السودان اليوم:
الواحدة بتوقيت الثورة خرج مئات المتظاهرين بالعاصمة والولايات استجابة لمليونية (جرد الحساب) التي دعت له (15) جهة للمطالبة بهيكلة الحرية والتغيير، وتكوين مفوضية السلام كما نصت الوثيقة الدستورية ، بالاضافة الى تشكيل المجلس التشريعي ، واعادة هيكلة القوات النظامية واصلاحها وفق اسس قومية وغيرها من المطالب .فيما دعت بعض القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح للمشاركة في الموكب ال17 اغسطس الذي يوافق الذكرى السنوية للتوقيع على الوثيقة الدستورية .
الثوار اعلنوا ان نقطة التقائهم ستكون امام مجلس الوزراء ، لكن تم تفريقهم بالغاز المسيل للدموع .
حق مشروع :
ردد المحتجون شعارات ثورة ديسمبر ، الموكب يضم مختلف الفئات العمرية من الجنسين ، لكن شريحة الشباب كانت الاكثر مشاركة، اعادوا ترديد اناشيد كانت رفيقتهم في ميدان القيادة العامة ، شاركت اسر الشهداء في المواكب بعضهم ذرفوا الدموع ، وآخرون رددوا (دم الشهيد ماراح لابسنوا نحن وشاح) ، بعضهم حمل صورة حمدوك وآخرون رفعوا لافتة تحمل بعض المطالب التي خرجوا من اجلها .فيما شهدت العاصمة ازدحاما مروريا وانتشارا كثيفا للقوات النظامية .
هذه ليست المرة الاولى التي يخرج فيها الثوار في مواكب للمطالبة بتحقيق مطالب ثورة ديسمبر ، وشهدت الخرطوم والولايات عدة مواكب للمطالبة بالقصاص للشهداء ، وتعيين الولاة المدنيين .
ضو لجنة العمل الميداني شريف محمد اكد لـ(السوداني) ان خروج الثوار في مواكب حق مشروع للمطالبه بحقوقهم ، او الضغط علي الحكومة الانتقالية لاستكمال مهام الثورة التي اقتلعت نظام دكتاتوري استمر لـ(30) عاما ، مشيرا الى مواكب سابقة مثل موكب 30 يونيو طالب الثوار فيها بتعيين الولاة المدنيين واقالة مدير عام الشرطة وغيرها ، وجدت استجابة سريعة من الحكومة ، لافتا الى ان المرحلة الانتقالية تصاحبها بعض التعقيدات .
شريف نبه الى ان بعض المطالب التي ينادي بها الثوار مرتبطة بعدة جهات او بملفات اخرى مثل المطالبة بتشكيل المجلس التشريعي ، مستدركا : لكن هذا الملف مرتبط بحركات الكفاح المسلحة ، مؤكدا ان الحكومة تعمل علي تحقيق شعارات ثورة ديسمبر ، رغم العقبات التي تواجهها ، وقال (الحكومة تضع مطالب المواطنين نصب اعينها ، لكن التأخير في بعض الملفات معقد كونه مرتبط باطراف اخرى .
مؤكدا ان الثوار يتمتعون بوعي كبير وحريصون على نجاح المرحلة الانتقالية ، وخروجهم لا يعني باي حال خلق فوضى .
اعادة الهيكلة :
الواحدة ظهرا او كما ينطقها الثوار (الواحدة بتوقيت الثورة ) ، بالفعل وجدت دعوة لجان المقاومة السمع والطاعة من الثوار ، وخرج الثوار من مناطق مختلفة .
والي الخرطوم ايمن خالد استبق موعد جرد الحساب بساعات واعلن حماية وتأمين مواكب (جرد الحساب) وفق المسارات المعلنة، حفاظاً على حرية التعبير السلمي ، مؤكدا تنظيم حركة السير بالشوارع المختلفة وعمل جميع الكباري بشكل طبيعي .
ودعا والي الخرطوم في بيان أمس إلى الالتزام بالمواقيت المعلنة من منظمي المواكب، والالتزام بحظر التجوال الصحي الذي يبدأ عند الساعة السادسة مساءً مع مراعاة الاحترازات الصحية لمجابهة جائحة كورونا، وعلى رأسها التباعد الاجتماعي داخل المواكب حفاظاً على صحة المواطنين .
القيادية بتجمع المهنيين قمرية عمر اكدت في حديثها لـ(السوداني) أن من حق الثوار ان يخرجوا في احتجاجات للضغط على الحكومة لتنفيذ مطالب بذلوا ارواحهم من اجلها ، وقالت ان تجمع المهنيين ظل يدعم المواكب التي تدعو لها لجان المقاومة ، مستدركة : تجمع المهنيين هو نفسه لجان مقاومة مهنية .
قمرية اشارت الي ان الحكومة الانتقالية احيانا لا تستجيب لمطالب الثوار ، وتتخذ قرارات دون الرجوع الى الحاضنة السياسية ، واعتبرت ان اقالة الوزراء لم يكن ضمن مطالب ثورة ديسمبر ، وانتقدت الخطوة وقالت انها تمت بدون معايير ومايزال مكانهم شاغرا .مؤكدة ان الخروج في مواكب من اجل تصحيح مسار الثورة ، واضافت “نحن لم نوقع للحكومة شيكا علي بياض لتفعل ماتريد ، نحن اخترناها وسنخرج الى الشارع الذي لا يخون من اجل تحقيق اهداف الثورة ” ، مشيرة الى ان المحتجين خرجوا رافضين للسياسات الاقتصادية التي كانت تشبه سياسات النظام السابق وقالت الحكومة استخدمت العلاج بـ(الصدمة) وهي سياسة رئيس الوزراء السابق معتز موسى ، داعيه الي اتخاذ اجراءات بعيدا عن روشتة صندوق النقد الدولي.
