غير مصنف 2

أنقياء الهلال..!!.. بقلم كمال الهِدى

السودان اليوم:
* ضحكت حتى بانت نواجزئ للعبارة التي ختمت بها فاطمة الصادق مقالها بالأمس، أعني قولها بأنها وبعض (الأنقياء) من أبناء الهلال سوف يناهضون تعيين هشام السوباط رئيساً للجنة التسيير في الهلال!
* فهذه العبارة وحدها تلخص حالنا، لا حال مستشارة رئيس الهلال السابق ومديرة قناته وصحيفته (التطبيلية).
* فما كان لفاطمة أن تعيش (وهمة) مثل هذه لو لا وجود عدد ليس بالقليل من الأهلة المغيبين والسذج والمتكسبين الذين خلقوا حولها هالة وجعلوا منها أستاذة كبيرة لدرجة أن بعض كتاب الهلال الذين يفوقونها عمراً وتجربة صاروا يسبحون بحمدها ويسعون لكسب رضاءها، (لتطويهم) في النهاية تحت جناحها وتصبح مديرتهم في هذا الزمن الأغبر.
حاول بعضهم إيجاد مبررات واهية لعملهم معها في جريدة الهلال بحجة أنهم يكتبون من أجل الكيان، وأن الإنتساب لجريدة الهلال شرف لأي أزرق، لكنه كلام لا يقنع حتى أولئك الأطفال الذين غنوا (قوة البشير قوة فاسدة).
فقد ظل جُل هؤلاء يعارضون الكاردينال بشراسة، بل ويسبونه ويشتمونه ليل نهار، فكيف توقعوا أن يقنعوننا بخطوتهم الأخيرة المخجلة بالعمل تحت إدارة فاطمة في صحيفة يعلمون قبلنا أنها ما عادت للصدور إلا بعد أن شعر الكاردينال بأن نافذة (الأسياد) أُغلقت في وجهه!!
أجد بعض العذر لمن اعترفوا ضمناً أو صراحة بأن التحول لجريدة الهلال فرضته بعض الظروفه المادية.
لكنني لا أحترم من راوغوا وناوروا وحاولوا إيهام الأهلة بأن مصلحة الكيان اقتضت ذلك.
فالهلال ظل موجوداً طوال الفترة التي سبقت إصدار الصحيفة والكاردينال ربيب الكيزان وصديق البشير وعائلته والمتكسب من نظام المفسدين والقتلة والمجرمين هو نفسه لم يتغير، فلماذا تبدل موقفكم أنتم؟!
ألعبوا غيرها.
فقد طبلتم وهللتم خلال الفترة القصيرة التي سبقت مغادرة الكاردينال وأشدتم بفاطمة و(تعاملها الراقي) وحاولتم إن توهموا الأهلة بأنه لا يوجد بديل للكاردينال في الهلال.
هذا كان حال بعض الأقلام الهلالية، فما بالكم ببعض المشجعين البسطاء والسذج وعديمي المواقف الذين دعموها وساندوها ضاربين بعرض الحائط كرامتهم المهدورة، وغاضين الطرف على سبها واستحقارها لكافة أهل السودان بذلك المقال الذي وجدت عليه التكريم من قادة نظام البؤس والفساد والإجرام.
مش ليها حق تقول أنها وبعض (أنقياء الهلال) سيناهضون رئاسة السوباط المفترضة!!
من تقصد فاطمة يا تُرى بعبارة (مجموعة من أنقياء الهلال)!!
أخاف أن يكونوا بعض من تماهوا معها في الآونة الأخيرة من كتاب الهلال.
ما أن خطت فاطمة كلماتها وهاجمت تعيين السوباط كرئيس للجنة، تدافع الكثير من أبناء الهلال الأنقياء حقيقة لتأييد فكرة تعيينه كرئيس مؤقت للهلال.
فقد تجولت بين بعض المواقع، وطالعت عدداً من رسائل الأهلة الأوفياء لكيانهم والحريصين عليه حقيقة فوجدتهم مع السوباط.
وليعذرني هؤلاء الإخوة الأنقياء فعلاً لا قولاً في تقديراتي المختلفة للوضع.
إن مضينا في هذا الموقف فربما أوقعنا ذلك في لأن خطأ مركب.
