السودان اليوم:
تحكي الطرفة أن الجد قال لحفيده: جايين عندنا اليوم ضيوف أستاذك بالمدرسة … فلازم (تتدسا) عشان انت غبت من المدرسة اليوم …!! ، أجابه الحفيد: (روح إدسا انت عشان أنا قلت ليهم انك أتوفيت).
الطرفة تحكي حال طالب مشاغب يتهرب من مسؤولياته باختلاق الأعذار حتى لو أدى الأمر إلى أن يكذب بوفاة جده.
أمس حطت على البلاد شخصيتان من العيار الثقيل، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ورئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد ،بينما تأجلت زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان التي كان مقرراً لها اليوم.
الزيارات تأتي وسط غيوم مُلبدة وأجواء ملغومة واحتقان عالٍ مصنوع باحترافية بين المكون العسكري والمكون المدني .
الأمر السيئ أن حالة من نشر الغسيل القذر قد سادت الموقف بين شركاء الفترة الانتقالية، وتم نشر هذا الغسيل على الحبل مع مقدم الضيوف، والشاهد أيضاً أنه من أبجديات استقبال الضيوف في البيت السوداني، عدم نشر الغسيل أمامهم.
المشكلة تجاوزت نشر الغسيل والتلاسن الأخير بين رئيس الوزراء ورئيس مجلس السيادة ذلك رغم أن لغة الأخير كانت حادة وعنيفة حيث قدم فاصلاً من (الردحي ) تجاوزت المشكلة ذلك إلى كذبة تشبه الطرفة أعلاه وما قاله ذلك الحفيد للأستاذ بأن جده مات .
الشاهد ان الضيوف وصلوا ووجدوا أن (الجد) حيٌ يرزق ….!!! ، وأن حديث ذلك التلميذ لم يكن إلا تهرباً من أداء الواجبات المدرسية …!!
حسناً، أمس حط الأستاذ رحاله داخل بيتنا، وشاهدتم بأعينكم (الرجفة) و(الكبكبة)، وشاهدتم العصير وهو يندلق، والعوازيم لتناول الشاي والقهوة ….!
أمس مر علينا الأسياد الحقيقيون وحكام الوطن، ويستمر مسلسل الترضيات والتنازلات، وهذا دوماً حال البيوت الهشة، فإذا كنا غير قادرين على وحدة الصف الداخلي، فنحن لسنا قادرين على تقديم العصير للضيوف دون أن يندلق شيء منه على الأرض.
أسوأ إحساس يمر على شعب أن يشعر أن ولاة أمره يعانون الضعف والفشل ، ولا يقوى عودهم إلا في حروبهم ضد بعضهم البعض.
خارج السور:
أسودٌ على بعضهم ونعامٌ مع العالم الخارجي.
The post عندنا ضيوف.. بقلم سهير عبد الرحيم appeared first on السودان اليوم.
