السودان اليوم:
واضح ان ناس جماعة المدنية تتنكبهم المدنية..
تنقصهم كثير من (الشطارة) وبعض (اللحلحة)..
وعلي كل هذا تعوزهم خطة واضحة ومنهجية لإدارة البلاد..
والذي يفاجئه النهار وهو في طريقه نحو القصر لا ينبغي أن يتشكي من الشمس..
ولنأخذ مثالين فقط..
الأول شركات الجيش..
والمثال الثاني والي كسلا المدعوم من السليك.
في شركات الجيش انحشرت البغلة في الابريق بلا داعي وعلق حمدوك أدرانه هذه المرة على الشماعة الخطأ..
توهم أن كلماته ستداوي أمر اخفاقه بينما يستمر جريان العسل بينهم وبين العسكر دون أن تتأثر العلاقة..
خاصة وان البرهان (سردب) في أكثر من مرة وتغاضى طرفه عن كثير …
(بقت على شركات الجيش؟!) ..
كان حمدوك حالماً في خطابه وعيياً في منطقه!.
فلنقل معه أن تسليم الشركات لوزارة المالية هو الحل، فهل أعدت الحكومة عدتها لاستقبال تلك الشركات الناجحة أم أن الأمر:
(يا غرق … يا جيت “غارقها”)..
بلا شك هي خطوة أخرى نحو ظلام محتوم مضافاً الى ظلامات سوابق التسفل الاقتصادي الذي نُرزل إليه على مدار اللحظة..
ما لمست الحكومة شيئاً إلا ونزعت منه البركة و(جابت خبرو) !!
وفي افادة السيد نائب رئيس لجنة التمكين ما يدعم خطل الرأي القائل بتسليم المالية أمر ادارة النشاط الاقتصادي..
الفكي اعلن ان كل ما بيد لجنة التمكين يقبع تحت ايدي غير مدربة والهلاك العيني هو مصيره المحتوم..
وحتى لو أُنفذت رؤية اللجنة بانتقال الأموال (المستردة) الى وزارة المالية فإنه سينتقل من ايادى غير مدربة متطوعة الي ايادي حكومية غير مدربة!!
وهل من ضمن وظائف المالية أمر ادارة تلك المؤسسات؟!
وكيف تستطيع؟!
الأصل أن ولاية المالية على المال العام هو ضمان حصول الدولة على عوائد معلومة من جملة النشاط الاقتصادي بعد ان تكون ان انجزت خطتها وتشريعاتها…
دخولها الملعب يفسد الملعب كما وانها ستقوم تماما بإبعاد كل تلك الروح الحيوية المبثوثة في النشاط الاقتصادي المنفتح والمرن واستبدالها بالروتين عقيم و(التمر المسوس)..
توقيت تصريحات حمدوك نفسها لم تكن موفقة فقد قال قبلها بساعات عن الشراكة مع المكون العسكري ما لم يقله (قيس) في (ليلى).. حتى ظننا انه سيورث الجيش بقية الفترة الانتقالية..
واظنه لم يجر تقدير الحساب المطلوب لوقع كلماته وتأثيرها…
والدليل على ذلك أن حمدوك قالها و(تكرفس) بعدها..
لم يكررها مرة أخرى ولم يتجاسر ويتجشم عناء التعليق على ردة الفعل العسكرية الحاسمة..
حتي مجلس الحرية والتغيير جلس وانفض دون الاشارة او التلميح لتصريحات البرهان والعطا..
وحده (الواثق كمير) من هناك أدلى بدلوه مناصراً حمدوك على طريقة:
(المديدة الحارة)..
توقعوا بعد توقيع السلام بالأحرف الأخيرة أن (عناصر السلام) ستكون (عناصر الخصام)..
لم يكن حمدوك يحتاج أن يصالح شعبه على حساب الجيش..
فلا الجيش يرضي ولا الشعب مغفل.
المثال الثاني هو ما يحدث في شرق القلب جوار الرئة..
كسلا..
بينما كان الجميع ينتظر نهايات حكيمة لازمة تعيين الوالي، حاولت بعض العناصر تحويل ذلك الانتظار لصالحها عبر تحشيد الناس وانجاز صرخة مسموعة لصالح الوالي المختار علي نحو مريب..
ذات الصرخة اضافت تراجعات مذهلة لفرص صالح عمار في الظفر بالولاية..
لتصير المعركة حشود مقابل حشود..
و(الحشاد يملا شبكتو)..
منذ اللحظات الأولى خسرت قوي عمار المعركة..
بينما تضيع في كل يوم فرصة الحكومة في قراءة المشهد السياسي والاجتماعي السوداني علي حقيقته..
ببساطة تنصيب عمار سيفسد ما بين (البني عامر) و(الهدندوة) وما بيننا والشرق..
لم يحدث في تاريخنا ان حظي تعيين والي او حاكم إقليم بمثل هذا الاحتقان الحاصل!!..
الزمن لن يحلها في كسلا، كما أن وادي سيدنا (واقفة قنا)..
The post مباريات مصيرية حاسمة في (وادي سيدنا) و(كسلا)!!.. بقلم اشرف خليل appeared first on السودان اليوم.