السودان اليوم:
(1)
الجمعة الماضية رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك، يجزم بأن هنالك جهات تشتري الذهب بأسعار أعلى من السعر العالمي، وفيما سكت رئيس الوزراء عن تسمية تلك الجهات التي تمسك بالمعاول لهدم وتدمير اقتصاد البلاد، تبرع اتحاد الصاغة في اليوم التالي «السبت»، وكشف عن تلك الجهات ـ التي تستحق في نظري الإعدام في الميادين العامة ـ ، ويقول اتحاد الصاغة إن الذي يشتري الذهب بأكثر من سعره الرسمي وأكثر من السعر العالمي هي شركات حكومية ..
درجت هذه الشركات على إرسال مناديب لها معروفين يرفعون السعر بصورة تشي بقصد التدمير الممنهج للاقتصاد، ويقوم مناديب الشركات الحكومية هؤلاء، بعمل المضاربات الكفيلة بإحداث الانهيار الكامل للاقتصاد بارتفاع خرافي لأسعار الذهب والدولار، وهو عمل يسير جنباً إلى جنب مع التدمير الذي تشهده عمليات صادر الثروة الحيوانية..
(2)
المصيبة الكبرى أن كثيراً من هذه الشركات الحكومية والتي يُفترض أن تكون تابعة في الأصل لوزارة المالية، تمارس هذا النشاط الإجرامي، وممارسات التدمير الممنهج بأسماء مستعارة … ثم يأتي بعد ذلك رئيس الوزراء يشتكي من ممارسات هذه الشركات «الأخطبوطية» التي تمسك بمدية صدئة وتقطع أوردة وشرايين الاقتصاد الوطني، وليس هذا فحسب، للأسف يخشى رئيس الوزراء حتى من ذكر هذه الشركات التي تمارس هذا النشاط الإجرامي ويكتفي بعبارة خجولة تنم عن ضعف وخوار حكومته (هناك جهات) ـ جهات إيه ياخ؟؟! ولماذا التستر على مجرمين يعبثون بأمن بلادنا وشعبها ويتلاعبون بأقواتنا وسيادتنا وعزتنا ومستقبل أبنائنا …
الحقيقة التي ندركها جميعاً، أن رئيس الوزراء يمتلك كل المعلومات عن هذه الشركات وممارساتها الإجرامية وتفاصيل تفاصيلها ونطاق وطبيعة عملها، أو هذا ما يجب أن يكون عليه الحال، كل التقارير الخاصة بنشاط هذه الشركات يجب أن تكون بداخل أدراج مكتبه، ويحقق فيه ويضع حداً لممارساتها القاتلة ومحاكمتها على الملأ… والسؤال الجوهري هنا والذي يثور بقوة : ما الذي يحول دون إلقاء القبض على رؤوس هذه الشركات ومحاكمتهم وردعهم ليكونوا للناس عبرة؟ ولماذا أمسك رئيس الوزراء عن ذكر هذه الشركات واكتفى بعبارة (جهات)، وهي شركات حكومية معروفة بحسب اللجنة التمهيدية لاتحاد الصاغة، وكان ينبغي أن تكون وزارة المالية لها الولاية الكاملة عليها، فلمن يشكو رئيس الوزراء(جبناك يا عبد المعين تعين لقيناك يا عبدالمعين تنعان).
(3)
لكن نعود ونقول إن (عبد المعين ) لم يجد عوناً حتى من الحاضنة السياسية لحكومته، بل وجد المكاجرات، والصراع السياسي داخل مكونات تحالف قوى الحرية والتغيير، وجد التخذل والمحاصصات وكل أدواء السياسة السودانية لم يتغير شيء ، وجد رؤوس كبيرة تحمل كل التناقضات والمكر وحسابات المصالح الخاصة والمنافع الذاتية والمكاسب الحزبية، وجد حمدوك ذات العقلية المتكلسة ، وذات الممارسات الإنقاذية الكيزانية ، والتي لا تزال سائدة وما ممارسة الشركات الحكومية من مضاربات في الذهب والدولار والتي كانت موضوع اليوم، إلا دليل على ذلك… اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ، وثق أنه يراك في كل حين.
The post جهات إيه ياخ؟؟!.. بقلم أحمد يوسف التاي appeared first on السودان اليوم.