أراكم بهذا الموقف والدعم السريع للسوباط قد منحتموها شرفاً لا تستحقه عبر تبني الموقف الذي ناهضته هي، وفي ذلك إعتراف ضمني بتأثيرها الكبير على الأحداث الهلالية.
وهذه بالطبع ليست مشكلة هؤلاء الأهلة الأنقياء، بل أزمة الكثير جداً من أبناء النادي ولاعبيه القدامي وإدارييه المخضرمين الذين تقاعسوا كثيراً وأهملوا ناديهم وتركوه لقمة سائغة لأمثال الكاردينال ومن أحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم.
والأمر الثاني يتعلق بالسؤال: من يضمن لنا أن موقف فاطمة من السوباط موقف أصيل وحقيقي؟!
قد يبدو ذلك احتمالاً بعيداً، لكنني أتذكر جيداً يوم أن سعى الكثيرون (رسميين وشعبين) لإقناع دكتور شداد بالعودة لرئاسة الإتحاد.
وقد كان رأيي يومها أنهم أرادوا بذلك التأمر على الرجل وتلطيخ تاريخه الناصع، وهو ما بدا واضحاً بعد ذلك.
أليس من الممكن أن يكون القصد من مقال فاطمة دفع الكارهين لكتاباتها ( وما أكثرهم) دفعاً حتى يؤيدوا السوباط؟!
أفترض ذلك من واقع الشبهات التي تحوم حول الرجل، وإرتباطه بنظام المخلوع وثرائه الملحوظ في العشر سنوات الأخيرة من عمر نظام المفسدين، ففي هذه الحالة يكونا متفقين لا مختلفين كما يظهر على السطح.
لا أملك حتى اللحظة دليلاً على الإتهامات الموجهه للسوباط، ولذلك لن أستطيع أن أرفض تعيينه بحجة أنه كوز أو فاسد.
لكنني فقط أدعو للتأكد أولاً من أن موقف فاطمة منه حقيقي لا مزيف، وأنه فعلاً لم يتكسب من صفقات مشبوهة.
لأننا لو جزأنا المباديء فسوف نتعب كثيراً.
ليس بالضرورة أن ننتظر حُكم محكمة حتى نرفض أو نقبل شخصية ما لرئاسة نادينا العظيم.
هذا أمر كان من الممكن قبوله لو كنا في ظروف عادية.
لكننا نعلم جميعاً أن من حكمونا فاقوا إبليس شراً وسوءاً وخيانة وفساداً في الأرض.
لذلك لا يفترض أن ننجر وراء كل من يملك المال.
وهذه هي المأساة وأس البلاء.
فقد بدأت أزمات الناديين منذ أن وجد كيزان السجم ضالتهم في صلاح إدريس وجمال الوالي لرئاسة (أكبر حزبين في البلد) حسبما ذكر المخلوع بعضمة لسانه.
وقتها فرح الكثيرون بأن الرجلين وفرا مالاً كثيراً أحدثا من خلال نقلة نوعية في جودة اللاعبين والمدربين وإقامة المعسكرات الخارجية.. الخ.
لكنني رددت مراراً أنهما فتحا المجال واسعاً لفساد غير مسبوق في الوسط الرياضي، لا سيما في مجال الصحافة الرياضية.
وكنت على ثقة بأن القادم بعدهما سيكون أسوأ لكونهما قضيا على أي أملِ في الإدارة المؤسسية للنادييين.
صحيح أن الفترة التي سبقت رئاستهما للناديين الكبيرين لم تشهد نظاماً مؤسسياً ، لكن على الأقل لم يكن الاستقطاب وسط الصحفيين مثلما ظهر إبان فترتيهما.
فقد تمترس مع الرجلين عدد مهول من الصحفيين، ولم يعد هناك معارضون سوى بعدد أصابع اليد الواحدة.
ومع الصرف البذخي من أموال لم نعرف لها أصلاً نال الصحفيون حظهم أيضاً وصارت التعصب أهم مقومات الصحفي الناجح.
فتشكل المعسكر المريخي بزعامة مزمل وشلته حتى لم نعد نرى أقلاماً تناهض فساد وفشل مجلس الوالي بإستثناء عدد قليل جداً.
وفي الهلال تقلب بعض المعارضين لمجلس صلاح في المواقف، فتارة كنا نراهم يسلخونه سلخاً، ومرة نجدهم ضيوفاً على صالون بيته بكافوري!
