السودان اليوم:
حركات الكفاح المسلح كما تحلو التسمية للحكومة الانتقالية. أو الحركات المتمردة كما كان يقولها البشير ومنسوبي نظامه السابق. والحركات التي تحمل السلاح كما نقولها نحن المحايدون أهل السلطة الرابعة. كلها أسماء لجهات واحدة قاتلت بسبب التهميش الذي لانعرف أين هو لأن كل أنحاء البلاد تعيش في الهامش حتي سكان الخرطوم لافرق بين الأزهري وكمل نومك. وعصرني وهماتيب… بؤس ومعاناة هنا وهناك… الحركات التي تحمل السلاح كان شرطها الأساسي هو ذهاب حكومة البشير لتعود للسلام… وتضع البندقية وتوقف الإحتراب… فذهب البشير وجاءت حكومة أخري لكنها لم تأت حتي الآن وظلت ترواغ وترواغ عام ونيف..
الوسيط الان بين الحكومة والحركات التي تحمل السلاح هي دولة جنوب السودان… وهذا أكبر خطأ كيف لدولة ناشئة وليس لها أي خبرات دولية في إدارة الأزمات أن تنال هذه المكانة التي لاتستحقها… الوسيط الذي دفعت به حكومة جنوب السودان ضعيف ولا يمتلك كاريزما إدارة الأزمات… أضف إلى ذلك دولة جنوب لا تقف موقف الحياد لأنها ظلت طوال فترة حكم البشير تدعم هذه الحركات وحتي الآن بكل ماتملك… بل الدعم اللوجستي يأتي عبر مطاراتها وطرقها وإنشاء المعسكرات لها… دولة جنوب السودان هي تعاني من خلافات داخلية تظهر كل مرة وتختفي.. ففاقد الشيء لايعطيه…
الحركات التي تحمل السلاح غير جادة في تحقيق السلام بين الرفض الواضح والصريح الذي ظل يلوح به عبد الواحد محمد نور.. وأسلوب المراوغة الذي ظل ينتهجه الحلو وغيره، مفاوضات تعقد وتنفص في جوبا وجولات ماكوكية لقيادات في للحكومة الانتقالية من الخرطوم الي جوبا وبالعكس ولم تحقق شيئا.. كل مرة نسمع تم الانعقاد وتعقد الجلسات وتظهر نقاط خلاف ترفع الانعقاد مرة ثانية الي أجل غير مسمى وهكذا ظل الحال أكثر من عام…
|هشاشة الوضع السياسي وضعف الحكومة أعطي فرصة كبيرة للحركات كي تتقوي وتفرض رأيها وظهر ذلك جليا عندما رفض الحلو رئاسة نائب رئيس المجلس السيادى لوفد الحكومة السودانية.. زيارة حمدوك لكاودا… وبالأمس القريب حضور وفد علي مستوي عالي من الحكومة الإنتقالية احتفالات حركة مناوي بجوبا مع التصفيق لها …
أن أردنا سلاما في هذا البلاد… يجب اولا ان تكون لنا حكومة قوية تمتلك قرارها، تفرض رأيها وهيبتها بالقوة وتضع السلاح وتحمل غصن الزيتون وتدع الحمائم تبيض وتقوقي لمن يريد سلاما صادقا…. ويجب علي الحركات التي تحمل السلاح أن تضع هذا الوطن نصب أعينها وتنظر للمواطن في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان الذي عاني من ويلات الحرب فقتل من قتل وشرد من شرد وتنسى المصالح الجهوية والأهواء الشخصية… فدعونا نعيش في أمن وسلام … ولك الله ياوطني..
The post من قتل الحمائم بغصن الزيتون؟.. بقلم ياسر الفادني appeared first on السودان اليوم.