعادة تركيبه اذا تفكك و بكل سهولة والخوف كل الخوف ان تدخل الاجندة التي نخشاها في هذا الشج الناتج من فتق النسيج الاجتماعي وهذه الاجندة قد تكون داخلية او خارجية او من الاثنين وهي حتما اجندة خبيثة الا لما توسلت بالموت والدمار والخراب.
(3 )
في تقديري أنه يمكن إرجاع الصراع الدائر هناك إلى إطاره السياسي الذي نشأ منه أي تفريغه من النسيج الاجتماعي وذلك بإجراء انتخابات ولائية في ولاية كسلا انتخابات لاختيار وال ومجلس تشريعي نعم انتخابات عديل كدا وبقانون مؤقت يصدر من المجلسين (السيادة والوزراء) نعم الوثيقة الدستورية الانتقالية نصت على ثلاث سنوات ولكن ذات الوثيقة قد انتهكت وعدلت كذا مرة ولأسباب هائفة فكيف لاتطوع لإيقاف نزيف الدماء ؟ نعم قد تحدث حالة اصطفاف قبلي في حالة الانتخابات ولكنه سيكون هذه المرة اصطفاف لاهداف سياسية وليس لشرف القبيلة والذي منه فسوف تحدث تفاهمات وتكتلات قبلية في حالة الانتخابات تعيد ترتيب الاوضاع وسيكون الصراع صراعا ناعما (الفانوس حرق القطية) و(اكلو توركم وادو زولكم) و (نحن فوق عزنا قبايل ما بتهزنا )فالانتخابات هي الحل المنطقي والذي يجب ان يقبله الجميع لانه يسقط الدعاوي ولانه الموية التي سوف تكضب الغطاس ولكن المؤكد انه سيكون مرفوضا في الخرطوم وليس في كسلا , اما لماذا ؟ فاسالوا العنبة الرامية في …

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button