إذاً الهدف لم يكن مصلحة أي من الناديين، بل ظلت المنفعة الخاصة هي العامل الحاسم في العلاقة بين الكتاب ورئيس الهلال أو المريخ.
لذلك كان طبيعياً أن نصل لعهد الكاردينال الذي ساءت فيه الأمور بدرجة غير مسبوقة.
وخلال هذه الفترة المظلمة في تاريخ الهلال التقط الرشيد وفاطمة القفاز من مزمل واستنسخا الدور الذي كان يلعبه في المريخ أثناء فترة الوالي.
كل ذلك يجعل من سوء القادم أمراً محتملاً، لهذا كان عشمنا كبير جداً في أن يتصحح الوضع في الهلال بعد قيام ثورة لا تبقى ولا تذر.
لكن للأسف قامت الثورة، دون أن نشهد تغييراً كبيراً حتى على مستوى الدولة، فما بالكم بالهلال.
كل ما نعانيه سببه دكتور حمدوك وحاضنة حكومته السياسية.
فلو أنهم سمحوا بإكتمال ثورة الوعي وطهروا البلد من أوساخ الكيزان بدءاً بالإعلام وإنتهاءاً بالمجالات الإقتصادية في البلد لما عانى الأهلة في الإلتفاف حول لجنة تسيير لا فيها شق ولا طق.
لكن الصورة الضبابية التي انتهت إليها الأمور في ثورتنا جعلت كل شيء ممكناً.
فلا تندهشوا كثيراً من نكران فاطمة لـ (كوزنتها) التي ما احتاجت لرفع الضوء.
فقد سبقها في هذا النكران الكثيرون ممن سمحت لهم حكومة الثورة بلعب ذات الأدوار التي كانوا يؤدونها خلال حُكم المخلوع بتضليل الناس والتظاهر بثورية مزيفة والظهور الدائم في قنواتنا الفضائية، الخ كل ما يؤذي ويفطر الأفئدة على أرواح الشباب الذين قدموا دماءهم فداءً لهذا التغيير.
إن إلتفت الغالبية حول السوباط فسوف يتولى رئاسة اللجنة.
ويبقى أملنا في أن فترته مؤقتة.
فهل سيستطيع أن يحقق خلالها ما يحلم به الأهلة من وضع أسس العمل الإداري النظيف والشفيف الذي يمكن أن يؤدي لجمعية عمومية حقيقية لا صورية تختار الأصلح والأميز و(الأنقى) لخدمة هذا النادي العريق!!
إن كان فيه عشم في تحقيق ولو اليسير من ذلك فعليه أن يراجع بداياته، وأن يسعى لدخول قلوب الأهلة عبر البوابات الصحيحة.
الصحافة الهلالية لم تعد مدخلاً ملائماً لأي إداري جاد راغب في خدمة الهلال.
فالكثير من الصحفيين يبدلون مواقفهم كما يستبدلون قمصانهم.
ومن يرغب في خدمة الكيان أكثر من سعيه لتلميع نفسه عليه أن يخاطب جماهير النادي عبر المنصات الملائمة.
ولفاطمة التي تسخر من مريخية وكوزنة السوباط أضيف أن كل عبارات مقالك من شاكلة ” مش ده نادي الحركة الوطنية” ” مش ده الهلال نادي القيم والأخلاق والتربية” ” مش ده النادي الحارب الإنجليز وانطلقت منه شرارة الإستقلال” الكلام ده حقيقي ولا كنتوا بتغشوا فينا” ألخ.. كل هذه العبارات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ضعف إنتمائك للهلال وأنكم بكاردينالكم أردتم تدمير كل جميل فيه.
ولا أنكر حقيقة أنكم نجحتم في مساعيكم للحد البعيد، لكن إستعادة بريق الهلال ومكانته العظيمة ستظل أحد متطلبات ثورة ديسمبر المجيدة التي لم تتحقق بعد.
ويوم أن ينجز الشعب أهداف الثورة كاملة سوف يتغير حال الهلال كغيره من مؤسسات وكيانات البلد للأفضل بإذن الكريم.
#نادي_الشعب
#صفحة_الهلال
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

The post أنقياء الهلال..!!.. بقلم كمال الهِدى appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى