أكدت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي عدم وجود ميزانية مخصصة للأطفال،وقال ممثلها بشرى بدوي عمر، خلال مخاطبته اليوم الاجتماع التنسيقي لمناقشة تخصيص ميزانية خاصة بالأطفال في حالة الطوارئ ” كوفيد 19 نموذجا ” الذي تنظمه جمعية “اعلاميون من أجل الأطفال” بالتعاون مع منظمة رعاية الطفولة العالمية ومجلس رعاية الطفولة بولاية الخرطوم، أن وزارة المالية ليست لديها ميزانية خاصة بالأطفال ، مبيناً أن ميزانية الدولة فقط فصل أول “مرتبات” وفصل ثاني “تسيير”، مضيفاً أن الميزانية عبارة عن ورق ، مبيناً ان ميزانية حكومة السودان تعتمد بصورة أساسية على المنح والهبات، وأكد أنه إلى الآن لم تصل الوزارة أموال من مؤتمر شركاء السودان .
واستهجن الحديث عن توفير وزارة المالية لميزانية خاصة بالأطفال، مبيناً أن الوزارة تتعامل في الصرف مع الجهات ،منوهاً أن هنالك ميزانية لمجلس رعاية الطفولة فلماذا لا يخصص ميزانية منها للأطفال وهذه مهمته .
واعتبر الجائحة أدت إلى لفت النظر لضرورة وجود ميزانية طوارئ للأطفال وتابع” شكراً كورونا” ، وشدد على أن يكون هنالك بند خاص بالأطفال ضمن ميزانية مجلس الطفولة ، بدلاً عن صرفها حوافز وغيرها ، وطلب من المجلس وضع ميزانية للأطفال ضمن ميزانيته، مضيفاً أنه في السابق كان هنالك تكتم عن الحديث .
وطالب بإصدار قرار رسمي بتحديد ميزانية واضحة للأطفال “واعتبره الحل الوحيد ، علاوة إلى وضع قانون معين يرعاهم رعاية خاصة .
من جانبه اعترف الأمين العام لمجلس رعاية الطفولة عثمان شيبة بأن الميزانية المخصصة من الدولة عبارة عن تسيير ومرتبات ، وليست فيها برامج كما قال إنه ليس الجهة المخول لها بوضع برامج للأطفال لجهة أنها اختصاص دولة ، معتبراً أن زيادة المرتبات التي تمت مؤخراً جاءت خصماً على البرامج ، واقر بوجود إشكالية في مسألة توفير العلاج المجاني للأطفال وقال في العام الاول تم صرف مبالغ كحوافز للموظفين ، مبيناً أن هنالك اعتراض على مجانية الأدوية بحجة أنه يتم بيعها .
مطالبات بتخصيص ميزانية للأطفال لمجابهة حالات الطوارئ
وطالبت المدير التنفيذي لجمعية اعلاميون من أجل الاطفال الأستاذة انعام محمد الطيب ، الجهات المختصة بتوفير ميزانيات خاصة بالأطفال حتى لايتأثروا بالأزمات والكوارث، مشيرة إلى أن الأطفال أكثر شريحة تأثرت بكل الأزمات بدءا بالحروب وأخيراً إنتشار جائحة كورونا ، وأشارت إلى أن طرقهم لتخصيص ميزانية صديقة للأطفال ظل متواصلاً منذ2017 ، مشيرة خلال الاجتماع التنسيقي لمناقشة تخصيص ميزانيات خاصة للأطفال في حالة الطوارئ ” كوفيد19 نموذجا” الذي نظمته الجمعية بالتعاون مع مجلس رعاية الطفولة منظمة رعاية الطفولة العالمية، إن ظروف جائحة كورونا التي ضربت العالم مؤخراً تركت آثاراً سالبة على الأطفال خاصة وأنهم شرائح ضعيفة لاتقوى على تحمل الصعاب ، وأن الدولة عليها واجب كبير تجاه الأطفال وشددت على ضرورة العمل بصورة حقيقية من أجل توفير الميزانيات التي تسهم في معالجة قضايا الأطفال .
من جانبها قالت نجاة الأسد ممثل مجلس رعاية الطفولة إن الاهتمام بالأطفال يجب أن يكون هو الهم الأول للدولة ، مشيرة إلى أن ميزانية الدولة تخلو من بند خاص بتخصيص ميزانية للأطفال وهو أمر يتطلب المراجعه من قبل الجهات المعنية.
وأضافت أن الأطفال شريحة هامة وهي مستقبل البلاد وأن الاهتمام بهم واجب وضرورة ملحة.
وفي السياق أكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الناير بحسب صحيفة أول النهار، أن الاهتمام بشريحة الأطفال يسهم في تحقيق مجتمع أفضل ومستقبل لكل الشعوب ، مشيراً إلى ضرورة وضع الجهات المختصة كل ما من شأنه أن يسهم في توفير وضع أفضل للأطفال في كل الأوضاع خاصة أوضاع الأزمات.
وقال ، إن أزمة جائحة كورونا جعلت الأطفال يعانون كثيراً من بعض الظروف، حيث كانت المدارس توفر لهم مأوي ووجبة وأن ظروف هذه الجائحة كانت لها آثاراً سالبة كثيرة على الأطفال .
وشدد على أهمية توفير ميزانية خاصة للأطفال بالسودان خاصة وأنهم يمثلون 50% من سكان السودان ، وذلك بغرض بناء جيل أصحاء يستطيع بناء مستقبل البلاد، وقال إن الصرف على الأطفال يكون بمثابة استثمار ينعكس حصاده في المستقبل، وقطع بأن الفرصة مواتية الآن للحاق بالميزانية التي سيتم تعديلها لمتبقي العام 2020 ،ونادى الحكومة بالتحول من موازنة البنود إلى موازنة البرامج، وعدّها قد تكون خطوة نحو ميزانية منفصلة للأطفال، بيد أنه أقر بأنها قد لا تكون في المدى المنظور .
وأكد الناير تأثير كوفيد19 على الأطفال اقتصادياً ، لجهة تأثيرها على تحصيل ايرادات الدول وبالتالي أثرت على مستوى دخل الأسرة .
مشيراً لتأثير الجائحة على ايرادات الربع الأول من ميزانية السودان متوقعاً تأثير أكبر في الربع الثاني.
من ناحيتها أكدت مدير إدارة صحة الأم والطفل بوزارة الصحة ولاية الخرطوم د.ايمان أحمد البشير ، أن تأثير كوفيد 19 لا يكون في وقت وجيز مثل الخريف وتوقعت امتدادا لتأثيراته لسنوات ، مشيرة إلى أن ميزانية الطوارئ غير مرصود فيها شيء للأطفال ، لكنهم كإدارة يقتلعون نصيباً لهم للتحصين وغيره، مشيرة لتوقف التحصين في الأسبوع الأول للحظر الصحي، إلا أنهم نبهوا إلى خطورة التوقف لجهة أن السودان أصبح خالياً من شلل الأطفال لمدة عشرة سنوات ، والتوقف يؤدي للبداية من الصفر، وقالت إن أثر الجائحة على التعليم لم ينته وسيظل باقياً ، منوهة أنهم استطاعوا توفير الشروط الصحية لإقامة امتحان شهادة الأساس ،إلا أن المشكلة التي تواجههم الآن توفير الشروط الصحية لامتحانات الشهادة السودانية .
رجاء كامل
صحيفة أول النهار