وقالت لا بد من اعادة هيكلة الحرية والتغيير لتستوعب مكونات اخرى ، منبهة الى ان بعض قيادات الحرية والتغيير تتم استشارتهم قبل اتخاذ القرار الحكومي ، وآخرين (مهمشين) يسمعون بالقرارات بعد الاعلان عنها ، وقالت “بعض اعضاء الحرية والتغيير ملتفين حول حمدوك” ، مستدركة : الحرية والتغيير هي الحاضنة السياسية لكن بها صراعات داخلية واصفه الامر بـ(المخجل) وان عليهم ان يتركوا خلافاتهم جانبا ويعملوا علي انجاح الفترة الانتقالية .
صعود وهبوط
عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير حيدر الصافي يذهب في حديثه لـ(السوداني) الى ان مايميز ثورة ديسمبر عن التغيرات السياسية التي حدثت بالبلاد انها ولدت بشعاراتها ، واضاف : ان الثوار يحرسون تلك الشعارات ، وظلت المواكب تخرج بالعاصمة والولايات وهي دليل عافية لتحقيق مطالب الثورة ، وتوقع ان تتطور اليات حراسة الثورة وتكون داعمة لقضايا البناء ، وقال ان المحتجين هم الذين اشعلوا ثورة ديسمبر يجب عليهم طرح بدائل ومقترحات للبناء .
الصافي اكد ان هيكلة الحرية والتغيير انجزت المهمة التي توافقت عليها الكتل والمكونات وانتجت التغيير كما انها شاركت في كتابة الوثيقة الدستورية وانجزت ماهو ممكنا وتطمع في انجاز المزيد من اجل انجاح الفترة الانتقالية ، مشيرا الى انها مشاركة في مجلسي السيادة والوزراء ،وقال في ظل الهشاشة السياسية يجب علي الحرية والتغيير ان تتوافق على مرحلة جديدة وان تسع للذين وقعوا على الميثاق ولم تكن لديهم فرصة للمشاركة في الفترة السابقة لاعتبارات كثيرة منها الازدحام في العمل والتحديات التي كانت تواجهها ، مؤكدا على ضرورة استيعاب لجان المقاومة وحركات الكفاح المسلح وغيرها من المكونات ، مشيرا الى مغادرة وفد من الحرية والتغيير الى جوبا لتقديم دعوة لحركات الكفاح المسلح للمساهمة في المؤتمر القادم .
وقال ان هيكلة الحرية والتغيير ضرورة يمليها الواقع وستكون مفيدة من اجل العمل على مراحل البناء في الفترة القادمة .
وقبل انطلاق الموكب اصدر مجلس الوزراء بيانا اشار فيه الى مرور عام على توقيع الوثيقة الدستورية بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي والتي تشكلت على إثرها هياكل الحكومة الانتقالية التي لا تزال تنتظر تكوين المجلس التشريعي لتكتمل أضلعها.
مشيرا الى أن تعيين الولاة المدنيين، خطوة في طريق إكمال بناء الحكم المدني ، واضاف :نقف مواجهين بتحدي السلام الذي قطعنا فيه خطوات في مرحلته الاولى والتي تكاد أن تكتمل باتفاق الترتيبات الأمنية مع “أطراف عملية السلام” الذي يجري التباحث عليه في جوبا، مشيرا الى المرحلة الثانية مع حركة تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبد الواحد محمد نور والحركة الشعبية شمال بقيادة الأستاذ عبدالعزيز الحلو.
طبقا للبيان فان الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية جاءتا بهدف أن يقف نزيف الدم السوداني الغالي وأن نفتح لشعبنا ووطننا آفاق لمستقبل افضل تظلله رايات شعار الثورة حرية، سلام وعدالة.
مؤكدا ان قضايا تحقيق العدالة وانصاف الضحايا أحد أهم المهام التي تواجهنا والتي نعمل من أجلها لإنتاج نموذج سوداني للعدالة الانتقالية يفتح الأبواب للمستقبل ويعبد الدروب للانتقال ،موضحا ان مهام إدارة الدولة المحملة بإرث الحكم غير الرشيد والقوانين المُقيّدة للإبداع والحريّات نحو إحداث التغييرات الجذرية التي نادت بها ثورة ديسمبر المجيدة ليس بالأمر السهل، بل طريق متعرج بين صعود وهبوط ،قاطعا جهاز الدولة يحتاج الى اعادة بناء وتركة التمكين تحتاج إلى تفكيك والخدمة المدنية تحتاج لتحديث وتطوير ليصبح محايدا بين المواطنات والمواطنين وخدمي وفاعل، وقال ان المهمة تحتاج إلى كل الدعم السياسي والشعبي الممكن وأن نعمل بروح الوحدة، وأن يدرك شعبنا أن مصلحتنا واحدة، وهي العمل من اجل إحداث التغيير وإنجاز مهام البناء والتعمير.
The post مليونية جرد الحساب… صعود وهبوط appeared first on السودان اليوم.