ابتدر بعض أعيان ومواطني ولاية شمال دارفور مبادرة دعم وإسناد لوالي ولاية شمال دارفور المعين مؤخراً، محمد حسن عربي أمس، بدار حزب المؤتمر السوداني بالخرطوم، وسط مشاركة قيادات الحزب، حيث قدم عدداً من النصائح والإرشادات زاداً للطريق الطويل الذي يسلكه الوالي الجديد لإدارة شؤون الولاية التي استهدفت بالحروبات والتشريد واختلاق الفتن بين المكونات الاجتماعية التي ألقت بظلالها على تعطيل المشاريع الخدمية والإنتاجية وغياب ملامح التقدم في البنية التحتية بحاضرة الولاية وحواضر المحليات المختلفة مقارنة مع ولايات السودان الأخرى بالرغم من حضارة وتاريخ دارفور الضارب في جذور القدم، هذه الآثار التاريخية المتراكمة تحتاج إلى المواجهة، ولكن كيف سيواجها الوالي الجديد ببرامجه المطروحة؟
*تغيير الأنماط السائدة
أقر والي ولاية شمال دارفور محمد حسن عربي في حديثه بأن الأوضاع بالولاية شائكة ومعقدة جداً من كل النواحي، ولكنه أكد على عزمه مواجهة هذه التحديات والخروج من هذه المستنقعات بتكاتف وتضافر كل الجهود الشعبية والرسمية لتغيير الأنماط السيئة والسائدة طوال الحقب الماضية خاصة في المسائل الأمنية.
ويشدد عربي على ضرورة تحويل الثقافة السياسية الموجودة بدارفور ما يعرف بالتهميش، إلى ثقافة إيجابية بتحقيق العدالة واستغلال الموارد المتاحة البشرية والمادية وكل أنواع الفرص التي تتهيأ لخدمة إنسان الولاية.
ويؤكد عربي على أن رتق النسيج الاجتماعي بالولاية يأتي في سلم أولوياته عبر طرح العديد من البرامج الثقافية والاجتماعية والسياسية التي تدهورت كثيراً بسبب التوجهات الخاطئة لسياسات نظام الثلاثين عاماً.
مشيراً إلى أن شعاره الأساسي في هذه المرحلة الانتقالية هو (لا للجهوية، ولا للقبيلة، ولا للعنصرية)، مؤكداً على أنه يقف على مسافة واحدة بين الجميع من أجل تحقيق مطالب ومستحقات أهل الولاية.
*الملف الخدمي والمعيشي
ويضيف عربي أن قضية معاش الناس ستتصدر جدول أعماله بجانب توفير الخدمات الأساسية خاصة توفير المياه التي اعتبرها مشكلة عقيمة ومعقدة، واعداً ببذل قصارى جهده مع الجهات الرسمية والشعبية لحل مشكلة المياه بالاستفادة من مصادر المياه بمناطق ساق النعام وأم بياضة وغيرهما.
منوهاً إلى اهتمامه بخدمات الرعاية الصحية بجميع المحليات من أجل التجويد والارتقاء بالعمل الصحي، كما أبدى اهتمامه بالتعليم والعمل على ضمانة استقرار التيار الكهربائي.
مشيراً إلى أن من ضمن برامجه أيضاً هو إحياء وتشغيل ماكينات الصناعات الصغيرة الموجودة سابقاً بالولاية التي تم إغلاقها لأسباب مبهمة، مثل مصانع الصابون والزيت والمعجنات وغيرها، تعزيزاً للإنتاج المحلي، بالإضافة إلى توفير فرص للعمالة، كما عبر عن اهتمامه بالمرأة والشباب والطلاب وجميع الشرائح المجتمعية.
*تحشييد الإرادة
بدوره ثمن رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير بالقضايا والبرامج المطروحة من والي الولاية الجديد التي قال: (إنها تحتاج إلى الجلوس مع أبناء ولاية شمال دارفور لتثبيتها والوصول لخطة توافقية والمساهمة من الجميع).
