السودان اليوم:
بوصول والي وﻻية النيل الأبيض إسماعيل وراق للولاية بدأت الولاية عهداً جديداً في ظل الحكومة الانتقالية التي ينتظر منها المواطن الكثير بعد عقود من الصراعات التي أقعدت بالولاية وبمشاريع التنمية، تحديات وتعقيدات كبيرة سيواجها وراق ولن يجد الطريق مفروشاً بالورود.
يقول الناشط حمد البلع لـ”السوداني” إن ولاية النيل الابيض ومنذ ٣٠عاما تعاني من الفساد المتواصل حيث اصبحت الولاية من خلال الولاه المتعاقبين والحاشية التي تتبعهم.. ومجموعة من (الكباتن) اصبحت مرتعا خصبا لممارسة الفساد وتصدير خيراتها خارج الولاية وتسليمها جيوبا محددة مما ادى لانهيار الخدمات والصحة والتنمية، ويضيف ” اكثر من ذلك اصبح هولاء الفسدة والمجرمون يتاجرون بمعاش وحياة المواطن من اجل تحقيق مصالح مكتسبات ذاتية “.
ويشير البلع إلى أن الولاية اليوم تستشرف عهد وال جديد عرف عنه الالتزام الصارم والإيمان بتنزيل شعارات الثورة و اهتمامه وعزمه في الحسم السريع لكل المفسدين ووضع برامج تشاركية مع الحادبين عل مصلحة الولاية في انسياب السلع الضرورية والخدمات ذات العلاقة المباشرة وقال ” تابعنا في فترة تعيين الولاة التفاف اكبر عدد من ابناء الولاية ودعمهم اللامحدود في دعم اسم اسماعيل وراق مما دفعنا للبحث عن ماهية وافكار وتاريخ الوالي الجديد”
ويضيف أن الوالي الجديد يمتلك حصرا كاملا لما آل اليه الوضع الصحي في الولاية ولديه رؤية متكاملة في قطاع الصحة سيطرحها على الجميع بكامل تفاصيلها من أجل الحذف والإضافة ومناقشة إمكانية التطبيق مع الجميع وهذه خطوة جيدة تعني مشاركة ابناء الولاية في مشاركة القرار من اختيار الكفاءة والإطلاع على ميزانية الصحة والمشاركة في تنفيذها.
ويراهن الناشط على نجاح وراق لخلفيته الاقتصادية ومؤهلاته وخبراته ويعول عليه أيضاً في النشاط الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، لافتاً إلى أن الوالي وراق يحمل في جعبته رؤية استثمارية خارج صندوق التفكير القديم، تعتمد على تحقيق مصلحة اصحاب الارض وتبدأ من معالجة الظلم التاريخي الذي وقعت فيه الادارات السابقة من اهمال وفساد وعقود اذعان.. حيث انه يطمح في اضافة قيمة انتاجية تخدم المالك والولاية والمستثمر.. فضلا عن ميكنة وكهربة المشاريع الزراعية.. من خلال الاستفادة من الخبراء الزراعيين في ولاية النيل الابيض
وشدد الناشط البلع على ضرورة أن يطبق الوالي شعار الشفافية والالتزام المهني الذي اطلقه بمنح الفرصة للجميع في الخدمة المدنية بعيدا عن المحسوبية السياسية والاجتماعية وكذلك مراجعة ملف الخدمة المدنية وما شابه من فساد وتعيينات على حساب التنمية والتطوير ومن أجل تمكين من لا قدرة لهم خلال الأعوام السابقة ، وهذا يعتبر مدخل نجاح الوالي الجديد وكسب رصيد ورضاء جماهيري إضافي. ومن خلال مناقشتي لمن يعرفون الرجل اعتقد أن تصريحه ليس من أجل الكسب.
ويضيف أن اهم ما يميز الوالي الجديد أنه جزء من حوار متواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة ببحر ابيض وهو جزء من نفر من ابناء الولاية الذين عملوا بجهد في تأسيس هذه المواقع من أجل نهضة بحر ابيض ورفع حصيلة الوعي ويشهد التاريخ إنه ظل على دوام في حالة حوار مع قيادات الإعلام والوعي في هموم بحر ابيض و هذه النقطة أيضا تمثل عنصر نجاح بحكم قربه من حس ونبض الجماهير واصحاب الرأي .
