خاص السودان اليوم:
في كل عام تتهيأ الجهات الرسمية لمجابهة اثار الخريف ، وتصدر التوجيهات وتقوم الدوائر المختصة بما يتطلبه الوضع لدرء السلبيات ، وفى هذا العام وكما غيره من الاعوام اعلنت الحكومة عن خطتها لمواجهة اثار الخريف سواء بتحضير المعينات لفتح الطرقات وتسهيل الحركة بعد نزول الامطار والمساعدة فى تصريف المياه ومنعها من التجمع فى الاحياء وبين المساكن ، لكن هذا العام ، ومع ان الامطار لم تنزل إلا مرات محدودة – وبالذات فى ولاية الخرطوم – إلا ان الوضع كان مزريا جدا ، فمجارى المياه فى كثير من المناطق خاصة بشرق النيل قد تم التعدى عليها سواء باغلاقها عن طريق رمى الانقاض والاوساخ فيها أو بواسطة البناء فى بعض منها الشيئ فاقم من مشاكل الناس وجعل المياه ترتد عليهم فى مساكنهم والطرق الداخلية للاحياء بدل ان تمضى فى مسارها الطبيعى ويتم تصريفها لكن جهل الناس بالامر وانانيتهم المفرطة اضافة الى تقصير الدولة فى المراقبة وردع المعتدين اسهم فى تدهور الاوضاع ، كما ان عدم نشر الجهات المختصة لخريطة المنطقة الكنتورية جعلت المياه تحاصر بعد المنازل بعد ان وجدت مساراتها مغلقة مما زاد من معاناة الناس ومشاكلهم ، كل هذا فى جانب والى جانبه مشكلة عويصة اخرى وقع فيها الناس وهى اهمالهم النظافة وتعاملهم الغير علمى ولا حضارى ولا اخلاقى مع الاضحية اذ ان الذبح بطبيعته يترك مخلفات ما لم يتم التعامل معها بشكل سليم فإن اثارا سالبة جدا ستنتج عنها ويكون ضررها كبيرا ، وبكل آسف فان عددا كبيرا جدا من الناس تعاملوا مع مخلفات الذبيح بشكل غير سليم فانتشرت الجلود مرمية على الطرقات ولم يتم التعامل معها بالطريقة اللائقة , وسالت الدماء أمام المنازل ولم يهتم الكثيرون بنظافتها ، وتوزعت احشاء البهائم على الطرقات مما جعل الخرطوم مدينة مليئة جدا بالقاذورات والذباب والحشرات ، ولن تجد بيتا – إلا ماندر – وهو غير مزدحم بالذباب ، وامتلات البيوت بالروائح الكريهة ، ومما زاد الطين بلة ان هذه الشعيرة تزامنت مع نزول الامطار وكثرة الوحل والطين وازدادت كمية الذباب والحشرات مما احال حياة الناس الى جحيم ، وبعد ان ينتهى النهار وتغيب الشمس ويحل الظلام تبدأ معاناة الناس مع البعوض والحشرات الاخرى خاصة فى حالة انقطاع التيار الكهربائى ، وما اكثر هذه الحالات بكل اسف.
فى هذا الظرف البائس اعلنت وزارة الصحة بالخرطوم عن موجهات صحية لمواجهة الخريف وتجنب الاصابة بالامراض محذرة من خطورة تلوث البيئة ودعت الى التأكد من سلامة المياه ومنع توالد الذباب والباعوض بالأحياء .
وناشدت المواطنين بالتخلص من النفايات بالطرق السليمة ومنع تراكمها داخل المجاري والعمل على منع توالد الذباب بالتخلص من النفايات الرطبة داخل البيوت والاهتمام بغسل الخضروات والفواكه بالمياه النظيفة.
وتجنب شراء الماكولات والمشروبات المكشوفة والمعروضة بواسطة الباعة المتجولين ونوهت الى ضرورة التخلص من الفضلات الادمية بالطرق الآمنة والحرص على غسل الايدي بالماء والصابون فضلا عن الاهتمام بالنظافة الشخصية والاهتمام بصحة الأطفال ونظافتهم.
اننا فى هذه المساحة نقول ان صحة البيئة مسؤولية الحكومة والمواطنين معا فهل تتحد الجهود لما فيه خير الناس ؟ نتمنى ذلك.
The post صحة البيئة مسؤولية الحكومة والمواطنين appeared first on السودان اليوم.