خاص السودان اليوم:
في ظل الحديث غير المسؤول للسفير حيدر بدوي الصادق – الناطق الرسمي بإسم الخارجية المقال – عن أهمية التطبيع مع العدو الصهيوني ، في هذا الوقت الذى تتفاعل فيه القضية برز موقف قوى رافض للانخراط فى مسيرة الذل والهوان معتبرا ان التطبيع جريمة وخيانة لابد من مناهضتها والجهر بمعارضتها وبيان خطأ السير فى هذا الطريق .
حزب الأمة بزعامة السيد الصادق المهدي كانت نبرته هادئة وهو يعلن رفضه تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ، معتبرًا أن العلاقة مع اسرائيل في ظل احتلال أراض عربية غير مبرر.
وانتقد الحزبُ وبشكل واضح تصريحات الناطق باسم وزارة الخارجية السفير حيدر بدوى التى ذكر فيها سعي السودان إقامة علاقات مع إسرائيل.
وقال الحزب ان السودان يعيش الآن فترةً إنتقالية، وان البتَّ في المسائل الوطنية الخلافية هو من صميم إختصاص الحكومات الوطنية المنتخبة..
واضاف انه لم تزل إسرائيل محتلةً لأراضٍ عربية ، ولم يتم التوصل إلى أيِّ شكلٍ من أشكال التسوية النهائية بشأنها مع الفلسطينيين.
وأن ايَّ علاقةٍ مع إسرائيل في ظل عدم إسترداد الأراضي العربية المحتلة ، في تسويةٍ مقبولة ، وإلتزامٍ بقرارات الشرعية الدولية لا مبرر لها..
واشار الحزب الي دورُ السودان تاريخياً هو العملُ المشترك مع الأشقاء في العالمين العربي والإفريقي، ورعاية السلم، وبناء التصالحات المتوافقة بين الأشقاء، لبسط الأمن والتعاون التنموي بينهم، وهذا هو الدور الذي يأمله حزبُ الأمــة القومــي لبلادنا، وما يظل يعمل الحزب على هديِه لتوحيد المواقف القومية من كل القضايا المشتركة..
وعلى الرغم من وجود شخصيات معروفة تنادى بالتطبيع ولا تتردد فى الاعلان عن موقفها هذا إلا ان الخط الرافض للتطبيع تتسع دائرته ويزداد المتبنون له يوما بعد يوم ، وقد ظهر ذلك جليا فى تدشين هاشتاق
#سودانيون_ضد_التطبيع.
وفي القوى السياسية السودانية نلاحظ تعاظم الدعوة لمناهضة التطبيع واعتباره جريمة ، فبعد البيان الواضح لحزب الامة القومى هناك من بادروا برفضهم التطبيع وهم متوزعون ما بين اليمين واليسار
القيادى فى حزب البعث وفى تحالف الحرية والتغيير الأستاذ محمد وداعه حذر من الانجرار لما يسميها “فخاخا” خاصة أن الإمارات ستمارس ضغوطا على الدول التي لم تطبّع.
وانتقد وداعة تهافت بعض العرب الى التصالح مع اسرائيل وتخوف من الضغط على الحكومة للدخول فى هذا المأزق.
وقال وداعة متحسرا : ان السودان انتظر الدعم السعودي والإماراتي وأدار ظهره لمحاور إقليمية كانت تدعمه، والآن يدفع في فواتير بلا مقابل.
ويتساءل “ما مصلحة السودان في إقامة علاقة مع إسرائيل؟ الإدارة الأميركية هي من تقرر رفع العقوبات وليس اللوبي اليهودي.. العراق الآن خاضع لأميركا ، وما زالت العقوبات الأميركية تطبق عليه.
ويرى محمد وداعة أن موضوعا خطيرا كالتطبيع مع إسرائيل يفترض أن يتم بإرادة شعبية ، لأن السودانيين لن يقبلوا بأن تتخذ حكومة غير مفوضة مثل هذه الخطوة التي ستضعنا في محك خطير.