المراقب حسن جبورة يرى أن وراق على عكس كثير من الولاة الذين تم تعيينهم مؤخرا وجد قبولا كبيراً من جماهير الولاية بعد موقفه الشجاع الذي قد غلب فيه مصلحة أهله على مصلحة حزب الأمة الذي وجه الولاة المنتمين إليه بالاعتذار عن قبول التكليف وبالتالي فإن هذا القبول هو أول سلالم النجاح فى السند الجماهيري.
واضاف جبورة ان هناك كثيرا من التحديات التي ستواجهه سواء أكانت سياسية أم مناطقية قبلية أم من النظام البائد وقد تضع أمامه كثير من العراقيل والعقبات ولابد له من مواجهتها بالحسم الثوري والحركة الدؤوبة مستصحبا الحكمة والوقوف على مسافة واحدة من كل مكونات الولاية
وطالب الوالي بالاهتمام والتركيز على معاش الناس بالسيطرة على السوق المنفلت و تكوين لجنة لدراسة الأسعار بالأسواق من لجان تضم المختصين والغرفة التجارية ووضع تسعيرة وفق نتائج هذه الدراسة وتشكيل محاكم ميدانية ايجازية بالمدن الكبرى تحكم بالغرامات الكبيرة المتصاعدة لمن يعتاد خرق لائحة الأسعار على أن تراجع الاسعار كل مدة يحددها امر تشكيل اللجنة و ضبط الوقود فقد نشط السماسرة في أوساط المزارعين حيث تباع التصاديق كورق تحت سمع وبصر السلطات وهذا بدوره يقلل المساحات المزروعة ويؤدي لتراجع الانتاج ، مع ضررورة فرض رقابة صارمة على أصحاب الطلمبات الذين ينسقون فيما بينهم تنسيقا عالي المستوى لاستمرار التكدس وافتعال أزمات الوقود.
جماهير النيل الأبيض تؤكد ضرورة تعيين شباب الثورة لضبط هذه الفوضى وطلب ميزانية مرتباتهم من المركز و التركيز على الانتاج والاستثمار الزراعي والحيواني والصناعي للموارد الكبيرة التي تتمتع بها الولاية وتكاد تكون الولاية الثانية بعد الجزيرة، في الموارد الزراعية .
كذلك تمتاز الولاية بأراض مسطحة وأمطار ممتازة تغمر المساحات الزراعية بالمياه ، ورغم كل ذلك تكاد تخلو من المشاريع الاستثمارية والقليل الذي نجح قتل طموحه في مهده بفعل فاعل.
وطالب المراقب جبورة الوالي وراق بالبحث عن أسباب فشل الاستثمار في الولاية قياسا على ولايات اخرى تعرف كيف تصطاد المستثمرين وتؤمن لهم الاستقرار وتسهل لهم الإجراءات وتغمرهم بالتقدير والاحترام ولابد للوالي أن يسأل لماذا فشلت كل الاستثمارات الجادة في الولاية؟ هل السبب كان يكمن في النظام البائد ام في كبار الموظفين ،ام بسبب سيطرة المجتمعات المحلية على القرار الحكومي؟ فلا يكاد المستثمر يبدأ عمله حتى يفاجأ بسيل من الوفود تتقدم الشكوى تلو الاخرى في ظل ضعف هيبة الدولة تجاه المجتمعات المحلية التي تنقاد إلى افراد اعتادوا (الاستثمار) في المشاريع الاستثمارية وكل الناس في الولاية يسألون.
عدد من المراقبين يؤكدون ضرورة أن يبحث الوالي الجديد عن إجابة شافية وتحريك ملف الاستثمار والانتاج لأن هذا هو الطريق الوحيد لتحرير الولاية من قبضة النظام البائد والمركز المهيمن ومحاربة الفساد في أوساط الخدمة المدنية المنهارة تماما وإزالة التمكين فالنظام البائد ما يزال يتغلغل في مفاصل الولاية و ضبط التهريب الممنهج الذي يشارك فيه نظاميون وهو أساس الغلاء الموجود اﻵن فمعظم السلع تهرب الى دولة جنوب السودان عبر منافذ شتى دون رقابة من الحكومة .
وطالب المراقبون الوالى بالإبتعاد عن مراكز القوى “الكباتن” وصراعاتهم، حتى يضمن النجاح وتغيير واقع الولاية إلى الأفضل.
The post والي النيل اﻷبيض .. فرص النجاح والفشل appeared first on السودان اليوم.