غير مصنف 2

ما أشبه الليلة بالبارحة.. بقلم أحمد يوسف التاي

السودان اليوم:
(تاريخ النشر 11/ أغسطس 2018 ، فما أشبه الليلة بالبارحة)..
أن تحدث أزمة اقتصادية في أي بلد فالأمر قد يبدو طبيعياً، وأن تنهار العملة الوطنية لذلك البلد المعني، فالأمر قد يبدو عادياً، ويمكن أن يحدث لأي بلد، وأن تحل بأي بلد ضائقة معيشية وترتفع الأسعار ويسود الغلاء فليس في الأمر غرابة، فقد مرت أمم بمثل هذه “الابتلاءات”، وهو أمر طبيعي، وقد لا يثير الاستغراب، وأن تنعدم السيولة في البنوك ولا سيما العملة الأجنبية وتنعدم الضروريات والأدوية المنقذة للحياة، فهذا كله يمكن أن يحدث في أي بلد نتيجة لسوء التدبير والسياسات الخاطئة أو نتيجة لأسباب أخرى.
لكن الشيء غير الطبيعي أن ينكر المسؤولون في الحكومة هذا الواقع البئيس أو يحاولون عبثًا تجاهله والتغافل عنه، والأنكأ من كل ذلك أن يعيّروا – بتشديد الياء – غيرهم بنقائص يراها الناس فيهم ولا يرونها أو يجهلونها أو يتغافلون عنها – أي – «يشيلوا الطاقية المفصلة لمقاسهم ويلبسونها غيرهم « ويزعمون أنها على مقاس الآخرين بمعنى البحث المستمر عن مشجب و»شماعة» لتعليق الفشل عليها، فهل هناك جرأة أكثر من هذه…؟؟…!!!..
قلت جميع أنواع الضائقات والأزمات لدرجة الانهيار الاقتصادي ممكن أن تحدث في أي بلد، فالأمر غير مدهش، لكن الشيء المدهش والذي يحيرني حقاً هذه “الفصاحة” واللسان الطويل وقوة العين في إنكار الواقع الذي يراه الناس رأي العين…
كثير من المسؤولين عندنا – ما شاء الله – يتحدثون كما لو أن بلدنا لم تعانِ من مشكلة قط، كأن يتحدث أحدهم عن الترتيب للانتخابات، وكأن هذه الانتخابات أولى من توفير الخبز والوقود والسيولة والأدوية المنقذة الحياة، وكأنها أولوية مقدمة على معالجة الغلاء والضائقة المعيشية…
إذاً لا يُعقل أن يتجاهل بعضهم الضائقات التي تحل بشعبهم ويتحدثون عن مشاكل الشعوب الأخرى وضائقاتهم ويسعون لحلها، وكأنهم لا يرون تطاول الصفوف في محطات الوقود والأفران، والبنوك والصرافات ورغم فشلهم في كل شيء والانهيار الواضح الذي شمل كل أوجه الحياة ورغم البؤس الذي صنعته أيديهم، يتباهون بدون خجل وبجرأة يحسدون عليها وكأن هؤلاء يعيشون في غيبوبة.
ولعل هذا ما يجسده العمل الدرامي للفنان المصري محمد صبحي في مسلسله الشهير «عايش في غيبوبة» ناس الإنقاذ كان مشجبهم أمريكا والاستهداف الصهيوني الإمبريالي، والآن الدولة العميقة… أنا في رأيي مؤامرات الدولة العميقة حق وهو أمر صحيح لكن يؤلمني جداً ويزعج غيري أن يكون هو شماعة الفشل أزيحوا الدولة العميقة واقطعوا دابرها ولا تتحججوا بها…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

The post ما أشبه الليلة بالبارحة.. بقلم أحمد يوسف التاي appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى