خاص السودان اليوم:
عندما تتقاطر الشهادات بفشل الحكومة فى القيام بمسؤولياتها فإن الحرج يزداد على مناصرى الحكم وتقوى الجبهة المناوئة لهم ، وعندما تأتى هذه الشهادات من اشخاص محسوبين عليهم فانه بلا شك سبب من اسباب تخلى الناس عن تأييد الحكومة وبالتالى اضعافها بشكل اكبر من ضعفها الذى تتصف به اصلا .
وعندما تنضم شهادات العسكر الى المدنيين ويتفقوا على وصف الحكومة بالفاشلة والافق بالمسدود أمام أى إصلاحات مما يعيق تحقق أى من رغبات الشعب فى النهضة والبناء فإن ذلك يؤدى حتما الى زيادة احباط الناس خاصة مع احساسهم بعدم تحقيق الثورة الآمال العراض التى بنيت عليها رغم التضحيات الكبرى التى قدمها الثوار وحجم الجهود التى بذلت لانجاحها والوصول بها الى اهدافها لكن ماذا نقول عن هذه الحكومة وقادتها العسكريون والمدنيون يصفونها بالفاشلة ؟
اذا وضعنا جانبا اعترافات حميدتى السابقة بفشلهم فى تحقيق اهداف الثورة , وموافقة كثير من قادة الحرية والتغيير لحميدتى فى ماذهب إليه كالصادق المهدى وعمر الدقير وصديق يوسف وغيرهم من زعماء تحالفهم السياسى هذا ، اذا اغفلنا هذا واكتفينا فقط بما قاله الأستاذ كمال الجزولى قبل يومين فى التلفزيون واقراره بالفشل الذريع لمكونات الحكم فى تطبيق شعارات الثورة وتحويلها الى واقع معاش فانه فى نفسه يصلح للاستدلال به على فشل الحكم فى تحقيق اولوياته وهذا يعنى ببساطة ان ما جرى حتى الان يثبت فشل المنظومة الحاكمة فى تصديها للامر ، فكيف اذا اضفنا لهذه الشهادة ما قاله الفريق كباشى واقراره بفشلهم التام بل قوله انه يخجل ان يوصف بإنه مسؤول ؟
ولنقرأ كلام الفريق كباشى الذى اوردته عدد من المواقع الاخبارية ، وها نحن ننقل الخبر ادناه :
رسم عضو مجلس السيادة نائب رئيس الوفد الحكومي المفاوض الفريق أول شمس الدين كباشي صورة قاتمة للاوضاع بالبلاد واصفا اياها بالسيئة وغير المطمئنة
وكان كباشي يتحدث اليوم أمام عدد من كبار الصحفيين ورموز المجتمع على مائدة الغداء بمنزل عمه الكاتب الصحفي جمال عنقرة ، وكان لحظتها عدد من شباب الحي (الحتانة جنوب) يهتفون خارج المنزل (حرية سلام وعدالة) وباستمرار الثورة ، وقال كباشي ؛ (ان الثورة التي نسمع الان اهازيجها لدى هؤلاء الشباب لم تحدث اي تغيير ، فقط غادر النظام السابق ولكن لم يتغير شيئا).
واضاف 🙁 الاوضاع الاقتصادية سيئة والواحد يخجل يقول انا مسؤول).
وأقر أن الامن غير جيد ، واشار الي وجود هشاشة امنية واستدل بالاوضاع في دارفور وماحدث بمحلية سرف فى آيام العيد..
كلام الفريق كباشى هذا مضافا الى ماقاله الأستاذ كمال الجزولى يشكلان معا الحكم الكامل على فشل الحكومة وحاضنتها السياسية بل يمكن القول انه ينبئ عن فشل كل المرحلة الانتقالية ، وليس لاحد بعد هذه الشهادات ان يعترض على وصف الحكومة بالفاشلة.
The post بعد المدنيين العسكر يشهدون بفشل الحكومة appeared first on السودان اليوم.