بدأ الامر غريباً، اذا أن الحاضنة السياسية بدأت تعارض رئيس الوزراء، الرجل الذي اختارته بعض اتخاذ بعض السياسات، عبر اصدار بيانات مناهضة لبعض القرار و كذلك الخروج في مواكب رافضة و ضاغطة.. بيد أن بعض مدن البلاد تشهد اعتصامات تطالب بتنفيذ مطالب خاصة بها .. الامر الذي أوجد تساؤلاً في اذهان البعض هل لدى رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك معارضون داخل تحالف قوى الحرية ؟
رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك الرجل الذي اجمع عليه الثوار و حظي بتوافق كبير من القوى السياسية منذ أن برز اسمه كمرشح للمنصب.. الا أن قوى التغيير تظهر داعمة للرجل بيد انها تعارضه في بعض السياسات.
القيادي بقوى الحرية و التغيير حبيب العبيد يذهب في حديثه لـ(السوداني) إلى أن قوى الحرية ليست حزبا واحدا بل تيارات مختلفة من الطبيعي أن تتباين وجهات النظر في السياسات الحكومية و في مجلس الوزراء بصفته الجهاز التنفيذي.
وأضاف: لا نقول إنها على ما يرام لان هناك مشاكل طبييعة تركها النظام البائد فانه بعد سيطرته على الامور الاقتصادية و الاجتماعية، موضحاً أن الامر يحتاج الى طولة بال وصبر و قدرة عالية، مؤكداً رغم تباين الآراء الا انها قادرة على تجاوز المرحلة.
وأكد العبيد، عدم وجود معارضة انما اختلاف وجهات النظر في بعض القضايا ،مؤكداً وجود اختلاف حول مجلس الوزراء وحول رئيس الوزراء نفسه ولكنه جاء بالاجماع
و كذلك يخطئ و يصيب، مشيراً إلى انها ظلت على الدوام في تناغم على بعض التفاصيل و بعض الاشياء، الا أن العبيد يرى انها تسير في الاتجاه في تنفيذ المطالب
واضاف: المواكب ليست ضد الحكومة بشكل كبير وانما لتصحيح بعض التفاصيل و الاداء الحكومي، مشيراً إلى أن البرلمان الحقيقي هو الشعب لذلك يعبر عن الاشياء بالوسائل السلمية.
هبوط ناعم
عقب التعديل الحكومي الاخير صرح القيادي بالحزب الشيوعي و بقوى الحرية صديق يوسف بأن الحكومة لم تستشرهم فيه و بدأ و كأنما رئيس الوزراء يتجاوز الحاضنة السياسية له عنواً.
القيادي بالحزب الشيوعي صديق فاروق قال لـ(السوداني) إن الحزب الشيوعي يرفض المحاصصة لانها مضره بالمرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أن الحزب كان يصدر بيانات تزجر فيها ذلك النهج وترفض التعيينات في الخدمة المدنية على اسس سياسية و محاصصات وظيفية، موضحاً انه على الدولة اتباع القواعد، ودعا لإصلاح الخدمة المدنية و مكافحة الفساد، وبتفعيل الشراء و التعاقد الحكومي.
وأضاف:هناك خروقات دستورية قام بها مجلسا السيادة و الوزراء، ضارباً مثال بتعيين ثلاثة وزراء دولة بدون أن ينص عليها الدستور و لم يشارك فيها قوى الحرية، مشيراً إلى أن قوى التغيير عندما رفعت البرنامج تم التغاضي عنه.
وأكد فاروق أن الشعب السوداني يعلم حقيقة ما يجري من استمرار لاعادة الدولة للكيزان مرة اخرى، منوهاً إلى أنه لا يمكن تغبيش وعيه لذلك يواصل لإجهاض دولة الكيزان.
ونوه إلى أن اجازة القوانين لم تشرك فيها عدد كبير من القوى السياسية في وقت لم يجاز فيه قانون النقابات الذي وضع لوقت طويل على منضدة رئيس الوزراء.
وأضاف: لذلك الشعب أصبح يتجاوز الحكومة و يطالب بتحقيق مطالبه و يعمل على أن ينتزع حقوقهُ ويعمل على اجهاض الهبوط الناعم بالطرق السلمية لتحقيق مطالبه.
وأوضح فاروق أن رئيس الوزراء مدعوم من كل شعوب السودان و ما تنفذ فيه الحكومة هبوط ناعم و الشعب قادر على اجهاضه لذلك ستواجه بالمعارضة .
عجز المركز
المحلل سياسي الحاج حمد يذهب في حديثه لـ(السوداني) إلى أن الحزبية لم تفارق الواقع السياسي حاضرة منذ تأسيس ما يسمى بالحاضنة السياسة، موضحاً أن الشارع في توازن بين الموت و الحياة في الشارع، خاصة في انتهازية اللحظة بين قوى الشارع و قوى الاستمرارية، مشيراً إلى أن اي شراكة تحدث هي مؤقتة.
وأضاف حمد أن قوى الحرية كانت مهتمة بالمصالح الذاتية ولم تنشغل بإعادة التوزان لتبلور الفترة الانتقالية، لافتاً إلى أن مطالب ضغط الشارع محددة و المطالبة بها جاءت عبر الاعتصامات الحالية نسبة لعجز المركز عن الاسراع في تنفيذ مطلب الشارع، مشيراً إلى أن المليونيات ربما تكون ضد الدولة في حال طال امد تنفيذ المطالب، منوهاً إلى أن الشارع لا زال يضغط والحكومة لا تزال لا تفهم ذلك لتسرع الخطى في تفكيك النظام البائد.
الخرطوم: مشاعر أحمد
الخرطوم: (صحيفة السوداني)