غير مصنف 2

ما البديل؟.. بقلم محجوب مدني محجوب

السودان اليوم:
يقول الله تعالى في الآية القرآنية الكريمة على لسان فرعون (. . . قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) سورة غافر آية (٢٩).
القارئ لهذه الآية الكريمة قراءة سطحية يظن أن حالة الطغاة لا تتكرر إلا مع الكفرة في مواجهة الأنبياء المصلحين.
أما بنظرة عميقة وبفهم وبتدبر، وباعتبار أن قصص القرآن لم ينزلها الله إلينا نحن المسلمين إلا للعظة والعبرة، فسوف نجد أن حالة فرعون هذه تتكرر يوميا معنا، وفي كل تفاصيل حياتنا، في العمل، وفي الأسواق، وفي ممارسة الحكم، وفي كل مجالات الحياة.
ففي العمل يظهر لنا المدير برأيه لا ليأخذ أو يعرف موقفنا منه، بل لنعلم وننفذ، ويذهب مديرنا إلى أبعد من ذلك، فأي صوت يظهر عدم رضاه أو عصيانه فسوف يقوم بقطع لسانه حتى يكون عبرة لغيره، وإن كان رأي المدير يعطل العمل، ورأي صاحب الصوت يطور العمل.
وفي السوق كذلك ما أكثر الحالات التي نجدها، فالتاجر الجشع الطماع يعمل على القضاء على كل تاجر ينافسه، وذلك بالسيطرة على السوق بطرق ملتوية، وكل همه في ذلك ليس الربح، وإنما ليقول البضاعة عندي فقط والسعر أحدده أنا فقط.
أما الحاكم فحدث ولا حرج. والعجيب كل الطغاة يمارسون طغيان فرعون، وينسون مصيره في النهاية إما الغرق وإما الذل وإما السجن.
ظهر علينا المدعو علي عثمان محمد طه في آخر أيامه – والحديث هنا أيضا للعظة والعبرة – وهو في قمة صلفه وهنجعيته مدعيا أن خصمه مفلس، ولا يحق له أن يزيله هو من حكمه؛ لأن هذا الخصم ليس له بديل.
فهو الحق وغيره الباطل، وهو بهذا الأسلوب الفرعوني لم يمارسه فقط مع خصمه الذي تمكن من سقوطه، وإنما مارسه مع شيخه من قبل، ومع الفئات التي اعترضته داخل حزبه المؤتمر الوطني،
فمنها من همش، ومنها من ترك له الحزب، كما مارسه مع الأحزاب كل الأحزاب اليمينية واليسارية بحكم موقعه من السلطة، فعمل على تمزيقها وتشتيتها،
وهو في كل مسعاه هذا لم يتبادر إلى ذهنه لحظة رغم اكتمال كافة أركان نهايته بأن حكمه آيل للسقوط.
وهل أثنى فرعون هزيمته من السحرة على يد موسى عليه السلام؟؟!!
توهم فرعون أن العدو هو ما يعترض على حكمه، فظل يقتل كل مولود ظنا منه أن هذا الفعل سيحمي ملكه.
وما علم أن زوال حكمه في الطغيان الذي يمارسه.
كل من لا يعترض على حكمه هو جند له، فالسحرة كانوا جندا له، وهم يحمون ملكه، وأصبحوا أعداء له، وسحرهم مرفوض بعد أن أصبحوا يهددون ملكه (… إنه لكبيركم الذي علمكم السحر…) سورة الشعراء آية (٤٩).
وهكذا الطاغية يسخر كل ما هو حوله ليدعمه وينسف كل ما هو أمامه إن هدد ملكه.
فاتعظوا يا من تعتلون المناصب بنهايات فرعون قبل بداياته.
ما البديل؟
البديل هو سنة الله في زوال حكم كل طاغوت سواء بعصا موسى عليه السلام، أو ب (سلمية سلمية ضد الناس الحرامية). تقبل الله شهداءهم.

The post ما البديل؟.. بقلم محجوب مدني محجوب appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى