خاص السودان اليوم:
معروف عنا كشعب ان الاهتمام بموارد الدولة وتنميتها وتطويرها والمحافظة عليها تاتى فى آخر سلم الاولويات ، هذا ان كانت من ضمن الاولويات عندنا ، مما يترتب على ذلك هدر كبير لموارد كان يمكن ان تسهم فى دفع عجلة التنمية ببلادنا والانطلاق بها الى مستويات متقدمة.
ومن أهم الموارد التى يمكن ان تدر على البلد مردودا جيدا من العملة الصعبة الجلود التى نتعامل معها بطريقة لا علاقة لها بالاحتراف والمهنية ، وانما يحكم تعاملنا معها الاهمال واللامبالاة والفوضى والعبث ، والنتيجة ضياع ثروة طائلة لم نحسن توظيفها واستقلالها .
ونحن نعلم ان ثقافة التعامل العلمى مع هذه القضايا بعيدة عنا ، وهاهم آلاف الجزارين والناس العاديين فى بيوتهم يذبحون مرارا وتكرارا فى السنة لكن دون ان يهتموا بالجلود ، والناس فى هذا سواء فى البيوت أو الاسواق إلا قلة من الناس لاتشكل نسبة مؤثرة تتعامل مع هذا الأمر بالشكل العلمى اللائق.
وهناك موسم يكثر فيه الذبيح وهو موسم عيد الاضحى ويستمر الى رجوع الحجاج من اداء مناسكهم ففى هذه الفترة يكثر الذبيح جدا فهل ياترى نتعامل بشكل جيد مع الجلود ؟ بكل آسف لا ، فكثيرون يرمونها حتى من غير اهتمام بنظافتها ، وهؤلاء غير أنهم يهدرون موارد البلد و يبددون ثروتها فانهم يسهمون بشكل كبير فى انتشار الاوساخ وتهيئة البيئة لتوالد الحشرات وتكاثرها وزيادة المرض شيئا فشيئا ، وهذا بكل آسف نتيجة سلوكياتنا القبيحة التى ان عدلنا فيها فإن النتيجة تكون أفضل.
فى عهد النظام البائد كانت تنشط بعض منظماته كالدفاع الشعبى والشرطة الشعبية واتحاد المرأة وغيرها ، كانت تنشط فى تجميع الجلود واستغلالها وتوظيفها للاستفادة منها فى دعم برامجها ، وكان بعض الناس يرفضون تسليم الجلود لهذه المنظمات لمواقف سياسية ، وحق لهم ان يفعلوا ، اما بعد السقوط فلم تعد تلك المنظمات واذرع النظام البائد قائمة لتواصل ما كانت تقوم به ، وليت القائمين على امر البلد من حكومة ولجان مقاومة وخدمات ليتهم تولوا امر الجلود وجمعوها لصالح المساجد أو المراكز الصحية أو اى جهة تستفيد منها .
The post اهدار الموارد .. جلود الاضاحي نموذجا appeared first on السودان اليوم.