وقال: إن الثورة تعدت الميادين السياسية إلى حراك التغييرات الشاملة في ميادين الفكر والثقافة والوعي والقيم السمحة التي قال: إن سلطة الإنقاذ ضربت هذه المنظومة القيمية للشعب السوداني بتفشي الفساد والمحسوبية والأنانية وعدم الإحساس بالغير وبث الكراهية، مشدداً على ضرورة إحداث التغيير في هذا الصدد واستعادة القيم الدارفورية في المحبة والتعايش السلمي وقبول الآخر.
داعياً إلى بذل الجهود وتحشيد الإرادة لمخاطبة القضايا كافة في السلام الاجتماعي وفي الاقتصاد والخدمات عامة، مبدياً أنهم يريدون تقديم تجربة رشيدة جديدة في الحوكمة بعيداً عن التجارب السابقة طوال العقود الماضية التي وصفها بالمسيرة الفاشلة نظراً لهذا الواقع المأزوم على حد تعبيره، مؤكداً على العمل مع القوى السياسية الثورية لخدمة الناس والسهر على حقوقهم والإيفاء لهم بذلك، وضرورة أن تظلل الولاية في هذه الفترة كل المكونات الاجتماعية والثقافية تحت مظلة واحدة دون تقريب جهات أو أفراد أو أسر بعينها دون مراعاة الآخرين في التمثيل العام.
*لا مخصصات للحزب
من جانبه قال القيادي بحزب المؤتمر السوداني وعضو في مركزية قوى الحرية والتغيير إبراهيم الشيخ: (إن ولاية شمال دارفور تأثرت بالحروبات كثيراً مما يتطلب إحداث تنمية متوزانة بعدالة وإنصاف والعمل على وقف الاقتتال).
مؤكداً صعوبة الحكم في هذه المرحلة نظراً للملفات الشائكة والمترابطة بعضها البعض، مؤكداً في هذا الجانب على أهمية انتقاء طاقم مؤهل متعاون لإدارة الولاية، كما دعا إلى تكوين مجلس استشاري من القواعد الشعبية للاستماع إلى قضايا وهموم المواطنين، بجانب تنظيم لقاءات مع الشباب والمرأة والمواطنين بمعسكرات النزوح.
وأبان أن المعجزة الحقيقية تكمن في تعبئة الموارد البشرية والمادية وحسن إدارتها لمصلحة إنسان الولاية، وقطع الشيخ بأن حزبه ليست له مخصصات نسبية من إيرادات الولاية كما يفعلها نظام المؤتمر الوطني المحلول في السابق.
مؤكداً أن نجاح الحزب ومسيرته المستقبلية مرهون بالنماذج التي يقدمها ولاة الحزب المعينين في ولايتي شمال دارفور وسنار، وكشف الشيخ عن أن لجنة النقل والموانئ والترحيل التقت هيئة الطرق والجسور لاستكمال طريق الفاشر نيالا، وطريق نيالا كأس زالنجي بتمويل يصل قدره (٧٠٠) مليون جنيه، مؤكداً أن هذه الطرق ستساهم كثيراً في عملية التنمية والسلام والتواصل الاجتماعي.
من جانبهم أكد عدد من المتحدثين على أهمية دعم ومشاركة الجميع لتحقيق آمال وتطلعات إنسان الولاية، مشددين على ضرورة الإسراع في تفكيك أذرع النظام البائد ومراجعة ملفات الخدمة المدنية والوقوف على عمل وسير لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد واسترداد الأموال المنوهبة بالولاية.
ويبقى أن نشير هنا إلى أن أشواق وأمنيات المواطنين كبيرة يرجون أن تلامس واقعهم في عيشهم، وتوفير الأمن والأمان في حلهم وترحالهم، وبالإمكان أن يأتي ذلك إذا خلع الجميع ثوب الأنانية والمصالح الذاتية وقديماً قيل: (إن اليد الواحدة لن تصفق أبداً).
تقرير: محمد شعيب
الخرطوم: (صحيفة آخر لحظة)