(1 )
عزيزي القارئ كل عام وأنت بخير ونسأل الله أن يعود العيد علينا وبلادنا أحسن مما هي عليه الآن وللأسف الشديد ظلت هذه الأمنيات المنخفضة السقف ديدننا ولعقود قد خلون.. بعبارة أخرى ظل سقف أمنياتنا متدنياً ليس يأسا من رحمة الله بل رفضا لواقعنا المتأزم وكأنما كتب علينا في السودان أن نرذل كل عام ومع ذلك لا شيء يمنع رفع سقف الأمنيات كأن نقول إن شاء الله يعود علينا العيد وبلادنا تنعم في بحبوحة من العيش وانتشر الأمن بين ربوعها وأصبحت علما بين الأمم فليس ذلك على الله بعزيز ولكننا نتذكر سنن الله في الكون التي تربط بين المقدمات والنهايات أي تستلزم وجود الأسباب فالمثل السوداني يقول (مافي مطر بلاسحاب ) والشامي يقول (اكان بدها تنطر اكانت غيمت) اي لو كانت السماء تريد ان تمطرنا كانت الغيوم قد كستها . فنحن في سودان الجن دا حتى العيد الاخير لم تظهر لنا غيوم الرخاء ولا غيوم السلام لذلك بالضرورة ان يكون سقف امنياتنا منخفضا.
(2 )
ومع كل الذي تقدم لا يأس مع الحياة ولاشيء يمنعنا من التفاؤل لا بل هناك الكثير من المعطيات التي تدعو للتفاؤل فبلادنا الحمد لله رغم تطاول سنوات الحكم الشمولي تحولت الى حكم مدني بثورة شبابية مباركة بذلت فيها دماء زكية لكن عقد البلاد لم ينفرط وعظمها مازال متماسكا والاصرار على الديمقراطية مازال قويا . رغم الاضطراب البادئ على الفترة الانتقالية والتعثر في إدارة الدولة إلا أن باب المشاركة السياسية مفتوح الآن (أربع ضلف) لكل صاحب رأى دون حجر أو تكميم أفواه وهذه نعمة كبيرة يجب الا نهون منها او نقلل من شأنها . رغم الضائقة المعيشية فان باب السماء لم ينقفل في وجهنا في الموسم الشتوي الاخير حبانا الله ببرد جعل عروتنا الشتوية الاخيرة تصل مرحلة الاعجاز من حيث الإنتاج وانا اكتب هذا المقال اليوم الاربعاء الخامس من اغسطس السماء ملبدة بالغيوم وعلى حسب معلوماتي ان كل المناطق الزراعية قد عماها المطر لدرجة ان السيول قد اضرت ببعض المناطق نسأل الله لها التخفيف كل هذا يفتح كوات الامل ويطرد شبح اليأس.
(3 )
دعونا ونحن مازلنا نعيش انفاس العيد المبارك ان نسأل الله ان يهدي سر جميع اهل السودان حكاما ومحكومين وتجعلهم يحسون بعظمة موارد بلادهم ويتركون اللجاج والجدل غير المنتج ويتجهون صوب هذه الارض المعطاة ويستخرجون كامن ثرواتها وان لايكون لهم شغل ولامشغلة غير الإنتاج دعونا نتذكر اجيالا سلفت فلحت الارض واطعمتنا فنحذو حذوهم ونفلح الارض ونطعم انفسنا والاجيال التي تلينا دعونا على الاقل ان نترك لهم سودانا موحدا مثل الذي ورثناه من الذين سبقونا فاللهم احفظ السودان واهل والسودان وكل عام والجميع بخير ونسال الله ان يعود العيد علينا وبلادنا هابة على وش الدنيا ..
صحيفة السوداني