في السياق ذاته ، يقول محمد بدر الدين مسؤول العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الشعبي إن الحكومة الانتقالية ليس لديها تفويض للتطبيع مع إسرائيل لكن يبدو أن الأمر يمضي في الخفاء وما بدا للعلن أظهرته إسرائيل لمكاسب سياسية.
ويؤكد بدر الدين (للجزيرة نت) أن الشق المدني في الحكومة السودانية يتعرض لضغوط في اتجاه التطبيع مع إسرائيل ويعي أن الخطوة لن تجد القبول في الشارع ، لكن ربما بعض الحركات المسلحة تؤيد التطبيع.
والى جانب هؤلاء السياسيين والاعلاميين، عبر عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان عن رفضهم القاطع للتطبيع مع إسرائيل ، مرحبين بقرار إقالة المتحدث باسم الخارجية السودانية حيدر بدوي بعد تصريحاته المثيرة للجدل الثلاثاء.
ورحب ناشطون سودانيون بقرار إقالة المتحدث باسم الخارجية ، مطالبين باستدعائه والتحقيق معه بشأن تصريحاته التي تجاوز فيها جميع المؤسسات الرسمية كما تبين لاحقا حسب بيان وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين.
واعتبر مغردون سودانيون التطبيع مع إسرائيل خيانة للفلسطينيين ونضالهم من أجل الحرية وإنهاء الاحتلال، وذكروا أن التطبيع مع إسرائيل لن يساهم في حل الأزمة الاقتصادية في السودان كما يتوقع البعض.
وتحت عنوان جاهلية التطبيع كتب الأستاذ فتح الرحمن النحاس يقول – (وسنورد بعضا مما قال رعاية للاختصار) – ، كتب يقول :
إن كان من حق حيدر البدوي وكل أصحاب الخلفيات والإنتماءآت (الفكرية والسياسية) التي تقبل التوادد مع الكيان الصهيوني، أن يكون لهم مايرجون، إلا أنه يصبح من قبيل (الخيانة) لشعب مسلم كامل، أن يجبر على (علاقات معطوبة) ولاقيمة لها مع دولة (تغتصب) بلداً مسلما وترتكب يومياً ضد شعبه المسلم (أبشع جرائم) القهر والإذلال والقتل والتشريد، وكل العالم يتفرج في صمت مخزٍ…!!
*التطبيع مع الكيان الصهيوني، (هدف خبيث) من أهداف المأسونية والصهيونية، وهو جرأة على الله جل وعلا وتكذيباً لقوله :(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم…)، وهاهي شواهد العلاقات مع اليهود والصهاينة تحكي عن بشاعتهم في (نقض العهود والمواثيق) مع غيرهم… ثم هل هنالك فائدة جنتها أي دولة عربية مسلمة من خلال علاقتها مع إسرائيل؟!… لاشيء ولن يكون بل (ندم وخسران) في الدنيا والآخرة…
أما (الرهط السوداني) الذي يشتهي التطبيع مع إسرائيل، فهو إنما يرجو (شفاعتها) لوطننا أمام أمريكا، كأنما حياتنا وأرزاقنا بيديهما…فأي (تعاسة وبؤس وخيبة) وحلتم فيها ياهؤلاء…؟! كيف تطلبون باسم شعبنا المسلم علاقات مع إسرائيل رغم أنفه؟! ومن أعطاكم هذا الحق؟!… فإن كنتم (أذلاء) تخافون من أمريكا وإسرائيل ولاتخافون من الله، فارحلوا إليهما واهنأوا معهما، ولكن ارفعوا أياديكم عن مصائر شعبنا،فأنتم لستم أوصياء عليه…!!
انها جبهة الرفض للتطبيع التى تتسع كل يوم وهاشتاق #سودانيون_ضد_التطبيع يوضح مدى التفاعل الذى لقيته الفكرة ويعكس مستوى الرفض الشعبى لمواقف العار التى يقفها البعض.
The post سودانيون ضد التطبيع appeared first on السودان اليوم.